المتغير الأقوى

الحكم في الجزائر

هل تم عزل الشعب منذ التأسيس الأول لمنظومة الحكم في الجزائر؟ الجزائريون ومنذ بن بلة إلى بوتفليقة كانوا الرقم 2 في محددات السياسة بل صارا إنغلاقا و إحتواء للسلوك السياسي تحت ولاء مطلق للسلطة التي كان حزب جبهة التحرير اقوى الاعبين والمؤثرين فيها حتى إنتفاضة اكتوبر 88 و ما دار حولها من مراجعات و متغيرات لمرحلة الإنفتاح السياسي على التعددية …بورقعة صاحب كتاب “إغتيال ثورة ” قال: بوتفليقة آخر ثوري سيحكم الجزائر، مما يعطي كلامه تأويلا ضمنيا بهشاشة قواعد اللعبة و تغيير محدداتها.

بوتفليقة جاء بشروط قبلتها المؤسسة العسكرية وانه لن يكون ربع رئيس، بوتفليقة إستحود على مجمل السلطة بصلاحيات مفتوحة ..بوتفليقة يريد ان يكون بومدين جديد! لكنه ترك هامشا مميعا من النشاط السياسي في البرلمان و غيره من الهيئات المنتخبة .و صنع دستورا على مقاسه في كثيره لا يرجع لأحد بل يشرع بأوامر رئاسية مما جعل السلطات القضائية والتشريعية في خدمة مشروعه السلطوي ،وتحدى حتى الجنرالات ..

تغييب الشعب عن أمور الحكم والسلطة في الجزائر

اللعبة كانت تتم في تغييب للشعب بل وإحتقاره، وأغتنت مجموعة من رجالاته وعلى حساب الشعب وعلى التضييق في معاش الناس وتم التكالب على خيرات البلد من لصوصية مافوية، الشعب وبعد خطابه في سطيف وإختفائه بعده لجلطته او إخفائه و سطو عائلته على السلطة و بدا فصل : إغتيال وطن .

وكانوا يعتقدون ان الشعب صارا كلاّ وان عقيدة الإنهزامية و العدمية قد أنهكته لدرجة صدقها رموز بوتفليقة الوقحون من وزراء و موالون مأجورون واعلنوا : موت الشعب، لكن هذا الشعب عاد من غيبوبته بصدمة الوطنية التي غذتها كثير من إنحرافات السلطة وإستفزازها. وقف صائحا : لا لعهدة خامسة لبوتفليقة ..لا لعصابته.

رغبة الشعب بالتغيير ليس فوقها رغبة

الشعب يثبت رغبة في التغيير و تطلعا لغد أفضل، مستوى من الوعي الواقعي بمدى الإصرار على الثبات من أجل قضية المستقبل كمشترك إنساني . لماذا تصر السلطة في منحيات التاريخ المصيرية تجاهل المتغير البشري ؟ الشارع أكد نوعا من العزم المختلف على الأقل لأشكال الإحتجاجات أو الرفض السابق والذي غالبا ياخد ألوان من العدمية والتطرف . اليوم نضح المختلف أعطى مشهدية من السلمية و التعايش مع المتغير كمحور للفعل الديمقراطي ،كسلوك متمدن هادئ.

إن التضييق و محاصرة الحريات في مربعات من التهجم و التخوين و دس السم في العسل بإشاعات ممنهجة تعمل على تفتيت لحمة هذا المجموع البشري .اليوم يثبت بدون اي مزايدات أن هذا الشعب حريص على وطنه و الولاء الأخلاقي و الإنظباطي ليحمي خياراته ومكتسبات دولته، هل السلطة تدرك أن المتغير الأقوى هو وعي الشعب الميداني في رغبة ملحة للمشاركة في بناء دولة العدل والقانون و الفرص المتكافئة و الحرية الإبداعية؟.

الشعب هو المتغير الأقوى

إن إنفتاح الجماهير على تثاقف الوسائط الإجتماعية وتفاعلها مع أحدات العالم ماحولها، منحها رؤية وخطة مواجهة ( وهذا المتغير الأقوى) بمقاومة مدنية سلمية بل عنف التخريب، الجماهير تأتي بروح التفاعل و الرغبة في بناء دولة مؤسسات بروح تداولي مرن على السلطة و بتكريس العلم والتقنية و أخلاقيات المسؤولية و مبدأ( وطن للجميع)

فيديو مقال المتغير الأقوى

 

 

أضف تعليقك هنا