التحدي: الحكومة والمرحلة القادمة

بقلم : الكاتب صلاح الشتيوي

تونس في مرحلة جديدة

ستنطلق تونس في مرحلة جديدة إثر منح الثقة للحكومة، حكومة ستجد نفسها امام صعوبات جمة، فالوضع الاقتصادي صعب، مطلبية متزايدة من الشغالين، وضع اجتماعي حرج ووضع أمنى مهدد من الارهاب.
إننا نعيش الان وضع سياسي يعيد تشكيل نظام مماثل لفترة حكم الباجي قائد السبسي رحمه الله مع تغيير في المراكز والتحالفات …حيث اصبحت النهضة هي الاولى وقلب تونس الثانية وبهم تم تمكين الغنوشي من رئاسة البرلمان وكان للقلب النائب الأول.
تكليف السيد الجمني بتشكيل الحكومة اثار العديد من الردود السلبية واثار المخاوف من توغل النهضة بسبب قرب السيد الجمني من الحركة كما ان التوافقات السياسية بين القلب والنهضة تعد هشة.
كما أن الوضع الاقليمي الصعب خاصة في ليبيا والجزائر وهذا كله يلزم الجميع على الإسراع في تكوين الحكومة.

الحكومة القادمة والاقتصاد

التحدي الاكبر الذي ستتعرض له الحكومة القادمة هو الاقتصاد والاوضاع الاجتماعية الصعبة فحالة البلاد تعاني من ركود اقتصادي وغلاء معيشة تسببت فيها سياسات خاطئة للحكومة السابقة.
إن على الحكومة القادمة الضغط على الاسعار وتشجيع الاستثمار لخلق مواطن شغل، ووضع خطة لإيقاف غلق المصانع بسبب الطلبات الاجتماعية المجحفة، وايجاد حلول للمصانع المغلقة لإرجاع عمالها الى شغلهم، وعليها ايجاد حلول للصناديق الاجتماعية وتفاهمات مع اتحاد الشغل لجعل المطالب الشغلية مقبولة ومعقولة لا تتسبب بضرر للعامل ولا تغلق المؤسسة.
كما ستجد الحكومة القادمة نفسها مجبرة امام تدابير تقشفية مثل خفض الدعم وهذا سيسبب هيجان شعبي قد يعصف بها، كما سيستوجب عليها خفض الانفاق لمواجهة المديونية.

اندماج الإسلاميين في الحكم

فازت النهضة بالمرتبة الاولى ونجحت معها احزاب اسلامية أخرى، تحالفت النهضة مع من لا تتقابل مع في اي فكرة ولا اتجاه انه تحالف الاضداد، الشيح يناور بامتياز وعلى ما يبدوا ان نسخة من النداء والنهضة تعاد طباعتها بين النهضة وقلب تونس على كل ما هو الاشكال ان كان ذلك يخدم تونس، الحكومة القادمة ستضم حزبي النهضة وقلب تونس وأتلاف الكرامة وبعض الاحزاب الصغير الاخرى ممثلة في مجلس النواب.

الخلاف بدا منذ تكليف الجمني بتكوين الحكومة على اعتبار انه مقرب من النهضة،الاشكال ان حزب قلب تونس بنى صعوده على معادات النهضة ونفس الشيء بالنسبة للنهضة التي ركزت حملتها على اتهام قلب تونس بالفساد، ان التنازلات التي تقدمها حركة النهضة يأتي ضمن خياراتها للتواجد والاندماج في المشهد السياسي وتواجدها في الحكم أكبر دليل على اندماجها.

إن شيخهم لاعب جيد في تغيير الحلفاء وايجاد توافقات تخدم الحركة وقد نجح في سرعت انقلابه على حلفائه القدامى، ان مرونة الشيخ في التعامل مع الواقع السياسي جعله يجد حلفاء لكل مرحلة.

بقلم : الكاتب صلاح الشتيوي

أضف تعليقك هنا