الرسالة التاسعة

بقلم: عبد الحق مفيد

استهلال

وجدت هذه الرسائل في محفظة قديمة. ربما من جمعها كان عاشقا للرسائل. كتابها متعددون وأزمنتها مختلفة. يبدو ذلك من اختلاف الخط والتواريخ. نعيد نشرها لنطلعكم كيف كان وهج الرسائل بين حبيبين للإشارة فقط هذه الرسائل حقيقية وليست متخيلة.

حبيبي

قرأت رسالتك الأخيرة وشاهدت صور المكان التي تتواجد فيه، لديك حق، أحراش إفريقيا مكان خلاب وجميل رغم أنه موحش، لكن أنت تعرف بأني أخاف من قط فكيف اذا تعلق الأمر بمداعبة نمر كما رأيتك تفعل , أريد أن أسألك أيضا عن الأسود التي ظهرت في عمق إحدى الصور، هل كنتم في مأمن من هجومها عليكم؟ لقد أثارت رعبي حقا بمجرد رؤيتها.

أتذكر حينما التقينا في عرس أعز صديقاتي وسألتك عن عملك؟ قلت لي أنك عالم في الحياة البرية وتعد وثائقيات لهذا الغرض. كانت تلك أول مرة أعلم بوجود مهنة من هذا النوع، وحينما سألتك عن طبيعتها؟ قلت انك تصاحب لبوءات حقيقيات في الغابة وأنك الآن تتحدث مع لبوءة أدمية مشيرا الى لون التوب الذي كنت أرتدي في تلك المناسبة في دعابة لم أستلطفها منك..غضبت، تركتك وذهبت حتى دون أن أودعك.

اليوم عيد ميلادك وهو يوم عيد زواجنا أيضا، قلت لي يوم تزوجنا بأن زواجك مني بمثابة ولادة ثانية وأنك لا تعتد بالسنوات التي مرت قبل زواجنا. قلت لك يومها أنك تبالغ مازلت أتساءل كيف وقعنا في حب بعضنا مع أننا نختلف تماما. يبدو ذلك من طبيعة عملنا. أنا المختصة في مجال الموضة والمهووسة بعالم الجمال والأناقة والعطور وانت المحب للبراري ورائحة التراب والغابة.

أثارتني فيك روحك المتمردة عن المواضعات المجتمعية

يبدو أن البعض منا في بحثه عن نصفه الآخر يبحث عما ليس هو، إنه يرتمي في حضن نقيضه تماما، وهذا ما فعلت أنا. أثارتني فيك روحك المتمردة عن المواضعات المجتمعية، ومعرفتك بما كنت أجهله تماما، الحياة في طبيعتها بدون مساحيق ولا ألوان زائفة. ربما لهذا أحببتك وربما لأسباب أخرى لم أكتشفها بعد…حينما سألتك عما أحببت في أنت، أجبت أنك تحب القطط وتزوجتني لأنجب لك قطة تشبهني. ناذرا ما تجيبني عن أسئلتي دون أن تمازحني. قلت لك في شبه تبرم” أنت تعرف أني لا أحب القطط” رددت علي “ولو” وضحكت.

حبيبي

أريد أن أخبرك بشيء. ولا أريد أن يكون ذلك دافعا لكي تقطع مهمتك العلمية وتعود، لقد اتفقنا انني لن أكون حائلا بينك وبين عملك الذي تحب…إنني حامل، رأيت الطبيب البارحة وقد أكد لي ذلك. كانت لدي بعض الشكوك. أظن ان ذلك حدث يوما قبل سفرك.

يوما ما سوف أتخلى عن كعبي العالي وأتجرد من كل مساحقي و خوفي وأرافقك حيث أنت الآن. معك لا أخشى من أي شيء.إن حبك يمنحني الشعور بالامتلاء وبالقدرة على فعل أي شيء مهما بدا صعبا.لدي أيضا خبر آخر أظن أنه سيفرحك، أنا بصدد الانتهاء من إطلاق عطري الجديد وقد اخترت أن يحمل اسمي “عتاب” هكذا اذا اراد أن يعاتب رجل المرأة التي يحب يكفيه أن يهديها عطري، فهل ستعاتبني أنت أيضا لأنني لم أرغب في مرافقتك حيث أنت؟

بقلم: عبد الحق مفيد

 

أضف تعليقك هنا