مهرجان الجونة السينمائي.. ثلاث دورات كفايا

بقلم: محمد عصام الدين

السجادة الحمراء

خرجت علينا أحد اشهر الجرائد المصرية على الأنترنت، أثناء تغطيها الصحفية لمهرجان الجونة السينمائي، ونقلها المباشر للحظة وصل الفنانين على السجادة الحمراء للمهرجان، كعادة  أي صحيفة سواء محلية أو عالمية في تغطية مثل تلك الأحداث، لأشباع تطلعات الجمهور المهوسون بالفنانين وملابسهم، ويريدون الأطلاع على  ما يرتدهم من أزياء لمواكبة أحدث عروض الموضة، وأن قل عددهم في الفترة الماضية بعنوان “المرة دي بدون حمالة صدر.” هكذا نقلت الجريدة المصرية لحظة وصل أحد الفنانات على السجادة الحمراء للمهرجان، والذي يترأسها كاتب صحفي مرموق ودائم الظهور على  القنوات الفضائية  ليتحدث عن المهنية الأعلامية والتزام المصدقية والتمسك بالأدب العامة في نقل الاخبار.

الغير لائق

لست هنا للوم أو انتقض الممثلة الذي حضرت فاعليات هذا المهرجان بهذا الفستان الغير لائق فهي من الواضح أنها لا تستشعر الحرج ولا تستحي من أن يتبادل الناس صورها فيما بينهم بهذا الشكل الفاضح، وحتى لا تراعي ابسط حقوق اسرتها الأجتماعية في أن يتداول اسمها على السنة الناس بما لا يليق، فهي تعودت على ذلك بل تقصدة، وأن كانت تتجنبه لراعت ما تظهر به وتردية للمرة الثانية بعدما اثار فستنها خلال فاعليات نفس المهرجان جدلًا بين ضعاف العقول، ولا ألوم إدارة المهرجان الذي دعتها للمرة الثانية رغم أنها لا تشارك في أحد افلام المهرجان أو صنعت فلم تستحق التكرم علية خلال سنوات الماضية، ولكن الدعوة كانت لغرضًا ما في نفس ” ال ساويرس”، وتحقق بالفعل.

العنوان الحرج

ولكن يجب أن ننتقض هذا الموقع الذي نقل الخبر تحت نفس العنوان الذي تم ذكرة سابقًا؛ لعلة يستشعر الحرج ويتجنب تكرار ة إذا كان لايقصدة، وإذا كان يقصدة وهو الاقرب فلابد من معاقبتة وحجبة وهذا  في أيدي  رئيس الهيئة الوطنية للأعلام كرم جبر.
فمن الناحية المهنية لأداب العمل الصحفي ليس عنوان مهني على الأطلاق فحول لغة الصحافة إلى لغة شارع بل أقل، ومن ناحيه انه عنوان مثير لكي يشد القارئ لقرائة الخبر في أوقات تتهافت فية الجرائد  لأجتذاب قرائها من على مواقع سوشيال ميديا فالعنوان لا يحمل اي اثارة سوى إثارة الشباب الجنسيه، وكان يوجد للخبر هذا أكثر من عنوان يلتزم المهنية ويراعي أدب العمل الصحفي، ويوضح الحدث للجمهور دون الأخلال بأبسط قواعد الأدب الأجتماعية.

كلام الناس

كان من الممكن أن نتجنب الحديث هذا عن عنوان لخبر في صحيفة صفراء، فالصحف الصفراء له قرائها وعنوينها تكون مبتذلة بهذا الشكل وتعد لون من ألوان الصحافة ولكن لنسبة بسيطة من الجمهور، ولكن ما جعلني أن أتحدث عن هذا العنوان أنه صدر من جريدة عريقة في العمل الصحفي يتابعها القارئ على مواقع التواصل الأجتماعي  ويطالعها باستمرار، ويثق في أنها تستطيع أن تقدم محتوي مهني يشبع رغبة في القراءة؛ ليكتشف أنها تحولت إلى صحيفة صفراء، وإذا كانت قد قدمت الصحيفة العريقة هذا المحتوي فماذا تركت للصحف الصفراء.

العمل الصحفي

من الواضح أن العمل الصحفي يعاني من خلل بالفعل، وهذا الخلل ليس ناتج من رقابة أمنيه على الصحف كما يدعي البعض، فبالعكس الصحافة تزدهر في أشد الأوقات التى تكون فيها الرقابة الأمنيه على الصحف، فالأنجليز كان يمارسون اشد أنواع التضيق والرقابة على الصحف ، ولم يمنع الصحافة من أن تصدر وتقاوم الأحتلال الأنجليزي وخرج في هذا الوقت افضل الكتاب الصحفين.
ونحن في مصر الآن بعدين كل البعد عن التضيق الأمني والرقابة إلى حدًا من، وهذا ما أكدة الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر الشباب الأخير عندما وقفت الصحافة عاجزة عن الرد على أدعائات المقاول محمد على، والذي شكك في مؤسسات الدولة المصرية.

الصحافة في مصر

والخلل، معروف لماذا امتنعت الصحافة عن الرد لأن ليس يوجد من يكتب، فالكتاب هجرو المهنة لأسباب معلومة، وتروكها للجهلاء وأنصاف المثقفين؛ ليصدرو علينا بمثل تلك العنوين الذي يستحي منها كل فئات المجتمع في أن يطالعها.
الوضع في الصحافة المصرية يؤكد أنها تدخل في مرحلة من الأنهيار بعدما كانت رائدة أيام كتاب عملاقة مثل محمد حسنين هيكل وأنيس منصور، وعلى ومصطفي أمين، وليس الأنهيار بسب الأزمات المالية التى تلاحقها أو ضعف المرتبات بالنسبة للصحفين، فهى امور أعتاد عليها العاملون في هذا العمل منذ سنوات وليست مستجدة، حتى أن معاش أحمد رجب أشهر الصحفين وأعتقهم في هذة المهنة وصل إلى 7 ألاف جنيه قبل أن يتوفي بعد أن عاش في أروقتها أكثر من 20 عام،  وليس بسب التطور التكنولجي وظهور الجرائد الألكترونية فيوجد جرائد عالمية طورت محتوي التكنولجي، وحافظت على تراثها الورقي.
ولكن السبب الحقيقي هو ضعف المحتوي الذي تقدمة تلك الجرائد سواء مواقع الكترونية أو جرائد ورقية، بسب الجهل الثقافي للقائمون عليها، فأصبحت تقدم محتوي هزيل لا ينمي ثقافة الأجيال ولا يسعي لتهذيب السلوك، ولا يضيف جديد للقارئ سوي الأفلاس أو إدخالة في جدل ونقاش لن يعود عليه بالنفع مثل إثارة قضايا كفساتين الفنانين.

السينما المصرية

من الطبيعي أن أي مهرجان سينمائي يتم التركيز فيه على ابراز الافلام التى ستعرض، ولماذا تم اختيارها للمشاركة في المهرجان وأي قضايا التى ناقشتها، وبعد ذلك يكون  الحديث عن فساتين الذين أرتدوها الممثلين، ولكن تغطية مهرجان الجونة لم تعكس فبجانب  ضعف المستوي الصحفي  قالقائمون عليه وإدارتة أردو يعتبرو تنظيمة فرصة لتحقيق الشهرة والمال، حتى أنه ظاهر في أختيارهم لعنوان المهرجان، عنوان لا يسعي لتطوير السينما المصرية وتعميق المستوي الثقافي للأفلام، بل يستهدف في المقام الأول تحقيق شهرة أوسع لمدينة الجونة وجذب مزيد من السياح لها وهم القائمون عليها.
على”ال سويرس” أن يكتفو بثلاث دورات لهذا المهرجان،  لأن أستمرارهم في تنظيمة بهذا الشكل لن يشهر السينما المصرية ويجعلها تحقق الريادة عالميًا بل سيضر سمعتها، وسيظهر ضعفها في محتوي الأفلام التى تصنعها.

بقلم: محمد عصام الدين

أضف تعليقك هنا