بين الثورات والإتفاقيات: يتقرر المصير!

إنتهاء عهد المملكة المتوكلية وقيام الجمهورية العربية اليمنية

نبدأ مع حرب فيتنام صنعاء، أو فيتنام مصر التي جرت أحداثها مع ثورة 26 سبتمبر 1962م. وهي حرب شمال اليمن الأهلية التي استمرت 8 سنوات بين الثوار الجمهوريين للعربية اليمنية و المملكة المتوكلية. حيث سيطر الجمهورين على الحكم وانتهاء عهد المملكة المتوكلية وقيام الجمهورية العربية اليمنية.

و في جنوب اليمن كان طيران الإحتلال البريطاني يمطر سماء ردفان لحج والضالع بالقنابل وتشريد وترويع الأهالي في محاولة غاشمة منه لإطفاء شرارة لبوزة التي فجرت ثورة 14 أكتوبر 1963م  بإرادة مستميته تجاوزت واقع ” الأرض المحروقة ” التي فرضتها القوة الغاشمة التي لا تغيب عنها الشمس والتي رفعت الراية البيضاء في 30 من نوفمبر 1967م وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

الوحدة بين اليمن الجنوبية والشمالية

لا يمكن هنا أن نمر مرور الكرام على الحدث الأكبر الذي فاجئ الجميع في الداخل والخارج عن توقيع ورقة ما تسمى بأتفاقية الوحدة اليمنية بين دولة الجنوب ودولة الشمال في 1990م التي لم يلبث زيفها سوا سنوات قلة حتى تم الأجتياح العسكري الغاشم من قبل صنعاء ضد الجنوب في تكرار فضيع لسياسة وكارثة الأرض المحروقة التي فعلا كانت مثل سرطانا منتشر لم نعرف له دواء غير الكي.

فمن عام الإحتلال اليمني إلى اللحظة بذل الجنوبيين كل جهد  في تحرير أرضهم واستعادة دولتهم سلميا مع كل ما قدموه من دماء زكية وكوادر رفيعة سقطت سواء عبر سياسة الأغتيال السياسي الذي نفذه موساد الشمال وعلائمهم و أحزابهم الإرهابية أو من استشهدوا في ميادين البطولة في الدفاع عن ارضهم نتيجة تكرار الغزو والإجتياح والإنقلاب على إرادة الجنوبيين أرضا وإنسانا أو عبر القمع المباشر الذي تصدى له الأبطال الغيورين بصدورهم العارية.

الوحدة الهزلية

وفي ذكر لأتفاقية الوحدة الهزلية الموقعة شخصيا في 1990م، يراقب الشارع الجنوبي ما يصنعه ويحققه قادته  الشجعان تحت رعاية حلفاء الحزم والأمل السعودية والإمارات في اتفاقية جدة التي أخذت عدد اشهر من الحوارات غير المباشرة…  و تأجلت لعدد مرات نتيجة مماطلة شرعية اليمن وحزب الإرهاب على التوقيع الذي أسندوه بالأخير إلى طرف ثالث ليترك فجوة قد تظهر خداع و مكر كبير يتم التخطيط له على الأرض ضد العرض و الأرض في الجنوب.

النصر المتوج

مهما يكن! فما تحقق هو انتصار متوج للماضي والحاضر نبني عليه لبنات المستقبل، ويتركنا أمام رؤية واضحة نحو تقرير المصير لقيام دولة الجنوب المستلقة.  إنتصار الإرادة الجنوبية و بناء الكيان الجنوبي هو أعظم أنتصار نصنعه اليوم  في دحر أحتلال 1994م. بل هو الضمان الفعلي للتوافق الجنوبي الخليجي في مواصلة الكفاح ضد شرعنة الإرهاب وكل ما يهدد المنطقة العربية من تدخلات خارجية تهدد أمنها.

لعلنا سنشهد إتفاقيات متوالية تبقى أبطئ من الثورات ويبقى عامل الحرب على المحك في فرض سياسة الأمر الواقع على الأرض لتفويت الفرصة على من لهم عهد بنقض الأتفاقات وإعلان الحروب. فكل أتفاقية سلام فيها خير وتمهيد لما هو أعظم وإن جنحو للسلم فاجنح لها وتوكل على الله.

فيديو مقال بين الثورات والإتفاقيات: يتقرر المصير!

أضف تعليقك هنا