من هم التنويريون

كثر الحديث مؤخراً عن التنويريين وكثر الهجوم والتهجم عليهم وتصدى لهم فريق آخر ليواجه ويجابه نورهم وتنافس أتباع ذلك الفريق في كيل الأتهامات للتنويريين لا تخلوا من شتائم وتخوين وتكفير وغيرها. فمن هؤلاء التنويريون وما قصتهم وماهو المنهج الذي يدعون اليه ولماذا يتم مهاجمتهم بهذا الشراسة والضراوة؟

التنويريون هم جماعة من المسلمين المثقفين المفكريثن

هناك مجموعة من المسلمين المثقفين المفكرين أطلق عليهم اسم “التنويريين” أو أتباع “المنهج التنويري” وهذه التسمية تدل على أنهم يحاولون محاربة الظلام وأنارة الطريق وبالتالي  فإن الفريق المناهض لهم سوف يسمى الظلاميين. وفي الحقيقة فإن التنوير بدأ فعلياً مع أول التنويريين وهو سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الذي بعثه الله بالحق ليخرج الناس من الظلمات الى النور ومن الضلال الى الهدى .والاسلام كله نور يحارب ويجابه الظلام والجاهلية والخرافات والتقليد الأعمى ومبدأ “هذا ما وجدنا عليه آباءنا”. وأول أجيال التنويريين الحقيقيين هو جيل صدر الاسلام سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وأصحابه رضوان الله عليهم.

الظلاميون لم يظهروا إلا بعد وفاة النبي

وأما الظلاميون الموجودون الآن فلم يظهروا إلا بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام وازدادوا في العصر الأموي لأسباب سياسية وقد تعمق وتجذر وجودهم وعلا شأنهم وساد منهجهم المنحرف في العصر العباسي وقد ظهرت عدة فرق من المتمسكين بالتنوير المحمدي آنذاك تحاول تقويمهم وتصحيح مسارهم:

ولكن تم قمعها نظراً للدعم السياسي الذي كانوا يتلقاه هؤلاء الظلاميين. وما دعوة التنويرين في عصرنا الحالي إلا هي العودة الى المنهج الصحيح السليم القويم الذي نزل على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام والذي أخرج الناس من الظلمات الى النور.

الفرق بين التنوريين والظلاميين

وقد يعتقد البعض أن الفرق بين التنويريين والظلاميين هو فقط في التسليم أو التشكيك بصحة السنة وتحديداً الأحاديث الموجودة في كتب الصحاح حيث يتمسك الظلاميون بصحتها ويقطعون بخلوها من أي خطأ في حين أن التنويريون يعتقدون أن كتب الصحاح تحتوي على بعض الخرافات والخزعبلات التي لا تمت للاسلام ولا لسيدنا محمد بصلة وأنه يجب تنقيح هذه الكتب وتنقيتها من الشوائب.

ولكن في الحقيقة هذا ليس هو أساس الخلاف وإنما هذه إحدى مظاهر الخلاف التي تكشفت وتبينت وتمسك بها الظلاميون واتهموا التنويريين بأنهم ينكرون السنة وزعتقدوا أن المنهج التنويري يقوم على مبدأ واحد وهو أنكار السنة وبنوا هجومهم على هذا الأساس وهذا الأسلوب في النقاش والحوار.

يسمى في اللغة الانجليزية بمصطلح (Strawman) أي رجل القش وهو أسلوب يعتمد افتراض اراء وأفكار لدى الآخر ومهاجمتها في حين أن تلك الأفكتر والاراء لا تمت للاخر بصلة وإنما اخترعها المهاجم وهاجمها كمن يصنع رجلاً من القش ويهاجمه وهذا بالضبط ما فعله الظلاميون في هجومهم على التنويريين وليس في عصرنا الحالي فقط بل منذ العصر العباسي وحتى يومنا الحاضر.

أما نقاط الخلاف الأساسية بين التنويريين والظلاميين فهي:

  • أن التنويريين لا يقدّسون الا كتاب الله ولا يعبدون الا الله لا يشركون به أحداً
  • لا يريدون وضع وساطات بين الناس وربهم
  • لا يريدون تغييب العقل ابداً ويدعون الناس لإعمال العقل دوماً
  • يرفضون فرض الوصاية على الناس.

في حين أن الظلاميين يقومون بالعكس تماماً فهم:

  • يقدّسون كتب بشرية ويقدّمونها علي كتاب الله
  • يريدون للناس أن يجعلوا لله أنداداً يحبونهم كحب الله ويتخذهم الناس وسيطاً بينهم وبين ربهم كما قال مشركوا قريش عن آلهتهم أنها تقربهم من الله زلفى.
  • يريدون فرض الوصاية على الناس ويحذرونهم من استخدام عقولهم
  • ويصورون للناس أنه لا يجوز محاولة فهم القرآن وذلك خلافاً لأمر الله الذي أمر بالتدبر والتفكر بالقرآن الكريم وحض على استخدام العقل وكثيرة هي الآيات التي تقول ألا يعقلون. 

وأنا بدوري أقول للظلاميين ألا تتقون الله ربكم الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى؟ الا ترون أنكم تخالفون آيات واضحة وصريحة في كتاب الله آيات تنبه وتحذر مما تفعلون الآن وأذكر منها هذه الآيات:

  1. “وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ”
  2. “وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ”
  3. “وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ”
  4. “إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا”

منّ الله علينا بنعمة الإسلام وأنزل على عبده الكتاب

أما وقد منّ الله علينا بنعمة الإسلام وأنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا فلا تصنعوا أوثانكم بأيديكم لا تقدّسوا العلماء ولا تفترضوا أنهم لا يأتيهم الباطل من خلفهم ولا من بين أيديهم فهم بشر مثلنا وهم رجال ونحن رجال وإن كانوا على حق في زمنهم فالزمن الان غير الزمن والقرآن فقط هو الكتاب الوحيد الصالح لكل زمان ومكان وأما كتب البشر فلها أوانها التي لا تتجاوزه.واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله.

فيديو مقال من هم التنويريون

 

أضف تعليقك هنا