رسالة من داودي إلى بوداوي: “سِر على نهج البرتغالي”

بالعريية _متلازمة السيد _
_ syndrome al don _ بالفرنسية
بالجزائرية متلازمة الحلّاب

من هو كريستيانو رونالدو؟

ولد بجزيرة غنية بالخشب حتى أُطلق عليها بِجزيرة ماديرا باللسان البرتغالي، من أب يشغل بستانياًّ وأم طباخة، قامت طموحاته في رياضة كرة القدم من جهة، فتخلّى عن الدراسة من جهة أخرى، و أمرتهُ نفسيتهُ ببناءِ قاربٍ والاغتراب ينجو به هو أهدافهُ، و أبحَر نحو الشّمالِ عبر المحِيطِ الأطلَنتِي نحو إنجلترا، بالتحديد إلى اليونايتد، وبعد ست سنوات منَ الاستحقاقات.

الملكة الإسبانية تتنازل عن عرشها على حساب “الدون ” وهي كلمة إسبانية للمفاخرة ومرادفها بالعربية ” السيد أو القائد” ، أين عاش فوق عرش النادي الملكي ، وحاز معه على الكثير ، واستغرب الكثير و مقت البعض طريقة احتفاله الفاخرة ، وشهيقه الذي ينفخ به جسده ، حتى نُعت بالمتكبّر ، المغرور …إلخ.

اليوفي وابن الثلاثين عام المثير للجدل

ثمّ آن وقت خوض تجربة فريدة، وقد ترك و زملائه بعد خروجه غنيمة يفتخر بها النادي المتمثلة في الرباعية الأروبية وغيرها من الألقاب، ثم السيدة العجوز تعلن فقدانها للعكازة فجالت في أوروبا و في الأخير استنجدت بمهاريٍّ تعدّى حدودَ الثلاثين ، في صفقة أثارت الكثير من الجدل ..

حيث أنَّ الكثيرَ تحدَّث عن اليوفي و نعَتهُ بالمختلِّ عقليًّا عندما أخذَ يتفاوضُ مع لاعبٍ تعدى الثلاثين، نعم تعدى الثلاثين ، لكنْ ، يملكُ جسَدا و إرادةً و طموحًا لا يملكه
أصحابُ العشرينَات ، فنُورهُ لَم و لن ينطفأ بعدُ.

الإعلامُ دائمًا يسْعَى إلى تثبيط ذوِي الإرادَة ، يريد أن يجعلنا نحن أبناء الشعبِ و البساطةِ في القاعِ، نُولدُ بيْن الزِّقاق و المناطق النائيةِ و نظلُّ فيهَا، إلى أن ندخل تحت الأرض.

ميسي وولائه لكتيبة الكتلان

فإنْ سنحتْ لكَ فرصةً مثل “لا بولغا “:

( الكلمة الإسبانية المترجمة إلى ” البرغوث ” ، الذي أخرَجهُ النَّادي الكتلونِي من جحيم شوارعِ الأرجنتين ، حيث كان يعاني من نقصٍ في هرمون النمو ، فقدّم له العلاج و هذا هو الوَفِيُّ الحقيقي الذي لا يزال خير النادي يسري في جسده ، وظلّ فيه رغمَ العروض المُغرية التي لاطالما تصله حد الدقيقة هذه..)

فقد نجوتَ للتو و ضَمنْتَ مُستقبلك، وأمّا الحلّ الآخرَ والأخير، أنْ تقومَ الآن و تتّجهَ إلى أقرب نجَّار في بلدَتِك و تطلبَ منه كرسيَّا فاخرًا ، ثم تنصرفُ في أمرك و تنَمِّي نفْسكَ وعقلكَ وجسدَك ، وحينما يتَّصِلُ بِك ، ويخبرك بأنّ طلبَك قدْ جهزَ بعدُ ، حينئذ خذْهُ و اتّجه صوبَ حظِيرة الكبَار ، وَ احشُر كرسيَك بينهم، لا في الطرفِ حيثُ يتجاهلونَكَ بلْ بينَهم بالتدقيقِ .توسّط مجلسهم إن صحّ القول .

أجمل ما قاله “الدون”

لأنَّ كُلّ شَيءٍ لم يأْتِ منَ العدمِ يَا عَزيزِي القَارئ ، تأويل على لسان الدون :”لم أعمل من أجل أن أبقى لعبةً بينهُم ، بل سأجعلهم رغما عنهم يظهرُون احترامَهم لِي ، أو على الأَقل يخشَوْنَ تواجدي أمامَ أنظارِ أعينِهمْ ”

لم أكتُب هذه الأسطر كَي أثبت لكم عظمة هذا المتَخّيل، المتكبّر ، المغرور، فلا أنا و لا هوَ يُهمِّنا رأيُك ، ولكن أريدُ أن أبيِّن لَك أنَّ نظرتك إليه بهذه الأخيرة _ قصدي الصفات الثلاث _ يعني وجود خلل ما فِي ذاتك ، فأنت لا تعِ بعدُ حجْمَ العمَل الذِي قَام به ، و لا العراقيل التي تجاوزهَا.

لا يهم أن تجد السبب ولا الآلية ، فاصنع منَ العدم أنتَ، ذاتُك التي إذا رأتْ نفسَها في مرآةٍ ، افتخرتْ .

ِحينما تصل إلى ما قد حسبته بعيدا ، أوجد طريقة لاحتفالك ، اجعلها أكثر غرابة من رقصة سكان إفريقيا ، و الهنود الحمر ، دَعهم ينعتونك بالمجنون ، المتكبر ..
و عندنا ب “الحلّاب” ، وإن كان هذا هو الحلّاب فتحلّب أكثر يا ابن الواحات ، حتى لا يظهر أثر “الكافي_le caffe ” على فنجان موهبتك .و ضع في قرارة نفسك لا أحد سيجيد التحدث عنك ، أخي القارئ، على رأسهم الإعلام ، وثانيهم عبيد الإعلام .

فيديو مقال رسالة من داودي إلى بوداوي: “سِر على نهج البرتغالي”

أضف تعليقك هنا