الهجرة من غزة أو الهروب من الجحيم

بقلم: أسامة قدوس

شوارع غزة

يكفي أن تتمشى قليلا في شوارع قطاع غزة حتى تكتشف عن كثب حجم المعاناة التي يواجهها 2 مليون نسمة شاءت الأقدار أن يولدوا في في قطاع يخرج من حرب ليدخل في اخرى, ما بين حروب داخلية بين فصائل فلسطينية مختلفة اديولوجيا أوحروب خارجيا مع جيش الاحتلال.
الظروف الصعبة التي يعيشها قطاع غزة دون وجود أي بصيص أمل في الأفق دفعت بالكثيرين و خاصة في صفوف الشباب للتفكير بشكل جدي بالهجرة، ولئن كانت الدول غربية التي يراها الغزيون الجنة الموعودة هدفهم الرئيسي فان البعض الاخر مستعد للاكتفاء بالانتقال  الى  الضفة الغربية التي تمر بظروف افضل نسبيا جعلتها على رأس الوجهات المختارة للعائلات الموسعة الغير قادرة على التأقلم في بيئة جديدة.

سوء المعيشة في غزة

في لقاء نظمه المركز الإعلامي الحكومي المدار من قبل حماس الشهر الماضي، أفاد وكيل وزارة التنمية الاجتماعية الفلسطينية إن 33.8 بالمئة من سكان القطاع يعيشون تحتت خط الفقر المدقع فيما يعاني 70  بالمئة من السكان من انعدام الامن الغذائي مما اضطر الكثيرين لشراء الأغذية و مياه الشرب بالاستدانة او عبر الاعتماد الكلي على المساعدات الدولية .
الوضع العام انعكس على الارتفاع الكبير و المفاجئ نسبيا لعدد الفلسطينيين الراغبين بالهجرة نحو الضفة الغربية حيث اظهر تقرير حديث أصدرته وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين ان نسبتهم وصلت الى  ما يناهز ال81 بالمئة حتى بغياب  أي مساعدات لهم للاستقرار هناك.

سكان غزة والهجرة

تجدر الإشارة إلى أن رغبة سكان غزة في مغادرة منازلهم قد تم تتبعها في استطلاعات سابقة أيضًا. ومع ذلك، في هذا الاستطلاع، لاحظنا ارتفاعًا ملحوظا مقارنة بنتائج الدراسة الاستقصائية التي أجريت العام الماضي – عندما عبر 72 بالمائة فقط من المستجوبيين عن استعدادهم للانتقال إلى الضفة الغربية.

حماس من جهتها أبدت معارضتها لهذه الميل المتنامي للهجرة في شخص احد قياديها الإسلاميين سالم سلامة الذي اصدر فتوى ضد الهجرة، قائلا “أولئك الذين يغادرون وطننا بنية عدم العودة يستحقون عقاب الله”.

يرى بعض المتابعين للشأن الفلسطيني ان تصريحات كهذه تكشف اُس الاشكال في غزة فمواصلة القائمين على الاقطاع اتباع ذات السياسة و هي سياسة الهروب للامام و تحاشي تناول المشكل من اساسه هو ما يدفع الغزيين اليوم للتضحية بالغالي و النفيس من أجل المغادرة.

بقلم: أسامة قدوس

أضف تعليقك هنا