شباب غزة مستقبل مبهم وأحلام على قارعة الطريق

بقلم: اسامة قدوس

إحباط، مرارة، احساس بانعدام الجدوى.. جيوب خاوية.. صراعات داخلية … شباب تائهون في متاهة الحرب، شكوى مستمرة… هي مرادفات للحال البائس الذي وصل اليه شباب في عمر الزهور داخل قطاع غزة، ففي ظل غياب أي بشائر تدل على اقتراب الفرج يعيش المواطن الغزي على إطلالات الماضي البعيد الممزوجة بالحسرة والألم، في حين لا تهتم السلطة في القطاع الا بتقوية عدتها وعتادها العسكري كي لا تخسر مكانتها على الساحة السياسية الفلسطينية كرمز للحركة المقاومة الأقوى لوجستيا و ميدانيا.

حركة حماس في قفص الاتهام

منذ تسلم حركة حماس الإسلامية لمقاليد الحكم في القطاع وجد الغزيون أنفسهم في نفق مظلم لا نهاية له , فإلى جانب الأوضاع الاقتصادية الكارثية والحروب المتكررة التي تدخلها حماس مع جيش الاحتلال الإسرائيلي كلما تعالت الأصوات بفشل الحركة في ادارة القطاع فان القوات الأمنية الحمساوية تصادر حتى حق التعبير عن شباب غزة التواق للحرية.

لعل تتباين نسبة الرغبة لدى الشباب الفلسطيني في الهجرة إلى أوروبا بين مواطني الضفة الغربية وقطاع غزة خير دليل على المستوى المعيش الكارثي الذي وصل اليه القطاع، اذ تشير بيانات صادرة عن جهاز الإحصاء الفلسطيني في أيلول/ سبتمبر من العام الماضي إلى أن اثكر من 37 بالمئة من سكان القطاع (اغلبهم من الشباب) يرغبون بالهجرة، في حين تنخفض النسبة إلى 15 بالمئة في الضفة الغربية التي تحكمها فتح .

الهجرة أو الحل السحري

في ظل تأزم الأوضاع أكثر فأكثر السنوات الأخيرة لم يجد الشباب الغزي من حل سوى مغادرة القطاع نحو دول العالم الحر التي يطيب فيها العيش، رحلة الهجرة هذه اشبه ما تكون برحلة مميتة تحفها المخاطر والتعقيدات من كل جانب , فإضافة لصعوبة الحصول على تأشيرة يعلم القاصي والداني ان غزة قد تحولت منذ انقلاب العام 2007 الى سجن كبير يصعب الهروب منه بسبب الحصار الذي فرضته إسرائيل اذ يحتاج الفلسطينيون الى معجزة لتخطي التعقيدات الإدارية التي تفرضها كل من حماس وإسرائيل على حد السواء.

على هذا، فان عددا لا بأس به من الشباب الغزي قد نجح بالفعل في تحقيق حلم الهجرة ليبدأ تحدي اخر و هو تحدي التأقلم مع المجتمع الجديد بعاداته و تقاليده.

نضال بلبل نموذج للمهاجر المثالي

فتحت حادثة وفاة الشاب الغزي حسام أبو سيدو (22 عاما) غرقا قبالة السواحل اليونانية ملف الشباب الغزي في أوروبا، فهل تحولت هجرة الفلسطينيين من القطاع الى هروب من الجحيم؟

حادثة حسام اثارت أيضا وسائل الاعلام الغربية التي بدأت تبحث عن نماذج لمهاجرين نجحوا في التأقلم في اروبا لتطرح عليهم سؤال حارقا : هل يستحق الحلم الأوربي مخاطرة الانسان الفلسطيني بحياته لتحقيقه؟

نضال بلبل نموذج ملهم للشباب الغزي الذي لا يكل و لا يمل فرغم اعاقته فقد نجاح نضال في نحت مسيرة حافلة في المانيا اذ يتحدث هذا الشاب الألمانية بطلاقة إضافة لامتلاكه لمقهى رائع في العاصمة الألمانية برلين ما مكنه من الحصول على الجنسية الألمانية بسهولة.

نجاح نضال في الهروب من جحيم غزة لم يمنعه من الحنين الى وطنه الأصلي الذي يسكنه الاحباب و الاصحاب فرغد العيش في اروبا لا يكفي لتعزية انسان منبتّ عن ماض يحن اليه على مرارته و صعوبته.

بقلم: اسامة قدوس

 

أضف تعليقك هنا