بيئة الأرض تتدهور، والمغرب يدفع الثمن، وعلى الأطلس أن يستعد للمزيد من المعاناة

بقلم: عبد الكريم ايت بلال

الفيضانات والعواصف الرعدية

لكي أجيب عل الإشكال والسؤال المطروح هذه الأيام ، والمتعلق بظاهرة الفيضانات والعواصف الرعدية الإستثنائية التي تضرب جبال الأطلس هذه الأيام، والجنوب الشرقي و الكثير من مناطق المغرب بشكل عام، مخلفا خسائر مادية جسيمة و زهقت فيه أرواح مغاربة الأطلس . الكثير يتساءل عن سبب هذه العواصف الاستثنائية التي أصبحت خطرا حقيقيا لما لها من وقع ولما شاهدناه من فواجع خلفتها هذه الفيضانات.

المناخ والطقس

للإجابة عن هذا السؤال ، المتعلق بالطقس بشكل خاص وبالمناخ بشكل عام ، لا يمكن ان نحصر الموضوع في المجال الجغرافي المغربي ، لكون ظاهرة المناخ، ترتبط هي الأخرى بما هو إقليمي وقاري وعالمي . وكما يعلم الجميع بأن البيئة تتدهور يوما بعد يوم وتزداد درجة حرارة الأرض، تؤدي إلى اختلالات في الجو العام ومنظومة المناخ بشكل كلي، وتصبح هذه التغيرات الفجائية والعنيفة ، يصعب التكهن بها، ففي الوقت الذي يشهد فيه المغرب هذا الأسبوع الإستثنائي العنيف ، يتجه إعصار ” دوريان” وهو الأعنف صوب شواطئ الولايات المتحدة . وهذا ان كان يدل على شيء فإنما يدل على اختلال المنظومة البيئية للأرض . ودون استحضار هذه المعطيات لا يمكن فهم ما يجري هذه الأيام في المغرب.

جبال الأطلس

السؤال لماذا جبال الأطلس والجنوب هي التي تعرف هذه الظاهرة بقوة؟
وللإجابة ، هنا سأعود الى ماهو عالمي وإقليمي ، وبما إن المناخ يعرف اضطراب بشكل عام فإن هذه الإضطرابات تظهر بقوة في المناطق الصحراوية والهشة مناخيا ، وتطرأ هذه التحولات على مستوى المناطق التي تعرف انتقالا من مناخ نحو الأخر ، وهذا ينطبق تماما على المجال المغربي وموقعه في إفريقيا على حدود الصحراء الكبرى ، وبما أن الجبال المغربية هي الحاجز أمام المناخ الصحراوي الحار الجاف ، وكون هذه الجبال نقطة إلتقاء تيارين هوائيين رطب قادم من المحيط وجاف آت من الصحراء ، يقع اصطدام عنيف ، على طول سلسلة جبال الأطلس ، وتصبح هذه الجبال ، مجالا نشطا للعواصف الرعدية ، خاصة في فصل الصيف حيت تتغدى الكتل الجافة بتمدد النطاق المداري ليشمل المجال المغربي مما يجعلها تزحف أكثر فأكثر نحو السهول الوسطى والداخلية.

تقلب المناخ

ومع تغير المناخ، والتفاوتات التي تطرأ على المستوى العالمي ، أصبحت هذه المناطق أكثر عرضة لهذه الظواهر المناخية العنيفة وما يقع من تدمير المنظومة المناخية، يترجم تأثيره مباشرة في هذه المناطق المدارية والمغرب وجبال الأطلس بشكل خاص ، ومع تزايد تدمير النظام البيئي العالمي ستزداد حدة هذه الإضطرابات، على مستوى جبال الأطلس، وعلى المغرب وسكان المناطق الجبلية والجنوب أن يستعدوا للمزيد من هذه الإضطرابات مستقبلا.

 

بقلم: عبد الكريم ايت بلال

أضف تعليقك هنا