رُكام القلب..

وأنا أسير عائدة إلى البيت، أتتبع شريط الذكريات تحت جلد الريح، اندفع صوت مضمخ بالدهشة إلى آذاني، لم يكن سوى سراب، أدركت بعدها أنه صوت تلك الفجوة التي خلفتها انكسارات القلب..

المدينة المظلمة

في هذه المدينة كل شيء ينام مبكرا (القلوب،الرغبات،الأحلام..)حتى المصابيح التي تنير الزقاق تصبح خافتة، كأن الأرق قد أثقل أجفانها ولا تعرف متى يغلب عليها النعاس الأبدي. لحظتها مشيت بتثاقل، وددت لو باستطاعتي الصراخ لأخرج أكوام الكلمات التي أثقلت حلقي، ثم أرجع بالزمن إلى مسقط حزني الأول قبل أعوام الحب و الضياع لأكتب و أسابق الموت و وهن القلب، فأناملي تخفي عمرا من البكاء.

الطريق الخاسر

هناك أمور أود لو أبكيها دفعة واحدة، لأن الألم يتشبع في أعماقنا كلما كتمناه، و ينموا أكثر كلما أغفلناه.بت متأكدة الآن أن المسرات تأتي دوما بشكل عبثي، فوضوية و مستعصية على الترتيب، لكنها تمنحنا النزوح المتواصل لابتداع شيء مسكون بالدهشة.لذا تجرعوا الخسارة بفرح، فهي التي تجعل منك ما أنت عليه، حتى تصبح عصيا على أن يهضمك جهاز الحياة و أمعائها التي لا ترحم، علمها كيف تسأم منك، اجعلها تتعجب من سعيك للخسارة، لأنها لا تلقي بالا للخاسرين و المقامرين الفاشلين، حين تلمس حرصك عليها تجدها تقدم لك يديها لتسقيك من سلاف كأسها نصرا، لأنك لست سوى خسارات مجتمعة، كونت فيك هذا الإنسان المخنث بالجراح و الدائم الابتسام.

أفراح مؤجلة

لعلمكم أنا لا أكتب نصوصا حزينة، ولم أجعلها يوما حبال غسيل أنشر عليها أحزاني، أنا أكتبني، أكتب عن أفراح مؤجلة، أتوجس أوجاع الورق و فزع الأبجدية، لتشدني اللغة التي لطالما فتحت في القلب نافذة أهرب منها إلى سماء مزينة بألوان الطيف، تمسح عن وجهي حوافر الليل، فأنا ابنة الأحرف و الضوء، لي ألف عين لا ترى و قلب وحيد مخنث بالجراح يمشي للوراء على عكازتين.
النصوص جثث محمولة على أكتاف التائهين، لذا أرمي بنصوصي تيها في مدار الحياة، أراقص قدري بلطافة و أداعب الأرض لتنبت أزهار الياسمين مع كل خطوة أخطوها. لهذا، لطلما كبحت جماح القلب، كي تشتد اللغة بالعويل، ففي كل نص تخطه أناملي الدامعة صراط من كلام لَيِّنٍ تمشي عليه الأحرف عرايَا.

الألم الممتع

يتوقف الحرف، قسراً، استسلم لحالة من التلاشي، عزائي الوحيد أنني مهما ابتعدت عن الكتابة ستظل أناملي دوما في متناول الشوق، لتخط بذاكرة الألم السخية أوجاع القلب الصغرى، و تمنح الخلود لكل الخيبات و الهزائم الكبرى، فما أصعب الرضوخ للرتابة و التخلص من قلب ألِف التلاشي في أقاصي الجنون، لو كنت مفعمة قبل الآن بأن سعادتي تكمن خلف المتاريس التي أفتحها بإطلاق العنان لأحرفي، لسعيت بدون شك إلى تحرير حنجرتي و أناملي من براثين الصمت، ولما تأخرت أنا، نعم أنا، في اختلاق هذا الضجيج..
أتلاشى أكثر فأكثر، أراني من بعيد أهرب من كل شيء، مني، أخفي مجازا كل الأدلة المؤدية إلي، لكن الشيء الوحيد الذي لم أفكر فيه هو إلى أين أهرب…؟

فيديو مقال رُكام القلب..

أضف تعليقك هنا