الفرق بين السلطة والدولة

الكاتب صلاح الشتيوي

إن ما نراه اليوم في تونس يوحي بان هناك مشكل بين وعي السلطة ووعي الدولة، هناك خلط ولخبطة بين حدود السلطة والدولة هناك عدم الفهم وعدم التفرقة بل نرى تداخلا بينهما.

إنه من واجبنا لفت الانتباه إلى هاته اللخبطة لأنه يجب على الكل أن يعي ويحدد ويرسم المفاهيم التي تفرق بين السلطة والدولة.

الحكم ووعي السلطة

بعد سنة 2011 تناوبه على الحكم العديد من الحكومات، الدولة استمرت رغم محاولات تفكيكها.

إن الحكم بعد الثورة المباركة ارتكز على تقاسم المناصب وتوزيع الثروات واصبحت سلطت المكونات هي الحاكمة وغيبت الدولة دولة المواطن، ولقد أدى الحكم المرتكز على السلطة واليتها إلى تغييب وعي الدولة وحسن تسييرها وادارتها.

فلا خدمات ولا تحسن في البنية التحتية ولا تحسن في التعليم والصحة والامن والاقتصاد ولا مشاريع مهمة لتشغيل الشباب وكل هذا سببه غياب الوعي بالدولة وغيابها كليا.

إن تقاسم المناصب والمراكز عن طريق المحاصصة الحزبية هو مشروع سلطة ووعي سلطة وليس مشروع دولة ولا يأسس لمستقبل دولة، ولا يدل على فهم لما يطلبه المواطن لتوفير حاجياته وتوفير الخدمات له.

فالفساد والرشاوي والصفقات الوسخة كان وعيا متقدم للسلطة حيث قامت بتوزيع المناصب وثورات البلاد بين المتحاصصين من احزاب ولوبيات وقوى وتكتلات.

المواطن وغياب الوعي بالدولة

حتى المواطن لا يفرق بين السلطة والدولة فهو لا يميز بين حدود الدولة وحدود السلطة.

إن التظاهرات السلمية والطلبات المشروعة والاضرابات المنظمة التي ترتكز على الشرعية هي امور مقبولة وهي تعبر عن الضغط على السلطة، لكن حرق مركز أمن والاعتداء على مقر يتبع الدولة كالمعتمدية أو البلدية أو سيارات الدولة وغلق الطارقات ومواقع الانتاج كالفسفاط يدل على ان على ان هناك جمهور مهم من الشعب لا يميز ببن السلطة والدولة.

إن وجوب حفظ النظام هو المقصود منه حفظ المصالح العامة للناس وهاته الجملة يقصد منها وعي الدولة حتى وأن اختلافنا معها سياسيا.

الغرب ومفهوم السلطة والدولة

لقد فهم الغرب منذ زمن العلاقة بين السلطة والمواطن فوضعوا عقد اجتماعي سطروا به حدود السلطة والدولة وموقف المواطن منهما.

ارى إن هذا هو لب الموضوع فيما نعانيه اليوم فلو فهم المواطن هاته الاشكالية وفرق بين مفهوم السلطة والدولة لما اغلق الطرقات وعطل العمل واوقف الانتاج.

لو فهم المواطن معنى الدولة لما احرق الغابات واتلف الحاويات وكسر الطرقات والقى الفضلات وحطم ابواب المستشفيات وأهان الاطباء.

ولو ابصرت الحكومات المتتالية لدور الدولة وفهمت وظائفها لتحسنت أوضاع الناس وتطورت البلاد ان على الحكام أن يغيروا اتجاههم نحو وعي الدولة ومستلزماتها وان يبتعدوا عن وعي السلطة ومحاصصتها وفسادها.

على حكامنا الأعزاء أن يكونوا رجال دولة يحملون هموم البلاد ويخدمون المواطن وأن لا يكونوا همهم السلطة والكراسي ومصالح احزابهم وكتلهم.

 

الكاتب صلاح الشتيوي.

أضف تعليقك هنا