مع العقد الفريد لابن عبد ربه

تصنيف الكاتب لكتب الأدب

كتب الأدب عندي تنقسم إلى قسمين (وهذا التقسيم خاص بي طبعاً)

  • الأول:

    • الأدب النظيف, وأفضل مثال له كتاب بهجة المجالس وانس المجالس لابن عبد البر رحمه الله.
  • الثاني:

    • الأدب الوقح أو غير النظيف  ( وهو إلى قلة الأدب اقرب منه إلى الأدب) وأدل كتاب على ذلك كتاب الأغاني لأبي الفرج  الأصفهاني.

وأنا عن نفسي كنت اعتبر كتابنا هذا (العقد الفريد ) من النوع الأول – كتب الأدب النظيف –  إلى أن تصفحته وقلبت أوراقه من أوله إلى آخره , وقرأته حرفاً حرفاً  , فوجدت فيه بعض الألفاظ الخادشة للحياء , ذكر فيها ( عن طريق نقوله ) العورات المغلظة ,  فتركت قولي هذا ولم اجترئ على تصنيفه  ضمن النوع الثاني وذلك لسببين:

  • الأول:

    • لعظمة مؤلفه ومكانته العلمية.
  • الثاني:

    • لأنه كتاب أدب ليس إلا فيتسامح فيما ينقله بخلاف غيره من الكتب.

سمات ومميزات كتاب العقد الفريد

وبعد هذا نخلص إلى سمات ومميزات هذا الكتاب المميز، العقد الفريد هو كإسمه (عقد وفريد ومميز)

  • مقدمة الكتاب

    • استهل المؤلف رحمه الله كتابه بمقدمة أفصح من خلالها عن عدة أشياء منها:
      • طريقة عرض وترتيب الكتاب.
      • سبب تأليفه للكتاب.
      • اعتذاره عن إسقاط الأسانيد فيما يورده.
      • سبب تسمية الكتاب بهذا الاسم.
      • وتسميته لفصول الكتاب فصلاً فصلاً.
      • قسم كتابه إلى 25 قسم ذكرها في المقدمة قبل الشروع في الكتاب.
  • فسر المؤلف كثيرا مما يورده من الغريب في النصوص التي يذكرها انظر ص29 ج1 كمثال على ذلك:

    • نقل المؤلف عن ابن قتيبة في عيون الأخبار وغيرها من كتبه كثيرا جدا ولم يوفه حقه إلا نادراً.
    • أكثر المؤلف من نقل الأشعار بطريقة ملفته.
    • يعزو في الغالب كل قول إلى قائله.
    • المؤلف له مشاركات جيده من شعره يوردها في نهاية كل كتاب تقريباً (ولو قام احدهم بجمعها وتتبعها لجاءت في ديوان  من الحجم الوسط).
    • يمهد لكل قسم من أقسام الكتاب قبل الدخول إليه بفرش وتمهيد بسيط.
    • أكثر المؤلف من نقل الأشعار وإيرادها في هذا الكتاب (فكما يقال الشعر ديون العرب).
    • المؤلف له اطلاع واسع ومحفوظ جيد من الأشعار.
    • قد يذكر حكماً فقهياً في الباب الذي يتكلم فيه كما فعل في الرهن عند التعرض للكلام في الخيل والسبق انظر ج1 ص 197 و 198 وعند الكلام على النبيذ والخمر والغناء في أواخر الكتاب.
    • غالب ما أورده المؤلف من الأحاديث لا يثبت بل هو في عداد الضعيف أو الموضوع.
    • قد يكرر المؤلف الشيء بعد الشيء والعهد به قريب.
    • ما ذكره المؤلف من الأحاديث قليل جداً على ضعفه بالنسبة لحجم الكتاب.
    • لا يعزو ما يذكره من الأحاديث الا في النادر ما عدا ما ينقله من مصنف ابن أبي شيبة فيعزو إليه كثيرا ولا أدري ما السبب.
    • كتاب المجنبة في الأجوبة مادته سيئة للغاية لتصريحه من خلال ما ينقله بالعورات المغلظة وغيرها وهو بالجزء ( ج4 ).
    • ختم كتاب العسجدة الثانية من أخبار الخلفاء بارجوزة جميلة من نظمه ذكر فيها مغازي الأمير عبد الرحمن بن محمد أول من تسمى بأمير المؤمنين من الأمراء الأمويين بالأندلس تجدها نهاية الجزء الرابع الصفحة 452 وما بعدها حتى نهاية المجلد حسب طبعة دار الكتاب العربي.
    • الجزء الخامس ختمه بموجز مهم وقطعة دسمة من علم العروض وهي مهمة جداً ضمنها ارجوزة لخص فيها علم العروض كله.

هذا ما علق بذاكرتي اثناء مطالعة هذا الكتاب القيم.

أخيراً

أخيرا الكلام على الطبعة التي في الصورة، الطبعة التي عندي طبعة (دار الكتاب العربي ) وهي طبعة جيدة على ما فيها من السقط والتغيير لبعض الحروف لكن بالجملة هي جيدة.

ولا يسعني في نهاية المطاف إلا أن أردد مع الشاعر:

  • يا ناظراً فيه إن ألفيت فائدة
  • فاجنح إليها ولا تجنح إلى الحسدِ
  • وإن عثرت لنا فيه على زللٍ
  • فاغفر فلست مجبولاً على الرشد

فيديو مقال مع العقد الفريد لابن عبد ربه

 

 

أضف تعليقك هنا