مصر بين ناري الجفاف والعراء

تدور مصر بين دوّامة من الأحداث الجيوسياسية وبين تحدّيات بقاءها وارتقاءها كقوة إقليمية عسكرياً وبشرياً وعلمياً بعد أن مرّت بمجموعة من العقبات والصراعات الداخلية خلال السنوات القليلة الماضية في ظل تقلّبات الطموح الشعبي المتنامي والضغط الاقتصادي المتزايد سواءً على ثبات العملة المحلية أو تصاعد الناتج المحلي لسد جزء من القروض الدولية المتتالية والمرهقة وما تعصف به المنطقة من رياح التغيير والحروب والمظاهرات والثروات على كل جانب من جوانبها.

تأثير الأوضاع الإقليمية على مصر

منذ احتلال العراق مروراً بتقسيم السودان و نهوض أثيوبيا من سباتها وانطلاق الربيع العربي فإن مصر تحاول البقاء ثابتةً كعمق استراتيجي للمنطقة العربية لمجابهة كل هذه التحديات التي تعصف بالمنطقة وتهدد أمنها القومي وثقلها الخارجي لا سيما بتنامي القوتين الإقليميتين بالمنطقة إيران وتركيا وتمدد شبكة إسرائيل الخفية لإحداث البلبلة في جميع الدول العربية المحيطة بها.

فبعد تقسيم السودان تحديداً وحلول قوى التكنولوجيا والتجارة خصوصاً اسرائيل والصين بالدولة الجنوبية وانطلاقهما يمنةً ويسرةً لإخلال عمل منظومة العمق الاستراتيجي للأمة العربية واللتان وقع اختيارهما على أثيوبيا لإيجاد مصادر طبيعية وبناء قاعدة استثمارية وسياحيةلها ظاهرياً ولتفتيت مصر وشمال السودان على المدى البعيد بالاتجاه لإقامة سد النهضة والذي من أهدافه المرئية رفد إثيوبيا وجنوب السودان بالطاقة الكهربائية الناقصة لتنمية هاتين الدولتين وشعبيهما والذي يعتبر حقاً من حقوقهما ولكن هذا قد يؤدي إلى انحسار نهر النيل عن أم الدنيا والذي يُنبئ بتهديد القوة الزراعية والثروة الحيوانية في كل من مصر وشمال السودان ويعرضهما للجفاف ويخترق أمنهما القومي فتأكل الناس بعضها البعض وتضمحل هذه القوة الإقليمية فيتساقط خلفها البقية.

سعر صرف الجنيه المصري وتأثيره المجتمعي

إن عدم توازن الأوضاع الإقليمية قد ألقى بظلاله على سعر صرف الجنيه المصري وما يوازيه من العملات الأجنبية وتأثيرها على الناتج المحلي ودخل فرد بالرغم من ما حبا الله به هذه الأرض المباركة من خيرات طبيعية وشعب جبّار يجتاز الصعاب ويصنع الفرق ويصدرّه إلّا أن ذلك تأثّر كثيراً وقد نلاحظ الفرق في شخصية المصري كيف كانت في أواخر العقد الأخير من القرن الماضي وماهي عليه الآن في الألفية الجديدة فقد تحوّلت من التصدير (الشيوعية) إلى الاستيراد وحب المال (الرأسمالية) إلّا ما رحم ربي.

هذه الضغوط الداخلية فجّرت المواطن المصري بسبب ضعف العملة وعدم ارتقاء الناتج المحلي إلى مستوى جديد باعتبار زيادة الدين العامعلى الدولة والتي بدورها أدت إلى زيادة أسعار المواد الأساسية في مقابل تناقص الدخل والتي تهدّد تلبية احتياجات المواطن البسيط ومنيعول.

كيفية مواجهة التحديات الإقتصادية أمام مصر أُمّ الدنيا

الاستثمار في الطاقة النووية للأغراض السلمية في مصر

مصر اليوم أمام تحديات كثيرة إقليمية تلقي بظلالها على المواطن المصري الصبور ولابد لها من إيجاد حلول عاجلة ترفد الاقتصاد المصري من جهة وترفع الناتج المحلي و تعيد وهج عملتها إلى سابق عهدها وفي بداية ذلك الاستعجال بالاستثمار في الطاقة النووية للأغراضالسلمية على نطاق عالي لتوفير احتياج الكهرباء وتوفير شيء من المنتجات النفطية.

الاستثمار في الطاقة النظيفة لاسيما الشمسية والرياح في مصر

الاستثمار في الطاقة النظيفة لاسيما الشمسية والرياح فمناخ مصر قادر على انتاج كميات عالية من هذه الطاقة، فك اختناق المدن الكبرى بالاستثمار في القرى والمحافظات المتوسطة والصغيرة وإعادة النظر بتنمية جنوب أسوان وشمال بلاد النوبة كقوة زراعية وسياحية قد تنجب لمصر الكثير من الفرص الاستثمارية.

زيادة القدرات الإنتاجية التصديرية لمصر

فتح الآفاق للصناعات الحديدية والخشبية وزيادة القدرات الإنتاجية لتصديرها إلى الدول الأوروبية والأمريكية لاسيما وتمتع مصر بجودة انتاج عاليةتشهد لها الدول العربية، استغلال البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط وبناء محطات تحلية المياه على نطاق انتاج يكون الأكبر من نوعه فيالمنطقة لتغطية أي عجز قد يحصل بسبب سد النهضة، ايجاد كل السبل لتصبح مصر نقطة الوصل بين الشرق والغرب كما أصبحتالإماراتية والقطرية، دراسة السلوك الصيني وكيف أصبحت قوة تجارية ومالية وصناعية باستثمار السواعد المصرية التي تصنع المستحيلوقد يكون مجالي النقل والشحن والتجارة الإلكترونية أبرزها.

فيديو مقال مصر بين ناري الجفاف والعراء

أضف تعليقك هنا