مواساة قلم

موت الكلمات

عطش الإنطلاقات إلى حبور المستقبل، يطوقه المنفى،وهذا الجسد البالي، وأحرف تنتحر لحظة بكاء القلم، موعد مع تعزية المفردات، يشدك المنفى فتنصاع، وتستجلب الذاكرة لقلب مندهش مسجون بين زمنين في رحلة البحث عن أنت، بين هواء فاسد ورائحة التبغ .. وبين الشجيرات ولون الغسق، تتدرب على إخفاء العطش والحنين، وللعطش لون يؤكد إلتباس الكون، ترصد تقلبات الفصول فصول نفسك أنت، إيقاع غريب ينزل على المخيلة، حين تبادرك رائحة التراب وجذوع الأشجار وأنين الناي وأطفال الوطن، رائحة البحر والجبال والدخان، وتبصر أحلامك المتفشية في المعابر الضيقة، حقول القمح.. والأحلام الكبرى التي تبعثرت في ربق المنفى وأنت تحاول جمعها وحمايتها من الإنطفاء.

بداية النهاية

تتذكر الرسائل القادمة من قريتك البعيدة على عجل لتبرهن لنفسك أنك جدير بالعيش،لا تعلم إن كانت قصتك تبدأ أم تنتهي وتموت أو أنك قادر على فرصة إجتياز الألم وأنت تقاوم، لكنك  ترتعش من المسافة بينه ياله الغياب والغياب، يرقد في قبوك الطفل مهجورا وحيدا تحت إرتعاشة السماء وغضب السحب وحضن العاصفة ،يرقد ولا يستيقظ أمن طفل محظوظ، لا أنت فرح ولا أنت حزين، تتسول بعض الحكايات الراحلة من على جبين الزمن ، بين الجسور والجبال العملاقة.. تحن إلى بيتك الأول.. إلى نداءاتك الداخلية..وإلى حلمك الأول وإلى الكتابة.

التضحية من أجل الكتابة

أه من الكتابة إنها الوحيدة التي تستحق التضحية ترغب في أحلام من ورق الشجر.. كأن تأخذ إستراحتك تحت شجرة التين، أو أن تخيط ملابسا من قش لأحلامك المنسية داخل بيتك المتهالك، أو تذهب مع أنت إلى حقول الأرض، فتغرق في الأصفر والأخضر والأحمر والبني وتتشبع بالألوان ملء البصر.. يفاجئك وجع الذكرى مستعينا بالبكاء، فتستيقظ على صراخك المثخن بالدموع.. وتشعر بها داخلك تمطر لكنها لا تغادر عينيك ،تعود إلى واقعك، إلى صورتك المنعكسة في ماء النهر، إلى سطو الغيم والوجوه الواجمة، إلى الجبال الشاهقة ، إلى صراخ السماء وومضة البرق، إلى زحمة الافكار والأشجار التي تخلت عن بريقها.. تحدق في طائر البوم يحط على حافة الجسر.. إنه يشبهك.. وحيد.. تدير ظهرك له..تعود إلى أعماقك فلا تبصر هذا الطائر لقد ذهب بعيدا جدا حيث النجوم حيث أخفينا أحلامنا.

فيديو مقال مواساة قلم

 

أضف تعليقك هنا