إنصاف الاستشراق

كثيرا ما توجه سهام النقد إلى المستشرقين بسبب ما دسوه من مغالطات في التراث الإسلامي نتيجة جهلهم بالعلوم الوسلية التي تؤهلهم لقراءة هذا التراث، وأهمها عامل اللغة العربية.

الاستشراق والاستعمار

وقد ارتبط مفهوم الاستشراق تاريخيا بالحركة الاستعمارية التي شهدتها البلدان العربية، فكان هدفه في هذه المرحلة تشكيك المسلمين في تراثهم والدفع بهم نحو أحضان الثقافية الغربية المستكبرة والضرب في المعتقدات والثوابث الأصيلة، فصح بهذا الصنيع أن نسمي بعض المستشرقين عملاء للمد الاستعماري بخدمتهم لأجندات هذا الأخير.

مبدأ الإنصاف في البحث العلمي

إلا ان مبدأ الإنصاف في البحث العلمي يستلزم لفت الانتباه وتسليط الضوء على الفئة المغمورة في الاستشراق، والتي يمكن تسميتها باعتبار دوافع البحث في التراث الإسلامي بالفئة العلمية الاستكشافية .

فليست الغاية إذن من هذا المقال بيان موقف الإسلام من الاستشراق لأن اختلاف منطلق التفكير سيؤدي إلى اختلاف النتائج ووجهات النظر، وإنما نهدف من حيث المضمون إلى كشف الغطاء عن بعض الجوانب المشرقة فيه وبيان الدور الريادي لهذه الحركة التي ارتبطت بالاستعمار ارتباط الوليد بوالدته. ومن حيث المنهج: التنبيه على آفة التعميم و غياب سؤال الإنصاف في البحث العلمي .

الحركات الاستشراقية

إن إعادة قراءة الوقائع التاريخية بإعمال الرؤية الإنصافية سيوسع حتما من دائرة الاستفادة رغم الاختلاف، والاستشراق بما له وما عليه مثال على ذلك.

أسلوب الذم والمدح في القرآن

  • ولطالما ارتبط أسلوب الذم في القرآن الكريم بالكثرة قال تعالى في سورة الأنعام الآية 116 “وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله”.
  • بينما ارتبط أسلوب المدح بالقلة قال تعالى في سورة سبأ الآية 13″ وقليل من عبادي الشكور”.

وعليه فلن نتحدث هنا عن الفئات الاستشراقية التي تكن العداء للحضارة الإسلامية و تبعا لذلك عدلت وانحرفت عن المنهج العلمي في دراسة الإسلام لأنها دراسات أكثر المستشرقين في المكر والخداع لتوهين العقيدة الإسلامية.

إنما المقصود هنا هو الفئة المعتدلة في منهجها والمنصفة في دراستها لقضايا الإسلام ،المنطلقة من أهداف علمية بعيدا عن كل أنواع العصبية .ومعظم هؤلاء مستشرقون ألمان قدموا خدمات جليلة للتراث الإسلامي ومنهم من اعتنق الإسلام نتيجة الاحتكاك بالكتب الدينية .

جهود الحركة الاستشراقية

  • ويحسب للحركة الاستشراقية عموما عنايتها بالمخطوطات العربية في المكتبات الغربية، وفهرستها.
  • وتحقيق العديد من أمهات الكتب العربية في شتى مجالات الفكر الإسلامي.
  • والقيام بالعديد من الدراسات اللغوية المفيدة.

خلاصة القول

إن المطلوب هو استثمار جهود الفئة الاستشراقية المعتدلة في الحوار مع باقي الفئات المتطرفة، وبيان ما يسفر عنه البحث الموضوعي في التراث الإسلامي من طرف أصحاب الديانات الأخرى من حقائق تاريخية يجهلها الكثير مع ضرورة توظيف ذلك في تصحيح صورة الإسلام بالغرب.

فيديو مقال إنصاف الاستشراق

 

 

أضف تعليقك هنا