USA & CHINA وصراع البقاء

الأسواق المالية والتجارية

تعيش الأسواق المالية والتجارية، حرباً ضروساً، وكأنها تنسج بأنشطتها أبعاد نبوءات ذاتية التحقق عن أزمات ركود لها عواقب وتبعات، مُنذ الأزمة المالية العالمية، أي من عشر سنوات، مع فشل قادة دول الـ 7 و8 و20 أو أي تجمع دولي، لم يُعجّل برأب صدع النظام الاقتصادي الدولي، وتهدئة أدوات الحروب التجارية باستخدام التعريفة الجمركية، أو قيود الحصص الكمية، أو منع صريح لواردات معينة من دولة بعينها، أو غير ذلك بقصد إلحاق الضرر بصادرات خصومها التجاريين، وكأنها إجراءات ثأرية متبادلة. فمنذ أربعين سنة مضت كانت التجارة تشكل90% من التدفقات العابرة للحدود، لتقل اليوم عن 10% فقط.

العمل والثقة

هذه الأجواء من عدم الثقة تُلزم الجميع اتباع نهج جديد لتنسيق سياساتهم الاقتصادية والاجتماعية للتعامل مع مستجدات الوضع، والتي لا تُجدي معها أساليب الصوامع المُغلقة أو الجُزر المُنعزلة، أو تبني أشباه الحلول التي لا تؤدي إلا إلى أشباه النتائج في أفضل الأحوال، ويُؤكد ذلك تراجع التبادل التجاري بين دول مجموعة 20 في الفصل الثاني 2019 وفقا لمؤشر (OECD)، مُنخفضاً بنسبة 1.9% مع انكماش الواردات 0.9%. لتتأثُر الصين أكثر لتصل صادراتها لأميركا300 مليار$ أي 5.3% نهاية 2017، تتهبط صادرات أميركا لـ 1.1% أوائل 2018.

التجارة العالمية

وتتأثر أوربا بتلك الحرب، لنرى صادراتها ووارداتها تتراجع 1.7 و2.3% على التوالي، لتكون المؤشرات الأولية للربع الثالث غير مُشجعة كذلك، فأرقام منظمة التجارة العالمية حتى 15/08/2019 تشير إلى هبوط مؤشر التبادل الدولي لـ 95.7 نقطة، والأدهى الزيادة المقررة من 15ديسمبر المقبل بنسبة 15% على الواردات من الصين بقيمة 160 مليار$ وسيطرة الألعاب والإلكترونيات المبيعات خلال أعياد نهاية العام. ليُعلن معهد «بيترسون» أنه مع نهاية 2019 سترتفع الرسوم على واردات الصين بقيمة 550 مليار $ من متوسط 3.1% : 24.3%،.

وهنا مكمن كل مخاطر الحرب التجارية، خاصة بعد القبض على مسؤولي شركة الجيل الخامس”Huawei”، فهل ينبغي التخوف من “هواوي” وشركات الصين؟. أجل، لأن هذه الشركات مُرغمة على “التعاون مع أجهزة استخبارات بلادها، مما يجعل دولاً مُهددة معلوماتياً، كما أنها تقود شركات التكنولوجيا الصينية التنافسية؛ لتتفوّق على أميركا، في إطار خطة “صُنع في الصين 2025”.
كل ذلك ويتغنى البلدان بالتصريحات الهوجاء “نبلي بلاء حسنًا في مفاوضاتنا” خاصة الأمريكي “ترامب” وتغريداته المُعتادة.

العلاقات الخارجية والداخلية 

لقد مَنَ الله علينا بقيادة حكيمة في سياساتها الوسطية، بعلاقات خارجية قوية تجعلنا بمنأى عن تلك التقلبات، بما يحقق التوازن بين حاجة السوق السعودي وتشبُعه كأكبر شريك تجاري للصين بلغ 63.34مليار $، بزيادة قدرها 26.7% والصادرات الصينية إلى السعودية 17.45مليار $ بانخفاض 4.3%، كما أن المملكة حليف استراتيجي لأميركا وأكبر مستورد للسلاح منها.

فيديو مقال USA & CHINA وصراع البقاء

 

أضف تعليقك هنا