تونس التاريخ والديمقراطية

قد نتفاجئ نحن العرب أحيانا كشعوب وليس كحكام عندما نرى نموذجا يبعث فينا روح الأمل واستلهام المستقبل، شخصيا البارحة كنت مندهشا بين روعة المشهد وضبابية المستقبل لشعب أوقد روح الأمل بكل قوته وإصراره.

التونسيين وأبهى صور الديمقراطية

تونس الحبيبة نموذجا حيا رأيناه أمام حدقات أعيننا وهي تتجلى في أبهى صور الديمقراطية التي خلدها التونسيين في الرابع عشر من أكتوبر لعام 2019، تجلى صوت العدالة والمساواة والاستقلالية في اتخاذ القرار، لقد عزفت لحن الحرية والديمقراطية بكل معانيها وبكل صورها التي تكاد تكون النموذج الأوحد في البلاد العربية منذ زمن.

في المقابل: هل يا ترى بقية الحكام والزمرة المتنقلة بين دهاليز السياسية والعهر السياسي يباركون هذا الانجاز والعرس الديمقراطي ام ان حفيظتهم سوف تثار ويقومون بزرع الفتن والقلاقل المعروفة لكي يرسمون صورة الفشل على وجه تونس الباسله؟

وجهة نظر المستبدون في هذا النجاح الباهر لتونس وشعبها

رغم أن شعوري يقول لي ان  العربان المستبدون لا يحلوا لهم هذا النجاح الباهر لتونس الحرية والديمقراطية، لتونس كل تونس الارض والانسان، إلا أنه في الناحية الاخرى يأتي الصوت المضاد الذي يزأر بكلمات الانتصار والوعي المجتمعي القائل طالما وان تونس استطاعت أن تتغلب على كل أساليب التمزق والاختلاف ونبذ كل النعرات الطائفية والحزبية وبكل حزم أوقفت مشروع الارتهان للخارج ورسمت صورة مستقبل ابنائها وشبابها ستتغلب على كل المشاريع التي تحاك بها من اي طرف كان او مشروع فوضوي.

مبارك عليكم أبناء تونس الحبيبة كل هذا الانسجام والتناغم في ما بينكم وتغليب المصلحة الوطنية الخالصة على كل مصالحكم الشخصية هنا توقف الزمن إجلالا لعظمتكم وقف احتراما لفكركم ووعيكم، وفعلا أنتم من يستحقون وسام الانتصار الديمقراطي لهذا العام.

رسالة إلى الشعوب العربية

رسالة لشعوبنا العربية، كفانا موتا واقتتال ودمار، شعوبنا تستحق الحياة، شعوبنا تعشق البناء والإعمار، شعوبنا تتوق الى الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية، شعوبنا تستحق ان يعزف على جبينها كل مناهل المعرفة والحرية والديمقراطية، لقد أبهرنا شاعر تونس المفكر والأديب مازن الشريف بقصيدته وعزفها فنان تونس الكبير لطفي بوشناق والتي أعيد نشرها لحلاوتها وكيف أنها تحاكي واقعنا العربي:

“أنا مواطن
وحاير أنتظر منكم جواب
منزلي فى كل شارع .. كل ركن .. كل باب
واكتفى بصبرى وصمتى
وثروتى حفنة تراب
ما أخاف الفقر لكن
كل خوفى من الضباب
ومن غياب الوعي عنكم
كم اخاف من الغياب
سادتى وانتم حكمتم
حكمكم حكم الصواب
وثورتى كانت غنيمة
وافرة لحضرة جناب
ما يهم لا أبالى الدنيا
دايسة فى مداسى
لكن خلولى بلادى
لكن خلولى بلادى
وكل ما قلتم على راسى
يا هناه من كان مثلى
مايهمه من ومن
أنتم أصحاب الفخامة والزعامة
وادري لن
لن اكون فى يوم منكم
يشهد الله والزمن
أنا حلمي كلمة واحده أن يظل عندي وطن.
لا حروب ولا خراب لا مصايب . .لا محن.
خذوا المناصب والمكاسب.
لكن خلّولي الوطن.
يا وطن وأنتا حبيبي..
وأنتا عزّي وتاج رأسي..
أنت يا فخر المواطن والمناضل والسياسي..
أنت أجمل وأنت أغلى وأنت أعظم من الكراسي.
يشهد الله والزمن.. أنا حلمي كلمة واحدة..
أن يظل عندي وطن”

أقول للشاعر الكبير أبشر لقد أصبح عند التونسيين وطن لا حروب لا خراب لا مصايب لا محن، فالف مبرووووك لكل التونسيين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية الدكتور قيس بن سعيد على هذا التحول الديمقراطي التاريخي، {رسالة حب ووفاء واحترام وإجلال من اليمن السعيد الذي أصبح غير سعيد }

فيديو مقال تونس التاريخ والديمقراطية

 

أضف تعليقك هنا

وليد صالح منصور الجبوب

وليد صالح منصور الجبوب