خبايا في زوايا (الجامعة السلفية)

الجامعة السلفية

هذه بعض خبايا عثرت عليها في زوايا جامعتي الأم الجامعة السلفية وأسرارها المكونة التي أملتها عواطفي ومشاعري.
كنت آمل أن أمليها حتى وقت التخرج في هذه الجامعة المباركة ولكن حال بيني وبين هذا الأمل ستر القدر، ونادتني الجامعة الإسلامية بطيبة الطيبات، وبقيت سنتان والنصف في التخرج، وقدر الله وما شاء فعل:

  1. كأن الشجرتين في حديقتي جامعتي مروحتان طبيعية يرسل كل منهما الهواء لجانبيها…
  2. وكأن اللبنات المفروشة أمام رتاجها هيفاء مدللة ضمر بطنها ودق خصرها.. تستقبل الداخلين وتفتتنهم… فكيف إذا رأوها من كل زاوية!؟… وتودع الخارجين فيحزنون على لذعة الفراق فكيف إذا ودعهم سكانها؟!
  3. وكأنها جنة تجري من بين حديقتيها المياه عند هطول المدرار… وأما السقيفة فلها سبعة أبواب مفتوحة يدخل المصلون من أيها شاءوا… بعد كل من المغربين أقف فيها.. تجري الريح… وأطفيء النور… كأنني أتنسم عرف الجنة، فترتعش أعضائي….
  4. وكأن القباب رموز للرقي والعلا تتحدث إلى السماء رافعة رأسها ليلها ونهارها عن الأبطال الذين يتربون تحت ظلها :” يوما ما سيصعدون إليك من خلالي !” وما السماء وقت الظهيرة في فصل الخريف إلا سقفها صبغت بلون الأزرق …
  5. في حين بعض الأركان والغرف تشبه الكهوف والقبور… تراها في أيام العطلة موحشة مخيفة مطبقة الظلام… كأنها عالم آخر…
    وطالما يدهش الناظر ويرعبه المنظر حين يراها ويرى الجمال من الخارج….
  6. بعد الصلاة…. أرى الأشجار خلال الشبابيك… والشمس مشرقة… الهواء عنيف… وكأن الأوراق يواقيت خضر تلمع في صفحة زرقاء من الماء… تتمايل ذات اليمين وذات الشمال كأنها تحييني بيديها… وبعد الغروب أراها هزيلة الأجرام… ناكسة رؤوسها.. كأنها أعيت وكلت في نهارها… فران الكرى في أجفانها.. وخامرها الوسن… فراحت في سبات عميق وادعة طول الليل… أو كانت ترقب الريح لتغني لها ترنيمة النوم… فلما طال الانتظار… أثقل جفنيها النعاس…. وإذا بالريح تقبل وجنتيها… وتغني.. فهبت من رقادها… وانتعشت وطربت… فاهتزت وترقصت….وطالما رأبتها بعد المطر سكرى كأنما ذهبت الخمر بعقلها وسكنت نأمتها… أو كأنها شكت إلى الريح بما يصيبها من أذى الناس وظلمهم ( مثل: قطفهم أزهارها وجنيهم أثمارها وقطعهم أفانينها وعبثهم بأوراقها أو اقتلاعهم جذورها) ومن الطيور حين ترفرف عليها كأنها تخنقها وتستهزئ بها..وكذا حين تجرحها بمنقارها…وتغتصبها ببناء العش ولا تبالي بها في بث الفضال… هي تحسد الطيور على حريتها واستقلالها وتشتهي أن تكون حرة مثلها …فرقت الريح لها وحاولت أن تملصها من هذا المأزق الممض وتخلصها من هذه الورطة … فطفقت تفرغ الجهد لأن تطير بها إلى الفضاء… ولكن هيهات هيهات… مااستطاعت الطيران ولو استطاعت لماتت… وذاك من نواميس الكون وقوانين الطبيعة ونظام الرب … فيا أيها الإنسان وإن ضاق بك الزمان ابق كالإنسان!!
  7. ترى في المساجد والمدارس أطواقا وحنايا، وما عطف في أبنيتها كالقوس والعقد من محاريب،ومنابر، ومآذن، وشرفات،وقباب،و أبواب ونوافذ وسقف وجدران وأعمدة، وسواري. و.. و.. في كل زاوية…
    وهذا من أعراف المسلمين وعاداتهم، درجوا عليه منذ قرون…. وليس مستحدثا أو بدعا…فما الحكمة؟؟ أفكرت؟! أي سر فيها؟إنها رمز الرحمة والسكينة، رمز الأخوة والمحبة; فكل قوس وعقد يتمثل ذراعين التصقت بنان إحداهما ببنان ثانيتهما…..
    وما حكمة رؤوس القباب يا ترى…..
    نعم! عثرت عليها….. لا شك أنها تخبر العالم كله أننا الموحدين وأصحاب العقيدة الصحيحة نيابة عنا….

أين الأعداء!؟!

أبلغوهم أننا قد صبغنا حياتنا بجميع ألوان الأمن والسلام…. حتى في الملبس والسكنى…
فملابسنا بيض سراويلها وقمصانها حتى طواقيها وغلائلها… مساجدنا ومدارسنا بيض جدرانها وسقفها وفرشها حتى مراوحها ومكبراتها… كتبنا ودفاترنا بيض أوراقها…. كل شيء أبيض…

ما أدراك ما البياض؟!

إنه لون ثياب الملائكة، إنه لون نور الله، معناه: الشرف والكرامة..والنقاء والصفاء….لون المستشفيات والمرافق الصحية؛ معناه: الهدوء والسكينة ورحبة الصدر وسعة القلب والطهارة لا غدر ولا غش ولا كذب ولا زور …حب وسلام…وتصالح ووئام….لون السحاب؛ معناه: الإحسان والسخاء …لون القمر والنجوم؛ معناه: المجد والعظمة…. لون اللؤلؤ والصدف؛ معناه: الإبداع والندرة ….إنه لون أجمل أنواع الورود والزهور… الورد الأبيض والياسمين ….. وملاكه أنه لون روحاني ووجداني. حتى إذا مات أحدنا يستقبل ربه بثياب بيض … بقلب نقي طاهر… وأعجب من هذا أنه لون يستخدم لتخفيف حدة لون آخر!!!

والأحمر لون الدم… لون النار… والحرب…قطعا يدل على الظلم والاضطهاد…. على القتل وسفك الدماء… وتعذيب الإنسانية.. ونشر الفتن والفساد…. فإذا أحرق الشيء وجمد الدم صار أسود…. والأسود ما هو إلا حصيلة تلك… رمز الظلام… رمز القاذورات… مثير للجدل يحدث به مشاعر الخوف ووالتشاؤم والاكتئاب … لون الإرهابية..والأشباح المخيفة في المنام…وهو يخفي جميع الألوان ويمتصها…

فإذا نكتت فينا نكتة سوداء أكبرناها وعظمناها…. وولجنا كل باب لإقلاع جذرها واستئصال شأفتها

ختاماً

أنا الهلال وحياتي ظلمة اليل والعلماء نجوم، وأستاذي شمس….. كل يوم تطلع علي الشمس فأقتبس منها بعض النور لكي أصير بدرا كاملا وألتحق بتلك النجوم …….

إعداد: عبد العزيز يوسف

السنة الثانية لكلية الحديث بالجامعة السلفية، بنارس، الهند.

فيديو مقال خبايا في زوايا (الجامعة السلفية)

 

 

أضف تعليقك هنا