يرتسم دائما ذكر الاسم أو النعت في أذهان الناس، بمظهر صاحبه، أو صفتة في نوع معرفتة وعلمه،  وهذا قد يبدو صحيحا من حيث هو،  سوف اطرق موضوعا يتسم بضرورة ملحة للتغيير في واقعنا، له نتائج وانعكاسات تظهر جلية طافية على سطح الفكر والثقافة والعلم.

البداية سوف يكون بطرح سؤال:

س: هل هناك موانع في اعتلاء خطباء المساجد المحارب، بتخصصات غير دينية كالاطباء مثلا أو فلاسفة او احد المتخصصين في علوم الطبيعة؟
الكل سوف يجيب لا… اذن هل واقعنا الفعلي كذلك؟ طبعا لا.. الواقع يهمنا بالدرجة الاولى في جميع مانطرحه بعيدا عن الاجابات الفضفاضة التى لا نلمس لها وجودا أو تطبيقها  بشكل عملي  في حياتنا.

الانطباعات الذهنية تكون معوقا رئيسيا نحو التغيير

انطبع في اذهان الناس أن غير المتخصصين في علوم الدين والشريعة او أحدهما ليس أهلا للخطابة والامامة في مساجدنا، التى يرتادها معظم الناس و التي لها تأثير بالغ في صناعة المفاهيم والتوجهات الفكرية على العقلية الجمعية  وقولبتها، فالاسهاب في طرح قضايا وتكرار ذكرها مئات المرات خلال السنة الواحده رغم تقادم حدوثها، في ازمان وقرون خلت.

اصبحت لا تجد لها قبولا او تأثيرا في سلوكيات الناس او تصحيحا لبعض منها، او خلق عقول فكرية ناقدة، لا عقول ناقلة  .. وللعلم ان اي عمل او فعل لا يتوج بنتيجة ، من احدث معاصره ترتقي بالمجتمع إلى التنافسية البناءة تجعل لهم موقعا متميزا بين المجتمعات الاخرى فتركها واجب والعدول عنها غاية.

عجز في التغيير وتصلب في قناعات موروثة

خطباء المساجد عجزوا واعيتهم الحيل، في احداث فرق جوهري في محيطهم، فالتأثير بوسائلهم المتبعة، والتصلب في قناعاتهم الموحدة، اصبحت ضربا من الماضي، لاتتلائم مع طبيعة عصرنا وتطور افكاره.

كامن ينقش على سطح الماء يريد لوحة فنية. ‏

ماذا لو؟

قام متخصص في  الطب خطيبا، وناقش ظاهرة مرضية منتشرة، في كيفية التعامل معها او طرق الوقاية منها، الن يحدث نقلة توعوية طبية في المجتمع، أوقضية اجتماعية او نفسية قام بها متخصصا يشرح الاسباب، ويدلي بطرق العلاج – ومجتمعاتنا غنية بالالاف منها – اليس يخلق وعيا في ادارة الازمات وطرق حل المشكلات؟

التعليق على اكتشاف واختراع مع ذكر سيرة رائد من رواد العلم في العصر الحديث، او سرد من مقتطفات  علم الرياضيات وطرق ربطها بواقعنا ،الن يشعل حماسا وهمة في نفوس الشباب، ووعيا سائدا ، وثقافة مغروسة وفضول يتوج ببحث.
لنغرس ونبني حب العلوم وتعلمها، مع ربطها بتقدمنا، استمرار لحضارتنا وديمومتها.

فيديو مقال خطباء المساجد بين الواقع والمأمول