ذو العلم وأخو الجهالة

محمد العماري

الناس في هذا الزمن أصناف كثيرة، تعددت الإيديولوجيات، وإختلفت المذاهب، وتنوعت الملل والنِحَل، فمنهم من هداهم الله إلى السبيل القويم والصراط المستقيم؛ فصاروا بفضل الله نبراسا وسراجا وهاجا، ينيرون الطريق تبصيرا وترشيدا للأطياف المستضعفة.
ومنهم من ضلوا عن المحجة البيضاء التي ليلها كنهارها، واتخذوا إلههم هواهم؛ فصاروا من الهالكين، وجندا من جنود الشياطين، فأخذوا يهرفون بما لايفقهون ولايعرفون.

الذين ضلو طريق الهداية

فثارةً ينادون بتغير شرائع الله، وثارةً ينتقصون من ابا البشرية جمعاء سيدنا آدم عليه السلام، وثارة أخرى يتضايقون من صلاة الفجر، ومنهم من يطالب بإباحة الزنى واللواط، والإجهاض، والعلاقات الجنسية خارج إطار الزواج وهلم جراً وشراً… من الأفعال التي تستحي حتى البهائم من فعلها فضلا عن الإنسان، هذه الأخير الذي ميزه الله بالعقل، وكرّمه عن سائر المخلوقات، وأنزل الله في هذا آيات تتلى إلى يوم القيامة، فلماذا هؤلاء القوم من العلمانيين ومن على شاكلتهم يريدون عيش حياة الإسفاف، والبهيمية، والتخلف؟.

المنظور العلماني

يعتبر هذا أيضا مخالفة صريحة لثوابت البلاد، وزعزعة معتقدات أهلها، بهذه الأفكار المتطرفة، والغريبة.فهل الإصلاح في المنظور العلماني يبدأ بفسخ القيم النبيلة، والأخلاق الفاضلة، التي تربى عليها المغاربة، والضاربة بجدورها عبر التاريخ؟

فهذه المطالب الحيوانية بطبعها، ماهي إلا إجترارا لأفكار أسلافهم الطالحين، وشرذمة من الحمقى والمغفلين، يعيدون سبكها في قوالب مكرٍ جديدة.لقد صدق الدكتور محمد سعيد البوطي حين قال في كتابه فقه السيرة النبوية : ” وما أعظم الفرق بين أن تكون إرادتك من وراء عقيدتك، وبين أن تكون عقيدتك من وراء إرادتك. ما أعظم الفرق بينهم علوًا وإسفافًا، وعزا وانحطاطًا “. ص: 31.

ما قاله أبو الطيب المتنبي في العلم والجهل

وقال أبو الطيب المتنبي:

ذو العلم يشقى في النعيم بعلمه
وأخو الجهالة في الشاوة ينعم.

محمد العماري

 

أضف تعليقك هنا