حكومة تكنوقراط من الشعب

هل يمكن تشكيل حكومة تكنوقراط من الشعب؟ وما هي العقبات التي تقف بوجهها؟

إن الدعوة إلى ذووي الكفاءة بالتطوع للعمل على إنشاء حكومة ظل, فكرة أكثر من رائعة , إلا أن فكرة انتخابهم من الشعب مباشرة فيه إنقلاب على الدستور القائم وعلى الصيغة الطائفية، هذه الصيغة التي صمدت بل وانتصرت بعد حرب ١٥ سنة وعشرات الاف الشهداء واصبحت اقوى باتفاق الطائف حينما اصبحت كتابة بعد ان كانت تقليدا شفهيا .

لذلك لهذه الثورة اهمبة بالغة, فانها تكشف كل يوم ليس الفساد فقط بل عدم الامكانية لمحاسبة مرتكبيه, طالما انهم يتعهدون للمرجعيات الدينية التي ينتمنون اليها من جهة ويتعهدون مجتمعين للبطريركبة المارونية من حهة اخرى بالمحافظة على هذه الصيغة الطائفبة.

ومنهم  كحزب الله الذي رفع الغطاء وجاهز لمحاسبة المرتكبين في صفوفه, الا أنه مجبر على تغطية الفاسدين و التعايش معهم طالما ان له مصالح سياسية و انه يمتلك جيشا يزاحم الجيش اللبناني في سيادته على ارضه. بتقديمه لطاقاته وامكاناته للحفاظ على هذه الصيغة يدخل نادي الطبقة الحاكمة. هذا هو القاسم المشترك الذي يجمع حزب الله مع هذه الطبقة السياسية.

ما هي الأمور التي كشفتها الثورة اللبنانية؟

أمور كثيرة تكشفها هذه الثورة اولها واهمها:

  • إن اللبنانين بدؤوا يكتشفون حقيقة انهم لا يعيشون في دولة ديمقراطية بل في دولة طائفية بكل معني الكلمة
  • وان الجيش ليس لحمايتهم بل لحماية هذه الصيغة الطائفية.
  • ليس صحيحا ان لبنان شعاره ” لا غالب ولا مغلوب”، هذا تضليل كبير، بل الغالب فيه هو هذه الصيغة الطائفية.

ألم تتساءلوا لماذا يتدخل الجيش ضد فئة ويتسامح مع فئة؟ ليس لانه مع الفاسدين بل لان واجبه الاول حماية ” الصيغة الطائفية ” وهذا ما يدفع ثمنه ثوار لبنان وسيدفعون ان لم يتمكنوا من اقناع اغلبية الموارنة خاصة والمسيحيين عامة واغلبية الشيعة واغلبية السنة بالانتقال الى دستور  جديد مدني لا طائفي, لا تحدد فيه وظائف الدولة لاشخاص بحسب انتمائهم الطائفي. ولا احد يتصور ان المهمة سهلة. لكن مع مرور كل يوم من الثورة بشكل سلمي ومع تقديم التضحيات نتمنى ان يصل اغلب اللبنانيين معنا الى هذا النتيجة .

ما هو الحل لإنقاذ لبنان؟

فاقتراح مجموعة من الأكفاء تعمل على ايجاد حلول للمشاكل القائمة وتكون بمثابة حكومة انقاذ هو امر اكثر من ضروري حتى لو انهم لم يستلموا السلطة، بل انهم يعطون الامل في المرحلة الراهنة للشعب مقارنة مع أشخاص السلطة الموظفين لدى الزعامات السياسية، وربما يكونون سببا اضافيا للمترددين الذين لا زالوا يظنون ان في النظام الطائفي حماية لهم كاقلية او طائفة او مذهب.

فيديو مقال حكومة تكنوقراط من الشعب

 

أضف تعليقك هنا