استحالة الوصول إلى المعنى في تجربة للعيش

التفكير الداخلي

لماذا لا نستطيع المكوث بجوارنا لوحدنا داخل أنفسنا؟ لماذا نهرول وراء التعابير والقوالب، باحثين على إجهاض نفوسنا من المعنى مستميتين في إحياء ما هو شقي ومسكون بالفوضى! ألا يكون من الأيسر أن ننصاع لتدفقنا الداخلي العميق بدون نية فضحه وتجسيده؟ أن نغتسل بحيوانية وحميمية في معاركنا واهتياجنا الداخلي العميق !، وقتها سنشعر بكثافة أغنى،وتفتح التجربة الروحية فينا كل ماهو نائم في أعماقنا ، سنتجاسر على كل الرؤى والتجارب لتنثر فينا خصوبة الفوران والغضب والحقد، ليتولد داخلنا إحساس بالواقعية والسرور الروحي كأنه ولادة موجة في مقطع موسيقي.

من نحن؟

أن نمتلئ بأنفسنا بالكامل أن نكون نحن نحن، ليس بدافع العظمة والكبرياء، بل بهدف الإثراء والولادة الداخلية. أن تتمزق بحس من لا سجنك الداخلي بمعنى أن تحيا بضفاء وحماسة لا محدودة، حتى تستشعر بأنك ستموت من فرط الحياة. إحساس كهذا نادر جدا وغريب حد أننا لا نعيشه دون أنين، أشعر بأني سأموت من الحياة، وأسأل نفسي هل من المعقول أن أفتش عن توضيح؟!. عندما ينزلق ماضيك الروحي كله بداخلك مصحوبا بقلق قوي، عندما يبعث شعور بالحضور التام تجاربا مقبورة وتفقد إيقاعك الحيوي عندها ومن على قمم الحياة يتمكن منك الموت ، لكن دون الخوف الطبيعي منه. إنه شعور مشابه لشعور العشاق على قمم السعادة، حين يخنقهم هاجس الموت بصورة عابرة لكن ملحة، أو حين يفترس هاجس الخيانة بذور حبهم.

التحمل للنهاية

قليلون جدا أولئك القادرون على تحمل حياة كهذه إلى النهاية،إذ أن هناك على الدوام خطر جدي محدق بقمع شيء يتطلب تجسيدا لذلك علينا ضبط الطاقة المتفجرة داخلنا لأنه تأتي لحظة لا نستطيع فيها كبح مثل هذه القوة الجارفة، ومن ثم السقوط من الوفرة الفائضة. ثمة هواجس وتجارب لا نستطيع أن نستمر في الحياة معها، والخلاص يكمن بالإقرار بها. التجربة المروعة للموت إذا حفظت بالوعي تصبح مدمرة، إذا تحدثت عن الموت فإنك تنقذ جزءا من نفسك،لكن وفي الوقت نفسه يموت جزء من ذاتك الحقيقية لأن تجسيد المعاني يفقدها الفعلية الموجودة بالوعي. لهذا السبب يمثل السقوط في الأنين والضياع في أعماقك إلغاء للذاتية، إنه مقدار معين من الغليان الروحي للفرد والذي لا يمكن احتوائه ،إذ يحتاج إلى تعبير مستمر ونابع من أعماقه.

فيديو مقال استحالة الوصول إلى المعنى في تجربة للعيش

 

أضف تعليقك هنا