الاستدراج الإقناعي

الإبداع في الحوار والإقناع ليس فقط أن تسعى في إقناع المقابل، لكنه أيضاً في قدرتك على المناورة والتنوع في أساليب الإقناع بطرق مختلفة، فلا تلتزم اسلوباً واحداً، ومن الأساليب الراقية في ذلك ما وظَّفه القرآن الكريم في هذه الآية:”قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ ۖ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ” (59) سورة يونس

من أساليب الإقناع

تحريم وتحليل بعض الرزق (كل ما ينتفع به العبد في حياته بشكل مباشر وغير مباشر) بلا دليل.

الخطوات

  1. إثبات أن مُنزل الرزق هو “الله”، ومن جميل التعبير القرآني استخدام “أرأيتم” كون المشاهدة البصرية من أقوى الأدلة، كذلك من باب المخاطبة العاطفية والنفسية ذكر “لكم” لتحريك المشاعر.
  2. بيان أنكم جعلتم بعض الرزق حراماً وبعضه حلالاً.
  3. كان المتوقع المطالبة بالدليل على التحليل والتحريم، لكن القرآن الكريم لم يطلب منهم دليلاً، وإنما انتقل إلى ما هو أعلى، فقد افترض صحة ادعائهم وافترائهم، فالقرآن يقول لهم ليكن كلامكم صحيح في التحريم والتحليل من الرزق، لننتقل إلى المرحلة الثانية وهو مصدر ذلك التحريم والتحليل أو الإذن في التحليل والتحريم من الرزق، وهذا لا يخلوا من حالين:
  • أ‌- الإذن ممن أنزل الرزق وهو الله.
  • ب‌- الافتراء والكذب على مَن أنزل الرزق وهو الله.

أسلوب المجاراة أو الاستدراج الإقناعي

وترك القرآن الكريم الإجابة لكونها معروفة لديهم ولدى القارئ، وما كان بديهياً لا داعي لذكره كما أنها دعوة للقارئ للتفكير والمراجعة.وهكذا في آية واحدة دحض القرآن الكريم شبهتهم بأسلوب بديع وهو أسلوب المجاراة أو الاستدراج الاقناعي وتعني افتراض صحة الخطوة والأولى والانتقال إلى ما أعلى منها(الثانية)، فإذا سقطت الأعلى(الثانية) سقطت الأولى بلا شك ولا نقاش.

 

أضف تعليقك هنا