أزهر المعراج ودونها الإسراء.. فجئنى بمثلها

لم يكن الأزهر الشريف مجرد جامع وجامعة، بل شمسًا جديدة تدور في فلكها رحلة العلم والثقافة والعقل، حاملاً ضياءه إلى البلاد القاحلة، زراعاً بذور المدارس والمعاهد والجامعات في الأقطار الجاهلة، حارسًاً قيم الدين والدُنيا بما يُنجب من علماء حفنا الله بهم خير التاريخ لندرك كم نحن محظوظون حين حملتنا الأقدار إلى رحابه وقادتنا إلى محرابه، فرُحنا نتغنى بقول الشاعر:

أولئك آبائي.. فجئنى بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع.

علماء الأزهر

لم تكن هناك فضيلة من فضائل الحياة لم يتحلوا بها علماؤها.. ولا خلق من أخلاق الرجال وأحرار القلوب إلا اتخذوه شعارًا ودثارًا.. وكانوا له منارًا، فأسس هذا الجامع على تقوى وهدى من الله تشريفاً وتخليداً لدينه لا ظلماً وعدوانا.

هو بيت من بيوت الله يُذكر فيها اسمه، ومنارة قاهرة المُعز، تُضيء للعالم طريق العلم والمعارف.. تخرج منه أعلام وأبحار وأئمة قاربوا علم النبوة فتختار، أزهر معارفه الاجتهاد والتجديد، فهو شرفُ مُخلد وعلى يديه الشمس تكور وتربي مجتهدي العصر ومفكريه فلو عاد بالشافعي فلا كان لمذهبه نوراً أو نهار علم، أزهر المعراج ودونها الإسراء لمن يُقارن مدارس العلم، مفخرةً علت بعلومها خواطر وقلوب العلماء وأئمتها فوقهم الله لا النحارير.

أزهر المعراج ودونها الإسراء مفخرة من مفاحر مصر

إنها درة مصر وأهلها وبحيرة البحور، وقطرة احتضنت مدارساً أعلامها كانوا بذور، هدت بهم الضلالات حتي صاروا بدور، محرابه النبالة والنباهة في أُم العلوم والفنون والإلهامات، أزهر الأهرامات ومفكري العصر.. أرفع من أن يرأسها الإجبار، تؤدي رسالة الإسلام وعلومه ونشر صحيح مفاهيمه من خلال:

  • بما يربوا عن 150 ألف عالم من علماء الأزهر.
  • وأكثر من200 عالم يُعلمون الدنيا.
  • ويتعلم فيها ما يربوا عن40 ألفا من أبناء الدول الإسلامية وغير الإسلامية.
  • فهو منذ أكثر من 1046 سنة، حافظاً بحفظ الله علوم الدين قرونا، من الفكر المنحرف، قيادة وحركة عقلية رشيدة تؤسس لنهضة الأمة وتتفاعل مع التقدم العلمي والحضاري في العالم، فمن يُضاهيه في ذلك.

تاريخ الأزهر المديد ورجالاته الكبار

لست إلا ذرة من قطرة في بحر لا مداد لها ممن عشقوا أزهرنا وأحبوا هذا الصرح العظيم وصلت لحد التقديس، إجلالا لتاريخه المديد ورجالاته الكبار، ونصيحة له ولأهله ومحبيه أن أُنبه كاتب مقال “الأزهر الشريف وكذبة الألف عام”، وإياي إلى خطورة تغلغل التجسيم إلى أدمغة بعض الناس وخاصة لو كان من الكتاب والمفكرين، وهذه حقيقة يفرح بها الحشوية ويستاء لها أهل السنة والجماعة أهل التنزيه والتقديس.

ومع هذا فلن أكتمها لأن كتمانها لن يداوي العلة ويشفي الداء بخلاف الإعلان والإظهار وإن فرح المجسمة بهذا، فكنت أتمني أن لا يخلط الكاتب بين الكعبة تشريفاً ومكانة الازهر تحقيراً أو بمقارنتها وكنيسة آيا صوفيا.. إذ لا مكان للدين إلا بالكمال، الذي حثنا عنه نبينا ولو عاش لشرف أرضها، فما نحن اللذين سمينا مصر تشريفاً أو أزهرها، بل شرفها الله بالذكر 24 مرة بكتابه الحكيم، وما شُرف الأزهر إلا تخليداً لعقيدة الإسلام التي تنطلق منه إلى أن تدار علينا الساعة…

حمى الله بلادنا العربية وكعبتنا وأزهرنا الشريف جامعًا وجامعة ومشيخة وعروبةً، ووفق الجميع لما فيه خير البلاد والعباد .

فيديو مقال أزهر المعراج ودونها الإسراء.. فجئنى بمثلها

أضف تعليقك هنا