متى يوقف طاعون التمييز العرقي؟

متى يوقف طاعون التمييز العرقي؟

حبيب الله أولاوالي ألاويي (الجمهوري)

خريج جامعة الملك فيصل بتشاد وجامعة إلورن بنيجيريا

التمييز العرفي

إن داء التمييز العرقي أصبح وباء معديا وطاعونا كبيرا في الأيام الجارية بما أن غوائله مطبقة على كل أنحاء وممتدة لجميع جهات وبما عمت به البلوى بين سائر أجناس البشر من البيض والسود ومن العرب والعجم على السواء.

التمييز

عبارة عن ربط شخص شكل تصرفه مع الغير من الأفراد والجماعات لصفات خاصة بهم مثل اللون أو الدين أو العنصر أو نحو ذلك مما يصلح أن يعتبر معيارا لتصنيف التمييز أو تنويعه. ويكون التمييز عرقيا إذا كان الصفة التي ربطت لها تلك الحالة هي العرق أي الأصل.

أصل الإنسان

ولقد سلك الإسلام خير المسلك في رفع هذا الداء العضال من الأرض ليبقى صعيدها صفيا نقيا من آثاره البشيعة وفيها انتزاع حياة سعيدة منتفية لكل أغراض البغض والكره بين الآدميين. ومن هذه المسالك الشيقة والمدارب النيرة إعلام العموم بتوحيد أصل الإنسان، وإقناعهم بأن آدم هو الوالد الوحيد لسائر طبقات البشر. وكفى تقريرا لهذا المبدأ عرف القرآن في إطلاقه مسمى بني آدم علينا في كثير من آياته بغض النظر عن جهات انتماءهم المختلفة إذ كل من آدم وآدم من تراب.[1]

المجتمع البشري

ومنها إطلاعهم على ذلك السر الكوني العظيم المقصود من عظمته – سبحانه وتعالى – في الاختلاف الذي طرأ بعد على المجتمع البشري وأنه قصد من هذه الاختلافات والتجنيسات تيسير التعارف وتسهيل التآلف بينهم في عامتهم وأنه لم يكن للتقاطع والتنازع فيما بينهم.[2]

أضف إلى ذلك، منافاته – عز وجل- الأبدية لوقوع التفاوت وحصول التفاضل بين الأنفاس التي يحملها جنس للتي يحملها جنس آخر فلا فضل ولاشرف لجنس على جنس إلا بالتقوى، إن أكرمكم عند الله أتقاكم.[3]

صعوبات التعامل بين البشر

وبرغم ذلك، لم يزل نطاق هذا الداء يحظي بدرجة عالية من الامتداد والاتساع إلى كل صوب وحدب يوما فيوما، بل أصبح سائر الشعوب – حتى العرب الذين ورد فيهم هذا القول (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ)[4]، بل هم في القمة العليا من رجالات التمييز العرقي، ويظهر هذا أكثر خلال تعاملهم مع السود من إفريقيا –  في العصر الراهن تعاني من صعوبات انفصال أطرافها من ذلك الداء المردي معناة طاغية. فهذه الظاهرة الممقوتة تقتضي أن نتساءل أنفسنا سؤالا قد يتطلب حلوله من المفكرين المحقيقين إلى إصدار مجلدات كثيرة ومتنوعة من الرسائل التحليلية المطولة، فذلك متى يوقف طاعون التمييز العرقي فيما بيننا بعد أن تبين لنا بعض ما فيه من النقاط السوداء؟

[1]  سورة الأعراف : 26، 27، 31، 35، 172 ؛ سورة الإسراء : 70؛ سورة يس: 60.

[2]  سورة الحجرات : 13.

[3]  المرجع نفسه.

[4]  سورة الزخرف: 44.

فيديو مقال متى يوقف طاعون التمييز العرقي؟

 

أضف تعليقك هنا