الوداع الأخير #قصة

الشوق

كانت السنين تمضي كأنها ثواني لم يمض على رحيلي سوى بضع أيام بالأمس كنت نائما بحضن  أمي كنت أتوسد قدميها كانت تقول لي بصوتها الخافت لاتخف فأن الله معك وعندما تسافر سأبقى أهاتفك وأطمئن عليك فأنت لذة كبدي لاتخف سأبقى أنتظرك.

يوم الرحيل

طهت أمي أشهى الأطباق التي أحبها وجلسنا نأكل لأخر مرة كعائلة متكاملة  وبعدها  بساعات همت أمي بحزم حقائبي كانت تحزم الحقائب وتضم كل قطعة من ملابسي على صدرها وتستنشق رائحتها كانت تخفي دموع الحزن وتبتسم أبتسامة مصطنعة  وسرعان ما مضى الوقت وحان وقت الرحيل بدأت دموع كل من في المنزل بالهطول جاء وقت الذهاب صافحت أخوتي وجاء دور أمي شدتني من يدي ألى صدرها وكأنها لن تراني بعد اليوم وبدأت بتقبيل رأسي ووجنتاي ودموعها تهطل كالأمطار وفي عيناها حزن تعجز كل الكلمات عن وصفه لم أقدر على الكلام كنت أقول في داخلي كيف سأعيش بدون حنانها عندما أمرض من سيرعاني سأشتاقك يا أميلكن لم أقل لها في وقتها سوى الوداع.

رحيل أمي

بعد سنين من سفري  بدء المرض يفتك بجسد أميكانت حزينة هي أمي ومن غيرها يحزن على فراقي كانت عندما تتحدث معي على الهاتف تبكي بحرقة كان كل مافيها يبكي سلبها المرض القوة و الصحة  باتت نحيلة باتت لاتقدر على الوقوف كانت تقولي أرجع ألى أحضاني كي أقبلك وأراك قبل أن أموت كنت في وقتها  تائها في بحور خوفي من الرجوع لبلد سلب مني كل أمال الحياة   كنت أقول لها سأرجع لاتخافي وفي يوم أتصل بي أخوتي قالو لي أتصل بأمك لانها لاتأكل  كانت عندما تمرض لاتأكل الا عندما أحادثها.

وفي تشرين الثاني عام 2018 اليوم الرابع عشر كانت أطمئن على أمي لانها في المستشفى وجائني الخبر الصادم لقد ماتت (( أمك )) لم أستوعب ماقالتها لي أختي الإ أنني بدأت بسماع صراخ أختي المؤلم المليئ بالحزن والوجع لم أستطع البكاء بدأت بتهدئة اخوتي الأ انني الى هذه اللحظة لم أستوعب أن أمي قد ماتت بعد مرور ساعات ارسلو لي صورة لها وهي بالكفن قالو لي أن أنها قبل موتها كانت تصرخ أسمك تريد أن تراك فتحت الصورة كانت اول مرة اراها بهذا الجمال كان الأبيض يلفها كانت تبتسم أبتسامة خفيفة لم أرى أبتسامة كتلك الأبتسامة وهذا كانت لحظات (( الوداع الأخير ))

بقلم: محمد هيثم القطيفاني

أضف تعليقك هنا