السلبيون

صاحب النظرة السلبية تجاه الحياة

كلما لقيته في طريقي أو شاء حظي العاثر أن تقع عليه أنظاري من بعيد ولو صدفة، فررتُ منه نفورًا واحترازًا كما أفرُّ من الأسد. لا لا.. أبدًا، لا يذهبنَّ بكم الظنّ بعيدًا، فصاحبنا هذا لا يشكو من علة الجذام ونحوه كما حذرنا منه الحديث النبوي الشريف، بل ليست به علة تستدعي القلق، كل ما في المسألة أن هذا الشخص النافر يمتلك تلك النظرة السلبية المطلقة تجاه الحياة والمجمتع والناس على حد سواء.

فما إن تجالس أمثاله لحظة حتى تشعر أن الدنيا بأسرها سواد في سواد ويعمها الشر، فلا أمل يرتجى في عيشها بهناء، ولا تجدي بها القناعة نفعًا كما في ظنهم الضيق، فمثل هؤلاء المتشائمين درءًا لأحوالنا النفسية المعرضة للخديعة، لا حلَّ لعلتهم سوى تجنبهم قدر الإمكان، فسواد رؤيتهم للحياة كالعدوى الضارة لا تصيب سوى الإنسان الباحث عن الإيجابية.

بعض أصناف السلبيين

ولأننا محاطون بالعديد من السلبيين دون أن نُميزهم، أود التطرق إلى أصنافهم، فهم ينقسمون إلى عدة فئات، أذكر منهم على سبيل المثال:

  • الشاكي

    • أحواله المتردية على الدوام، ربما جراء موقف أو وضع عصيبٍ يمر به يرفض مزايلته، فبالتالي لم تجد القناعة موضعًا لها في قلبه المكروب، وهذا الصنف قد نلتمس له العذر قليلاً، على ألا تنقلب مسايرتنا لهم – بعدما يجدون في قلوبنا ملاذًا رحبًا لتلقي همومهم- إلى عادة رتيبة مضجرة، وإلا لن ينالوا منا سوى النفور والإعراض.
  • الحاسدين

    • الذين عجزوا عن تحقيق مسعاهم في إشهار أسمائهم اللامعة متى ما نالوا نجاحهم المزعوم، فهذه الفئة نتوخى الحذر منها قدر الإمكان، ونقي علاقتنا من الارتباط بهم بأي صلة ولو كانت عابرة.

يقول الأديب جبران خليل جبران : ( سافر ولا تخبر أحدًا، عش قصة حب صادقة ولا تخبر أحدًا، عش سعيدًا ولا تخبر أحدًا، فالناس يفسدون الأشياء الجميلة) .

فهذه الحكمة تمنحنا عذرًا وجيهًا لتجنب أصناف من المعتلين بداء السلبية.

ولا يسعني حصر المزيد منهم، وإلا لاستطردت بذكر:

  • الناقمين على الحياة.

  • والمستكبرين.

  • والمتملقين.

  • والمتشدقين.

  • وهاوي الظهور.

  • فضلاً عن المبتلين بالوسواسية وعقدة النقصوسواهم من أعداء الفئة الإيجابية.

لا يفضل مجادلة السلبيين

فكل هؤلاء السلبيين بصفة بحتة ليس من الحصافة مجادلتهم، وحتى التفكير بمحاورتهم رغبة في استمالة قلوبهم، أو بذل الجهد في إقناعهم بمبادئنا الإيجابية، حتى لا نحقق لهم غايتهم السقيمة، ونقع ضحايا شراكهم الناسفة لمعنوياتنا العالية ومن ثم إضعافنا نفسيا، عملاً بالمثل الإنجليزي القائل: (لا تصارع خنزيرًا في الوحل، فتتسخ أنت ويستمتع هو ).

على أنه من واجبي إسداء النصيحة – وإن كنت لست من أربابها – لمن ابتلي أو أحس في نفسه نزر من الشؤم، وأقرَّ بها راغبا في الخلاص منها، أن يطهر روحه من دنس المشاعر السوداوية، بدءًا من الإقرار كما ألمحت، ثم التحلي بالعزائم الثابتة، بعدئذٍ ما عليه سوى الحرص على مصاحبة الندماء الإيجابيين والإنصات إلى أصواتهم المبشرة بالخير، لكن حذاري دفعهم على النفور لو تبادرت من فاهه أي سمات للسلبيين وأشباههم.

فيديو مقال السلبيون

 

أضف تعليقك هنا