باحث عربي يعيد ترتيب ذكاءات “هوارد غاردنر” السبع

بقلم: الأستاذ الدكتور محمد مناف قباني

للصوتِ أهميةٌ بالغةٌ في تقوية التأثير الاجتماعي والإلقائي, وحتَّى عامِ 2015م كانَ الاعتقادُ السائدُ بأنَّ الإلقاءَ والاتصال فنونٌ خاصةٌ ومجرَّدة حتّى تصدَّرَ المشهدَ دراسةٌ جديدةٌ تفيدُ بالصلةِ الكبيرةِ بينَ مئاتِ القواعدِ الموسيقية وبينَ الصوتِ الطبيعي اليومي الذي نستخدمهُ نحنُ البشر, مع اختلافاتٍ قليلةٍ أو كبيرةٍ بينَ النوتاتِ الاستخدامية والحياتية وبينَ النوتاتٍ الموسيقية النغمية!

من هو “محمد عصام محو”؟

قدَّمَ هذهِ الدراسةَ بكلِّ تفاصيلها ومحاورها الخبيرُ العربي الدولي محمد عصام محو الذي يعملُ محاضرًا ومدربًا في جامعةِ الإماراتِ العربية المتحدة, واعتمدَت المنهجيةَ عدةُ مؤسسةِ أبحاثٍ وتدريبٍ دوليةٍ وعربية منها مركز HDTC وCTD وغيرهما.
فإذا كانَ هَوارد غارد قدْ قسَّم الذكاءاتِ إلى سبعة منها الذكاء الاجتماعي العاطفي ومنها الذكاءُ الموسيقي الإيقاعي ومنها الأدبيُ الشعري, فإنَّ محمد عصام محو بهذهِ النظرية يعيد ترتيب الذكاءات المتعددة, ليضعَ الذكاءَ الموسيقي سيدًا على الذكاءين الاجتماعي والأدبي الشعري!.

الذكاء الموسيقي

يرى “محو” أولاً بأنَّ الذَّكاءَ الموسيقيَّ من عائلةِ الذكاءاتِ القابلةِ للاكتساب والتي يستطيعُ الإنسانُ اكتسابها بالدراسةِ وحفظِ النوتات, لكنَّها بالمقابل تؤخَذُ سماعياً، يؤكد كذلك بأنَّ الموسيقا أسرعُ وأوَّلُ ذكاءٍ من الممكنِ اكتسابه! ويستدلُّ بأنَّ أطفالاُ كثيرين يردُّون على أهليهم بنفس النغمةِ والطبقة دونَ أن يطلبَ الأهلُ منهم ذلك ورفدَ دراساته بفيديوهات كثيرة لأطفال يغيرونَ طبقاتِ أصواتهم وِفقاً لطبقة صوت خطاب أو سؤالِ الأهل!.

التربية التلقينية والتربية الموسيقية

يمحو “محو” فكرةَ التربيةِ التلقينية ويربطها ربطًا قاطعاً بالتربية الموسيقية, ويرى أن الطفلَ لا يستوعب المعلومةَ مجردةً بل مصحوبةً بصوتِ من لقَّنها!، المفاجئُ كذلكَ بدراسةِ الدكتور “محمد عصام محو” أنَّه أسندَ رؤيتهُ باستبيانٍ يؤكدُ بأنَّ النسبةَ الأكبرَ من البشر يتخيلونَ صوت الكاتب حينَ يقرؤونَ روايةً أو كتاباً علمياً!، هذهِ الحقائقُ المثيرةُ وغيرها كثير تعتبرُ إضافةً للمكتبةِ النفسية وإثراءً للفكرِ المجتمعي, وتُقدمُ إسهاماً كبيرًا لحقلِ المعرفة.

بقلم: الأستاذ الدكتور محمد مناف قباني

أضف تعليقك هنا