رسالة

بقلم: عبد الحق مفيد

حبيبتي

مر الآن اسبوع على مغادرتي البيت .انا الان في مكتبي الفخم وامامي مكتوب على يافطة بلون مذهب.” محمود عرفة الملحق الاعلامي للسفارة” النافذة تطل على شارع ريجنت وهو من ارقى وأغلى الشوارع هنا بلندن وأكثرها ازدحاما. مازال المطر يهطل وربما سينزل الثلج ايضا .الجو كئيب هنا رغم كل مظاهر البذخ.

لا يدرك المرء قيمة الأشياء الا حينما يفتقدها

لا يدرك المرء قيمة الأشياء الا حينما يفتقدها فعلا. وانا أفتقدك .افتقد حتى غضبك مني.. ما زلت اذكر اول يوم غضبت فيه مني. كان اول لقاء بيننا عبرت ساحة الثانوية في مشيتك العسكرية حينما تغضبين وتوجهت نحوي. كنت امازح ساعتها بعض الاصدقاء. توجهت الي بالكلام وكنت ممسكة مجلة المؤسسة” هل انت من كتب هذا الهراء عن نضال النساء؟”

أول ما أحببت فيك غضبك

أجبت وانا ممسك نفسي حتى لا أنفجر ضحكا في وجهك.” نعم انا. ولكنه ليس هراء.” قلت” هو كذلك. ولا تعد للكتابة مرة اخرى”. واستدرت لتعاودي عبور الساحة من جديد نحو صديقاتك. كنت في السنة الاولى وكنت انا في السنة الختامية. من يومها لم نفترق.. اول ما أحببت فيك غضبك. حتى ريم ابنتنا تشبهك حينما تقضب حاجبيها. ما أحلاكما انتما الاثنين. أعدك ان أكون حاضرا في عيد ميلادها العاشر وسوف احمل معي الهدية التي طلبت مني شراءها من هنا

هذه أول مرة نفترق أنا وأنت منذ 15 سنة

هذه اول مرة نفترق انا وأنت منذ 15 سنة. لحقت بي الى الجامعة ولحقت بي الى القناة التلفزية التي عملت بها محررا للأخبار. وحينما عينت ملحقا اعلاميا للسفارة هنا بلندن .قلت لي” لا تقلق سألحق بك كما فعلت دائما”.

كان لدي دائما فائض في الخيال والطيبة حد السذاجة وكنت دائما من يعيدني للأرض ويعيد توجيهي .ما كنت لأكون بدونك. وحتى حينما فقدت والدي ووالدتي رحمهما الله في الحادثة المشؤومة .جئت لتعزيني بأغرب تعزية وتهمسي في اذني. “من اليوم انا زوجتك وحبيبتك وكل شيء”

هل يكفي أن أقول أني أحبك

هل يكفي ان اقول اني احبك .احيانا تعجز الكلمات عن ترجمة ما نحس به. نعم أستطيع ان أعبر في رواياتي عما يكنه حبيب لحبيبته ولكن حينما يتعلق الأمر بي وليس بشخصياتي المتخيلة اكون عاجزا .لان حبي لك يتجاوز كل ما كتبت. سأعمل بنصحيتك وسأتوقف عن الكتابة .اراك ترددين بين شفتيك وانت تقرئين هذه السطور .”ك ا ذ ب” لانك تعرفين ان لي عشقين انت والكتابة.

سأذهب الآن للمطار كي استقبل وزير خارجيتنا وأقوم بتغطية الزيارة .اتمنى ان يتوقف المطر لا اريد ان يشتد زكامي . نعم سمعتك.لا تقلقي سأحمل المعطف الذي اشتريت لي قبل ان أسافر.

بقلم: عبد الحق مفيد

 

أضف تعليقك هنا