وما الليلُ يلْوي ذِراعَ السَنا
إذا ما تجلّيت بدر المنى
فما عند قلبي حبيبٌ سواك
ولا عنك لي في حياتي غِنى
****
تَجهَّمَ مُذ غبت وجهُ الحياة
وقَطّبَ في حاجبيها الهَنا
فَكَمْ جَرّحتني نصالُ الكروب
وكم حاوطتني ضِباعُ الضَنى
****
تُطَوَّق عُنق اشتياقي إليك
تُطَوَّق عُنقَ اشتياقي إليك
بأمراس همٍّ تزيدُ العَنى
بصدرِ الأماني تنوشُ السهام
وفي ظهر حلمي تدقُّ القَنا
****
كالطير الحزين أشدو
كما الطير أشدو ولكنْ حزينْ
فَمِنْ غير جنّاته ما الغِنا
فليس الذي في مياه الوصال
كمن ذاق نار النوى مثلنا
****
لو أنصفونا رأونا كما بنا
فَلوْ أنصفونا رأونا كما
بِنا قد رأيناهمُ نصفنا
علينا لكم قد تَجنّى الوشاة
بِقولٍ يشقُّ العَصا بيننا
****
وماكل قولٍ صحيح المتون
إذا مال عن صدقه من بَنى
يقولون أنّا هجرناهمُ!
وما أدركوا عندهمْ قلبنا
****
غريبٌ بجفنيه غصّ الحنين
غريبٌ بجفنيه غصّ الحنين
بَكى يوم ضاقت عليه الدُنى
ومازال في اليمِّ لامِنْ سفين
تراءت ولاحضن شطٍّ دَنا
****
حواليه موج الأسى كالجبال
ولاصوت إلا هدير الفَنا
ولكنَّ حُبي لهم قد أبى
بأنْ يبلغَ الروحَ مِنّي الوَنى
****
تداعيت شوقاً بِكلّي هُنا
فقاومت حتّى تجلّى المُنى
بدرع اعتقادي وقتل الأنا
فإن صحتَ ياعاشقي من هُناك
تداعيت شوقاً بِكلّي هُنا