اللاجئون الفلسطينيون وقود الحراك الشعبي في لبنان

بقلم: اسامة قدوس

شهدت لبنان حراكا شعبيا شاملا، جعل احرار العالم يقفون احتراما وامتنانا لشعب استطاع تجاوز خلافاته الاديولوجية والعرقية و الدينية في هذه الرقعة من الارض التي لا تخلو من الفتن الطائفية البغضية, فالأول مرة تلتف جميع الطوائف بالبلاد وتصرخ صرخة واحدة لا تعنى الا بالمصلحة العليا للوطن والمواطنين.

مطالب ودعوة لإصلاحات اجتماعية للشعب الفلسطيني

سقف  المطالب تطور تدرجيا من الدعوة لإصلاحات اجتماعية و اقتصادية عاجلة إلى الطلب بتغيير جذري في الساحة السياسية، فقد كسر هذا الحراك الضخم كل حواجز الطائفية التي لطالما عانت لبنان من شرها الأمرين اذ وحد الفساد المستشري وتردي الأوضاع, الشعب كي يقف صفا واحدا غير مكترث لا لاختلافات دينية ولا لانقسامات مذهبية فنشبت الصرخات من كل مناطق البلاد حتى تلك التي تقبع جنوبا تحت سيطرة حزب الله ، وقد امتدت صيحة الإصلاح لكي تشمل المخيمات الفلسطينية.
لا يمكن التغاضي عن حضور العنصر الفلسطيني في شوارع لبنان بقوة وليس ذلك الا نتاجا طبيعيا لسياسات القمع والتهميش التي مارستها السلطة اللبنانية ضد اللاجئين الفلسطينيين منذ عقود فبعد سنوات من الاستبعاد السياسي والاقتصادي, من الطبيعي ان يكون أهالي المخيمات الفلسطينية اول من ينتفض ضد السلطة ذلك انها ليست المرة الأولى التي يخرج فيها اللاجئون داعين للالتفات لهم والاعتراف بحقوقهم الأساسية من عمل وصحة وتعليم … إلا اننا هذه المرة شهدنا ظاهرة فريدة من نوعها اذ ائتلف الفلسطينيون بالمتظاهرين اللبنانيين تحت راية واحدة ألا وهي راية الإصلاح بعيدا عن كل التجاذبات السياسية والمصالح الحزبية, فوقود الحراك ليس الا الغضب الشعبي والرغبة في الإصلاح.

حقوق الفلسطنيين ومساعدات لبنان 

عبرت العديد من الفصائل الفلسطينية من جهتها عن دعمها التام للمقيمين الفلسطينيين خاصة والشعب اللبناني عامة واصفة الحراك بأنه تجسيد لرغبة الشعب ومبادرة للإصلاح والمضي نحو لبنان الغد نحو لبنان يحوي كل الطوائف دون تفرقة ولا تمييز نحو لبنان يحفظ للاجئين الفلسطينيين حقهم في حياة كريمة.

حركة حماس بدورها ساندت هذه المظاهرات ودعت الفلسطينيين بلبنان إلى النزول الى الشوارع منددة بسياسة القتل البطيء التي اعتمدتها السياسات اللبنانية في حق اللاجئين من خلال الإجراءات التعسفية الظالمة من منع من حق العمل وحرمان من الحق في السفر وتغييب كلي من واجهة اخذ القرار حتى في شأنهم الخاص.

تعتبر هذه المرحلة التاريخية مرحلة مفصلية لتحديد مستقبل اللاجئين الفلسطينيين بلبنان, وتعتبر فرصة لإعادة طرح مسالة منع توطين الفلسطينيين وفقا للدستور الحالي بحجة الحفاظ على حق الفلسطينيين بالعودة إلى وطنهم ولكن أي حق يحفظ بعد ضياع الحق في العيش.

 

أضف تعليقك هنا