قوية وجبارة هي

حبيبتي آلاء
أحاول كتابتك بما يليق بوجعي لرحابة المسافة التي تبعدك عني والقلب يفيض شوقا لك، أعانق حرفي لك دون ملل فانت الصوت الذي يعيد ترتيب أنفاسي من جديد،رغم مرضي وقلة عافيتي فأنت الحاضره دائما مع كل البدايات الجميله لتنثري مسك الختام على نهايات أجمل.
اليك حبيبتي الغاليه بثي وشوقي… ماما.

الطفلة الناعمة

جبارة وناعمة، تلك التي تغربت في ريعان الشباب، بعمر الورد تركت ارضا تعلقت بها، عشقت ذراتها ورمالها، وقمة سياحتها في ركعتين تصليها في مسجد تشد له الرحال على مقربه من بيتها.
غادرت الارض التي احبت الى بلاد بعيدة، على اجنحة ملائكة تمهد لها طريق العلم، طموحا وبحثا عن حلم جميل برفقه زوجها وقد اضاءت لهم الطريق لنيل درجة الدكتوراة، وقد كان.

البلاد الغريبة

قويه هي حقا من غادرت خلف البحار وصمدت في وقت نجد فيه ستينيات بأولادهن بل وأحفادهن لا يستطعن العيش دون أمهات
جبارة وناعمة تلك التي وجدت نفسها وحيدة في بلاد غريبة بعاداتها وتقاليدها، تأقلمت ايجابا وروت حياتها بزهر الياسمين كنقاء وصفاء قلبها المحب.
أعطت، أحبت، تأقلمت وتجذرت وهي في قمة نعومتها وجبروتها في آن، قوية هي حقا ومحبة هي أكثر، ورائعة هي صدقا
قوية تلك التي إنهارت مرات عديدة وهي تفتقد أهلها ولكنها سرعان ما عاودت الوقوف، لأنها تعلم يقينا أن الحياة منحنيات ولابد من الإحتراف في القيادة ، لتغدو حياتنا أروع وأجمل وأكمل.

الحزن القاتل

قوية تلك التي تجمدت أمام شاشة هاتف او أيباد لتتابع أفراح وأحزان عائلتها عن بعد.
قوية تلك التي ملحت طعامها بدموعها شوقا وقهرا وحبا لوالدها الذي تمنت أن تكون بجانبه في يوم اعتبره الكبار يوما أسودا في تاريخ القضاء الفلسطيني، الرجل الأول في حياتها مربيا وناصحا وصديقا مساندا وداعما.
قوية هي حقا تلك التي كانت تتميز باجتماعية عالية، وحب عظيم لكل الناس تفانيها مع الاهل والأصدقاء، حبها للأطفال، مرضى السرطان في مستشفى هداسا عين كارم، زيارتها المتكررة لهم في معظم أوقات فراغها أثناء عملها الدؤوب على بحثها العلمي في ذات المشفى، كانت تجد سعادة غامرة لمجرد قراءة قصة لأحدهم، أو تناول السكاكر مع آخر، أو احتضان طفل هو بأمس الحاجة لكل ذرة حب.

اللحظات الجميلة

حتى البائعات المتجولات في شارع صلاح الدين أحببنها حقا، أثناء ايابها من الجامعة، كانت تشفق عليهن من حر صيف أو برد شتاء، تساعد احداهن في حمل متاعها من النعنع والبقدونس والبتيري والزعتر، تساعد بحب وتطري باحترام قائلة لها” الله معك يا جدة ادعي لي”.
كان الدعاء وكانت الإجابة بالتوفيق والرضا.
معطاءة هي بإيثارها وقمة جودها عندما أفرغت كل ما في محفظتها الصغيره، اثناء ايابها من الجامعة لتعطيه لمحتاج وترجلت على قدميها من القدس الى جبل المكبر، لانها لم تبقي لنفسها ثمن تذكره حافلة تقلها، وزان الوجه حمرة في حر صيف أيلول، جميلة هي جوريتي بتورد خديها، و ياسمينتي بنقاء قلبها، حبيبتي هي من أول حروف الأبجدية الى آخر مفردات لغه لا تنتهي.
هكذا كانت ولا زالت، بسيطة محبة، قوية، ذكيةوعالمة، هادئة وناعمة، ليس لانها ابنتي ولكنها جمعت معاني الكمال وزان الأمر حشمة وحياء.

التفوق المميز

حقا لست مغالية ولا مبالغة، لأطري على من توجتني على عرش الأمومة، وكانت هديه الله من السماء، ارتقت بأخلاقها فوق مستوى النجوم، باهيت بها وفاخرت، وذرفت الدموع برفقة والدها عند تخرجها وتميزها من الدراسات العليا في الجامعة العبرية، وحصولها على اعلى معدل في البحث العلمي في مختبرات هداسا عين كارم، حصدت 98.4 كأعلى معدل في تاريخ الجامعة منذ 24 عاما وكان ذلك قبل زفافها بيومين، قوية هي حقا ورائعة هي أكثر.
رائعه هي بإجابتها للبروفيسور المسؤول عن بحثها عندما قال: “هل تعلمي ماذا يعني أن يكون اسمك هو الاسم العربي الوحيد في هذا البحث مع نخبة من الأساتذة المتميزين في طب القلب وجراحته، كانت اجابتها المبهرة:” أكيد يعني لي الكثير و أنا ممتنة لتلك اللحظات الجادة في البحث، ولكن ما يعنيني أكثر أن نتائج هذا البحث ستخفف من آلام الكثيرين واولهم ماما”.
آلاء ، حبيبتي انت حقا وفاض القلب شوقا لك.

حضن الأم

قوية هي من حملت وولدت وارضعت وربت، وتحملت آلام المخاض دون وجود أمها، تتلمسها بحنان، وتمسح عرق جبينها وتدعمها بقوة وحب، قويه هي حقا من أخفت آلام مخاضها بابتسامة أبدعت في رسمها على محياها الجميل، رغم ألمها لتهدأ من روع أمها التي تراقبها عبر شاشة من سماء الى سماء، لعدم حصولها على تأشيرة سفر لدخول كندا الا بعد ولادتها بثلاثة اشهر.
قوية هي حقا من حولت ضباب و كثافة السحب في عينيها الى أمطار زاخرة بالحب، روت بها صحراء غيابها عني.

الوداع الحزين

حبيبتي آلاء…
إشتقت حقا للرقي والتميز الذي صغته في عبارة عندما سألتك : “لماذا تحركي عينيك في أكثر من اتجاه عند مهاتفتك أنا وبابا عبر الواتس اب؟”.
كانت إجابتك مع سمت بدا على محياك:” أنك تخجلين من النظر لعيوني وعيون والدك بتدقيق، خجلا واحتراما ومن باب “واخفض لهما جناح الذل من الرحمة”.
حبيبتي الغالية تربعت على عرش قلب العائلة انت واحمد زوجك وحفيدي الجميل محمد، الذي تشرق الشمس من جبينه كل صباح ويلون اخضرار عينيه غابات وبساتين غناء، نتفيأ فيها من تعب الحياة وصخبها.
كلمات أحببت أن تصل لك عبر الاثير وعلى الملأ فأنا من اولئك الذين لا يخفون مشاعر الحب لمن أحبهم وأحترمهم.
وسأضمن هذه الكلمات كتابي الجديد (رسائل حب) ان بقى لي في العمر لحظات.
كل الحب وجل الدعاء وقمة الرضا عنك حبيبتي،وعن اسرتك الصغيره الماجدة، ودمتم في حفظ الله ورعايته.
من سماء القدس الى سماء كندا، بكامل حبي الذي ملأ الاثير.
ماما

فيديو مقال قوية وجبارة هي

 

أضف تعليقك هنا

أسمهان عريقات

أسمهان عريقات

زوجة القاضي عبدالله غزلان