بين الفشل والنجاح عقلية

بقلم: الكاتب صلاح الشتيوي

أيام القلق 

الوضع الذي نعيشه اليوم يبعث عن القلق، فمن الناحية السياسية ننتظر مجلس نواب بوجوه جديدة ونستعد لتركيز حكومة جديدة تعوض أخرى عرفت بفشلها على كل الأصعدة .. ومن الناحية الأمنية نواجه الإرهاب داخل الوطن ونراقب عن كثب العائدين من بئر التوتر.. اما صحيا فحدث ولا حرج، ادوية مفقودة ومستشفيات مكتظة …ومن الناحية التربوية يجب ان نصلح أخطاء الحكومات السابقة التي أخفقت في العناية بأبنائنا بتعليمهم وتربيتهم في أحسن الظروف …ومن ناحية التطرف الفكري يجب ان نواجهه بالثقافة والعلم.

إن الوضع الذي نحن فيه خلق نوعا من التوتر في المجتمع توتر يزداد كل يوم … وأصبح النقاش يتسم بالعنف والتشابك بالأيدي لأتفه الأسباب… وأصبح المجتمع مدمن على الخصام حتى في الحوارات التلفازية او النقاشات البرلمانية تعلو الأصوات ويسخن النقاش ويغيب صوت العقل…وانتقلت هاته الحالة للمجتمع فأي سوء تفاهم ينتهي ويحل بالقوة والعنف وينتهي الموضوع ام في المستشفى .

الإنسان يعشق كل ممنوع

ان اسلوب المنع والتحريم لم يعد حلا بل لم يعد يجدي نفعا … فلقد منع الخمر الا ان بيعه خلسة ازداد…واما سياسيا فنرى في الاعلام مسؤول يشتم اخر، وتركيز حزب على سلبيات الحزب الاخر المنافس، ويتناسوا فكرة المشروع ودوره واهميته بالنسبة للمجتمع، وهذا من الأسباب التي تجعل الشعب يشعر بفشل الحكومة.

ان التركيز على نقد الفشل لا يحقق النجاح بالقدر الذي يحققه دعم ا لنجاح، ان أردنا النجاح يجب ان ندعم النجاح عوض نقد الفشل،والفارق بين الفكرتين ان الأولى تركز على الفشل وذلك يضيع الوقت ويضيع مع ذلك جزء من النجاح، اما دعم النجاح والتركيز على النجاح فقط نغلب به الفشل.

فلو قامت الدول بتشجيع الناس على النجاح بدعمهم للإنتاج والعمل على تقليص البطالة وتنحسر بذلك السلبيات التي يعيش فيها الناس.

فكم من ناجح ومخترع وعالم لا يكرم في وطنه ولا تخسر عليه الدولة حتى ورقة كتب عليها شهادة تشجيع اواستحسان، لكنه ومع الاسف يعظم ويبجل ويحترم وكرم من طرف دول اجنبية احتراما لما قدمه للإنسانية.

دروس من التاريخ

نتعلم من التاريخ الكثير نتعلم كيفية التغلب على الشر بالمعروف. فسيدنا وسيد البشرية جمعاء محمد صلى الله عليه وسلم ركز على تمرين وتليين عقول قومه وجعل أجواء ملائمة مكنتهم من تغيير طريقة تفكيرهم.

وكذلك نبي الله إبراهيم الذي وجد نفسه وسط قوم جهلة وهم رغم ذلك هم قومه وقد اعتادوا أفكار هي عادات عندهم ولكنها خاطئة فهيا لهم الظروف التي مكنتهم من فهم المعنى والغاية.

ومن الأمثلة التي توضح طرق التعامل بالحسنى ان رجل اعترض عالما واراد اهانته فقال له :أفأنت ابن المساحة؟ فرد عليه ما يعيب امي ذلك. ولكن الرجل واصل أكثر فقال لهيا ابن العاهرة، فرد عليه الامام قائلا: ان كنت على حق فليغفر الله لها، ان كنت كاذبا غفر الله لك، اثرت طريقة التعامل في الرجل وتحسن سلوكه.

ولقد حارب غاندي المستعمر البريطاني بالحكمة والسلم بدل العنف مما اجبر الجيش البريطاني الى الانحناء الى عظمة الرجل والرحيل.

إن أحسن طريقة للتغلب على ظاهرة العنف هو التركيز على الأمان والسلام، لان ان ركزنا كل امكانياتنا على محاربة الاجرام اضعنا فكرة العفو والسلام….

ان الأمور الإيجابية يجب ان تكون هي الغاية والهدف للمواطن، وعليه ان لا يهتم بفشل الحكومة لان ذلك سيساهم في شعور الناس الدائم بالفشل في حياتهم اليومية، فعليهم ان لا يخسروا حلاوة الحياة.

بقلم: الكاتب صلاح الشتيوي

أضف تعليقك هنا