لبنان وحتمية التغيير

بقلم: اسامة قدوس

الشعب الفلسطيني المهجر

لطالما شكّل الوجود الفلسطيني عاملاً حسّاساً في لبنان لاعتبارات عدة أهمها الرقم الضخم لللاجئيين الفلسطنين المقيمين بلبنان , اضافة لاستحالة تناول الحكومة اللبنانية  لهذا الملف بشكل جدي والحال أن  قضية هذا الشعب المهجر عن ارضه لازلت معلقة الى يوم الناس هذا.

حركة حماس الإسلامية تعد الفصيل السياسي الابرز الذي استغل الحضور الفلسطيني القوي على الاراضي اللبنانية لصالحها ما جعلها اليوم قادرة على التأثير في الشارع اللبناني بطريقة او بأخرى عبر تحريك اللاجئيين الفلسطنيين المتعاطفين معها.

نسلط الضوء في مقال اليوم على ردود الفعل داخل المطبخ الداخلي بحماس تجاه التحركات الشعبية بلبنان.

حركة حماس

وصف أحد أعضاء حركة حماس المقمين بلبنان الوضع الاقتصادي بلبنان بالكارثي قائلا ان “الوضع بدو تغيير” فتراكم قيمة الجبايات، إلى جانب اكتساح البطالة وتدني مؤشرات العيش نبهت منذ زمن عن قدوم انتفاضة نابعة من الشرائح المهمشة و التي تعلمت الدرس بفضل نسائم الربيع العربي التي هبت عليها من قرطاج بلد الاجداد الفنقيين فلاغنى عن الاحتجاجات و  الاضرابات من اجل بغية تشكيل الواجهة السياسية اللبنانية التي انهكت بفعل الفساد والمحسوبية والمحاصصة.

الموقف الحمساوي و ان لم يتم اعلانه بشكل رسمي الا انه متوقع جدا خاصة من الحمساويين المقيمين ببيروت فالجميع يدرك ان  لبنان في حاجة حقيقية لإيجاد حلول فعلية للنهوض من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي استشرت في البلاد, إذ تصنف لبنان ضمن الدول المتصدرة للمؤشرات الدولية للفساد ذلك ما دعى المواطنين لترك اختلافاتهم الأيديولوجية والائتلاف حول مصلحة الوطن, فقد سئم اللبنانيون تردي الأوضاع وتتالي الأزمات التي لا يحملها على كاهله لا السياسي ولا اعيان الدولة بل تشقى نصبها الفئات المحرومة من عامة الشعب ولا يمكن الحديث عن الفئات المهمشة دون التعريج على ملف اللاجئين الفلسطينيين.

قضية الفلسطينين

يرى المحللون السياسيون أن مساندة الفلسطنيين للاحتجاجات الشعبية بلبنان متوقع جدا لاسيما وأن الدولة اللبنانية لا تتعامل مع قضية اللاجئين الفلسطينيين بجدية منذ عقود , فتحت شعار التخوف من التوطين ، وقع الامتناع عن طرح حلول تجابه الحرمان من الحقوق الانسانية والاجتماعية الذي يواجهه للفلسطينيون في لبنان، مما أوقع مآس ومعضلات عديدة.

لم تكتف السلطة اللبنانية بالاقتصار على منح حدود دنيا من الحقوق المدنية، بل اتخذت قرارات جديدة جعلت هذه الحقوق تتآكل باستمرار في عديد المجالات، في الإقامة اذ يمنع منح أي قطعة ارض لإقامة مخيم جديد لاستيعاب المواليد الجدد، وفي العمل اذ لا يحق للاجئ فلسطيني في لبنان ان يمتلك مؤسسة  وغيرها من المجالات كالتعليم وحق السفر وحق المشاركة في اتخاذ القرار.

لبنان والواقع المدمر

تمثل الانتفاضة الحالية في لبنان فرصة لإنهاء هذا الواقع المرير ذلك ما دعى اللاجئين الفلسطينيين للخروج في اول صفوف الحراك الشعبي راجين التغيير في ضل إطار سياسي جديد يقطع مع تهميش الماضي الا ان الموقف الحمساوي لا يمكن ان يفهم في هذا الاطار فالجميع يدرك ان حماس اتقنت اللعبة السياسية و اضحت تتحرك في اطار تحالفاتها و مصالحها الدولية لا اتباعا لراي الجماهير المنسحقة.

 

بقلم: اسامة قدوس

أضف تعليقك هنا