تونس تنتخب برلمانها الثالث بعد ثورة الياسمين

بقلم: لارا أحمد

تونس

تتجه أنظار العالم إلى تونس جوهرة المتوسط و عروسه، لمتابعة مجريات العرس الديمقراطي الثاني الذي تعيشه البلاد في ظرف أسبوعين فبعد الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها بسبب وفاة الرئيس الراحل الباجى قايد السبسي يوم 25 جويلية 2019، حان دور البرلمان التونسي ليتعرف على نوابه الجدد من بين 15 ألف مترشح و الذين سيحملون مشعل قيادة البلاد طيلة السنوات الخمس المقبلة لاسيما و أن نظام الحكم الجديد في تونس هو نظام برلماني .

المشهد السياسي

تأتي هذه الانتخابات ضمن مشهد سياسي و إعلامي لم يخل من التجاذبات و الاستقطابات خاصة بعد المفاجئات المدوية في نتائج الدور الأول من السباق الرئاسي و التي كشفت عن نفور التونسيين من منظومة 2014 بقيادة نداء تونس و حركة النهضة الإسلامية و التي عجزت عن حل المشاكل الاقتصادية العويصة التي تواجهها الدولة التونسية منذ 2011 .

نتائج الإنتخابات

رغم التخوفات من تداعيات نتائج الدورة الرئاسية الأولى الا ان اغلب المتابعين للشأن التونسي يتوقعون مرور العرس الانتخابي في سلام , فأحفاد حنبعل تعودوا على هذه البيئة الديمقراطية و على منطق التداول السلمي على السلطة  لهذا لا يمكن بأي حال من الاحوال ان تفاجئ من تصريح زعيم الحركة الاسلامية الاولى في البلاد راشد الغنوشي الذي اعتبر بلوغ الديموقراطية الناشئة في تونس أربع إنتخابات حرة ونزيهة بمثابة التخرج الديموقراطي وعلامة على إنتقال تونس من ديموقراطية ناشئة إلى ديموقراطية مستقرة .

زلزال إنتخابي جديد؟

يتوقع المحللون السياسيون المحليون أن نتائج الانتخابات النيابية  ستكشف عن مدى التشتت الذي تعيشه الطبقة السياسية في تونس ،ما سينعكس ضرورة على تركيبة البرلمان , فغياب القطبية و صعود المستقلين سيجعل البرلمان مكونا من كُتل صغيرة غير قادرة على  التوافق على تشكيلة الحكومة المقبلة وفق الآجال المضبوطة.
الزلزال الانتخابي المنتظر سيضع السياسيين التقليديين أمام مأزق جديد سيجبرهم على تغيير تكتيكاتهم السياسية ’ فمنطق التوافق الهش الذي حكم تونس طيلة الاربعة سنوات الماضية لم يعد يقنع التونسيين على ما يبدو لذلك قرروا التوجه للقائمات المستقلة و بعض احزاب المعارضة .

بقلم: لارا أحمد

أضف تعليقك هنا