في قلب المجتمع

بقلم: ريم الربيعي

التخلف

بين تقبل الأخر و رفضه .. يظل التساؤل قائم حول موضوع الإختلاف، هل أن  المجتمع العربي عامة و التونسي خاصة .. يتقبل فعلا المختلف أم أن هذا يظل سردية من السرديات الكبرى ؟باختصار شديد، مهما اختلفنا تجمعنا الإنسانية،وكما يقال هذا العالم فسيفساء الإختلاف، أنت صديقي .. تشاركني الحياة و معركتها .. تشاركني الهواء نظيفا كان أو ملوثا بدماء الأبرياء،حتى و إن اختلفت آراءنا . أفكارنا , انتماءاتنا { السياسية , الاجتماعية , الاقتصادية او حتى الكروية و غيرها }

الاختلاف

“اختلفنا في الفريق أنا أشجع هذا و أنت تهتف بإسم ذاك”

“اختلفنا في الأحزاب , أنا انتخب هذا و أنت ترشح ذاك أما الأخر فلا يحبذ السياسة”

“اختلفت معك .. اتفقت .. انتقدك و تنتقدني بإحترام”

“كنت بالشكل الذي يرضيك أو لم أكن”

“طريقة لباسي ليست كطريقة لباسك”

العادات 

“لغتي تختلف عن لغتك”

“عرقي أسود .. أنت أبيض”

“ديني ليس بدينك”

“أصولي تختلف عن أصولك”

“ذوقي الموسيقي بعيد كل البعد عن ذوقك”

“ميولاتي لا تشبه ميولاتك”

“تفكيري بعيد عن تفكيرك”

“طريقة مشي تختلف عن طريقة مشيك”

الحرية

“مواضيع كتاباتي لا تحبذها و أنا لا أحبذ أشياءك”

“لكن من واجبك احترامي و من واجبي احترامك”

“لك حق العيش و لي حق العيش”

مهما اختلفنا فنحن ثراء لبعضنا البعض”

“أنت أخي في الإنسانية”

“تنادى بإنسان و تنادى بإنسان”

“شريكي في التجربة .. أتقبلك بنقائصك و تتقبلني بعيوبي”

“أنت جزء مني و أنا جزء منك”

“ابتسم لك والقي عليك التحية لإن ديني يعتبرها صدقة”

الدين المسامح

إلاهي يلقي اللوم على من يعبس بوجوه الآخرين “عبس و تولى إذ جاءه الأعمى” –صدق تعالى- فما بالك بالذي يبصر.
أنا ديني يحتم علي عدم قهر اليتيم و عدم إهانة المسكين و التصرف بلباقة مع الجميع بغض النظر عن دينك، تجمعنا الإنسانية .. يوحدنا بحر الصداقة و العيش السلمي.

العيش الحر

“نبحر في الإختلاف و نجني ثمرة التقدم”

“تكلم .. عبر .. أنا أسمعك و أنت تسممعني”

“أنت ولدت حرا و يجب أن تعيش كذلك”

“حدثني عن ميولك الجنسي أنني أحترمه”

“أحدثك عن اختياري السياسي أعرف أنك ستحترمه”

“أتقبلك .. أرجوك تقبلني”

موت الإنسانية

“التعصب يميت الإنسانية”

“تقبل الأخر و اختلافه يفرش بستان من المحبة”

“لا تشتم .. هذا رأيي تقبله حتى و إن كنت ضدي .. عبر عن رأيك بلباقة .. انصت إليك بكل رحابة صدر”

“أنت مثلي , مزدوج الجنس , عادي .. أنا أتقبلك”

“أنت ملحد , لا تدري , يهودي الديانة , مسيحي , مسلم , ديانة أخرى.. أنا أحبك”

“أنت مزاجي , عصبي , غريب الأطوار .. أنا أحبذك”

أنت أخي مهما بلغت من اختلاف”

“هذا المجتمع متنوع و إلا ما سمي كذلك”

الأرض للجميع

هذه الأرض ليست ملكي و لا ملكك .. إنها ملك الجميع .. و على الجميع احترام الجميع للعيش في بيئة مشتركة تجمع كل مشاعر المحبة و الاحترام و كل مبادئ الحرية و العدالة و المساواة .

“أنت فقير , غني , متوسط الطبقة .. أنا أراك إنسان في كل حالاتك .. أرجوك انظر لي بنفس الطريقة”

“الاحتقار و النبذ ماهي إلا تصرفات لأشخاص لهم ذوق سيء للغاية” .

“أنا لا أتدخل في خصوصياتك و احترم اختياراتك”

“لطفا لا تتدخل في خصوصياتي و تبدي رأيك”

“بما انني لم أضرك .. لا تضرني”

“وتذكر الابتسامة فإنها تفتح أبواب قلوب الآخرين و تشعرهم بالطمأنينة”

الضمير

“أنت ذو ضمير يحتم عليك مساعدة غيرك”

“وأنا هكذا أحبك .. شخص أخر يحبك لنفس السبب”

“كلنا نبحث عن فترة راحة بعيدة عن هذا العالم”

“لكن صدقا لا أحد يستطيع العيش وحيدا .. لو بقي الإنسان وحيدا لمدة معينة”

“سيعود ليحتضن العالم”

“سيشتاق لصراخ الأخر و شتمه”

“سيشتاق لصوت البكاء”

“سيحبذ الضوضاء على الهدوء”

الابتسامة

“سيعود باحثا عن ابتسامة الغير وكلامه”

“لم نخلق نسخا متشابهة  و يجب أن نعيش على هذا المنوال”

“اختلافك يجذب الآخرين”

لطفا كن مختلفا لا تكن مرآة غيرك”

أنا اختلف عنك .. هو يختلف عني”

“هي تختلف عنهم .. أنتن تختلفن عنه و تستمر الحلقة و يزداد الثراء”

المساكين والفقراء

لا تردد كلمة  ” مسكين ” حين تلمح الإختلاف في أحدهم على مستوى قص شعره , لباسه , لهجته , أو أي شيء كان صديقي الإختلاف لا يثير الشفقة و لا يدل على الجنون كما روج بل إن دل على شيء فهو يدل أن ذاك الشخص اختار أن يعيش في عالمه الخاص، دعه .. دعوها .. دعوهما بما أنهما لم يؤذيا أحدا .. ماشأنكم، حب اختلاف ليس بمرض أو موقف و لا قرار و لا حتى تحدي .. هذا الشيء فطري .. الأشخاص عادة  ينزلون من بين أفخاذ أمهاتهم أحرارا  ” ميسنوات العادات ” تفرض عليهم وضعا معينا.

العادات والتقاليد

صديقي لا تستمع للعادات و التقاليد .. فالذين يفضلون العيش تحت ستائر لعقلانية في الحقيقة لا يمثلوا سوى نسبة ضائلة جدا لكن خوفا من المجتمع المتسلط تبدو النسبة مرتفعة كذبا لأنهم لا يتجرؤا لقول العكس، صديقي في هذا المجتمع يخيلوا لهم أن المرأة التي تكافح و تجتهد في هذه الحياة .. هي  رجل و دائما ما تنعت بهذه الكلمة .. على أساس أن الرجل مقياس للمناضلة
اللواتي تلاحظهن يا صديقي ” مسترجلين ” كما يقال إنهن يملكن من الأنوثة أكثر بكثير من اللاتي يجلسن في صالونات الثرثرة و التجميل و الرجولة أكثر بكثير من من يجلسون بالمقاهي طوال الوقت، وإن لاحظوا يا صديقي شاب يتصرف كالنساء ينعتونه .. لماذا ؟ حقا لا أعلم ..

خلق الله

الله خلقهم هكذا .. يمكن أن يكون ذا أخلاق عالية و قلبا طيبا، دعكم من المظاهر، أنا أدخن .. أنت تشرب الخمر .. الأخرى بدينة .. الأخر نحيل .. أتقبله .. يتقبلك .. تتقبلني .. تتقبلك، حين يتجاوز الاختلاف حده و تصبح الحرية أذى و فوضى .. تدخل يا أخي لكن من باب النصح .. لا تستعمل العنف تذكر دائما أنا إنسان و غيرك إنسان و أنت إنسان .. تجمعنا نفس الكلمة.

“أنت مختلف, أنا لا أعتبر وجودك إهانة”

“أنا مختلف , أنت حتما لن تعتبر هذا جريمة”

“أرجوك حافظ على الإحترام .. التسامح .. الإبتسامة .. المحبة .. و خاصة الحرية”

“الحرية ثم الحرية .. لا يحق لك فرض رأيك  و إصدار الأحكام المسبقة التي من شانها قتل الذات البشرية”

“لا تجعل المختلف عنك يتقوقع عن نفسه لطفا”

بقلم: ريم الربيعي

أضف تعليقك هنا