التوتر والقلق المدرسي

المدرسة … التوتر بكل ما تحمله الكلمة من معنى!!!

كما هو معروف فإن الحديث عن التوتر والقلق المدرسي يعتبر من المواضيع الهامة جداً، حيث أنها تهم الأباء والمعلمين على حد سواء، فكم هو رائع أن يتعلم الأطفال الطريق المؤدية إلى المدرسة، ولكن بالمقابل هناك طريق أخرى لا تقل أهمية يجب على الطفل أو المراهق أن يتعلمها أيضا، ألا وهي الطريق داخل المدرسة.

ما هو التوتر؟

التوتر بالمفهوم العام هو حالة نفسية عصبية، متنوعة الأسباب تصيب الإنسان في أي عمر كان، وقد تختلف أسبابه وأعراضه من شخص إلى أخر ؛ مما ينعكس سلباً على الشخص المصاب؛ فيجعله دائماً في خوفٍ وترددٍ وحيرة ؛ بل ولربما غير قادر على إتخاذ أسهل القرارات، وغالباً ما يصاحب هذه الحالة حالات نفسية أخرى متنوعة.

التوتر الحميد!

عندما نتكلم عن التوتر أو ما يعرف بالإجهاد بشكل عام ؛ لا يخلو الحديث عن ذكر الفوائد التي من الممكن أن تحصل نتيجة لأنواع معينة من التوتر، فكما يقول علماء النفس هناك نوعان من التوتر في حد ذاته … التوتر الإيجابي وهو التوتر الذي يجعل صاحبه قادراً على تقديم خدمات خاصة بشكل قد يكون أفضل أو أسرع ؛ أو بعبارة أخرى … “على أهبة الإستعداد” ؛ ومن ناحية أخرى هناك التوتر السلبي ؛ والذي بدوره ينعكس سلباً على الشخص الذي ينتابه هذا النوع من التوتر ؛ والذي بدوره عادة ما يكون له تأثير ضار سواء على الحالة الجسمية أو النفسية.

للأسف عندما يدور الحديث عن التوتر المدرسي فهو عادة ما يكون توتر من النوع السلبي ولسوء الحظ ؛ والذي ينشأ عندما يواجه هؤلاء الأطفال أو المراهقين مواقف معينة قد تتغلب على قدراتهم ومدى تكيفهم مع تلك المواقف.

التوتر المدرسي … أسبابه بإيجاز

هناك أسباب مختلفة للقلق والتوتر المدرسي ؛ فمن الممكن أن ينشأ هذا النوع من التوتر عندما يكون هناك كم هائل من المواد المطلوبة من هذا الطفل أو ذاك المراهق وذلك في وقت قصير جداً وغير كاف البته ؛ وقد يحدث التوتر المدرسي عندما لا يتم فهم الموضوع أو المواضيع المطلوبة وبغض النظر عن الأسباب ؛ كما ويلعب الخوف من الحصول على العلامات السيئة دوراً هاماً في نشوء مثل هكذا أنواع من القلق والتوتر.

بالمقابل قد تلعب العلاقات الإجتماعية في البيئات المدرسية دوراً هاماً جداً في حدوث التوترات المدرسية ؛ كأن يكون هناك عدم توافق أو عدم إرتياح إن صح التعبير بين هذا الطفل من جهة وبين زميله من جهة أخرى ؛ والأصعب من هذا أن يكون ما تم ذكره أنفا من عدم التوافق هو بين الطفل أو المراهق من جهة وبين معلمه من جهةٍ أخرى.

التوتر المدرسي… كيف يبدو؟

عندما يعبر الأطفال أو المراهقين عن أعراض معينة سواء كانت هذه الأعراض جسدية أو نفسية ؛ فيجب على الأهل والمربين حينها أن يأخذوا هذه الأعراض في عين الإعتبار وخاصةً إذا طالت الفترة الزمنية التي يشكو فيها هذا الطفل أو ذاك المراهق من هذه الأعراض.
عادةً ما يشكو الطفل من الصداع ومن الألام البطنية ؛ فكما هو معروف فإن البطن يعتبر منطقة حساسة جدا ؛ سريعة الإستجابة لمثل هكذا توترات.

ومن المهم هنا التنويه إلى أنه يجب ملاحظة ومعرفة الأوقات التي عادة ما تحدث فيها هكذا توترات! كأن تكون كل يوم ثلاثاء قبل درس الرياضيات مثلاً ؛ ويجب أيضاً ملاحظة التغيرات النفسية التي قد يبديها هذا الطفل كالإنطواء وحب العزلة وعدم التحدث عن المدرسة وعن أوقات الفراغ كما كان في السابق.

كيفية التعامل مع التوتر المدرسي!

من المهم جداً أن يكون هناك التواصل بين الأباء من جهة وبين المعلمين من جهة أخرى ؛ من أجل معرفة الأسباب التي أدت إلى نشوء هذا التوتر من أجل علاجها بالوقت وبالشكل المناسبين ؛ كأن يتم إعطاء هذا الطفل أو ذاك المراهق دروساً خصوصية إضافية ؛ وذلك في المادة أو في المواد التي يشكو منها هذا التلميذ من الضعف.

وأخيراً أقول بأنه من المؤسف جداً أن تذهب هذه الأعراض التي تم ذكرها أنفاً هباءً من دون أن يتم وضعها في عين الإعتبار ؛ فإذا كنت بصفتك أحد الأبوين وتشعر بأنك غير قادر البته على التعامل مع هذا التوتر ؛ فيجب عليك حينها التواصل مع الخبراء النفسيين والإجتماعيين ؛ سواء في المدارس أو في مراكز الإستشارات الخاصة.

🖊 أ.ص.

فيديو مقال التوتر والقلق المدرسي

أضف تعليقك هنا