واستوصوا بالنساء خيراً.. حادثة لرجل يقتلع عينا زوجته

بقلم: نازك العمري

واستوصوا بالنساء خيراً..

إعتداء الأزواج على زوجاتهم

وإنها تفاجئني وتدمي قلبي حوادث إعتداء الأزواج على زوجاتهم التي تتكرر بشكل يومي والتي تتعدى الايذاء النفسي وتصل الى حد التعنيف الجسدي ، وإني بأسى مفزع أقرأ بإحدى الصحف تفاصيل خبر تلك الزوجة الأردنية التي حصل الاشتباك بينها وبين زوجها المخمور وأدى به الى أن يقتلع عينيها لرفضها إرتداء النقاب ..دون أدنى حس بالذنب والمسؤولية،بعدما وصل الى مرحلة قد تجردت من قلبه مشاعر الود والرحمة والانسانية، وبعد جرمه يتركها ملقاه بدماءها دون إسعافها وسط عذابها و صرخاتها وبكاء أطفالها !!

الزوج يقلع عينا زوجته

*أو ليس عجيباً هذا الزمن !! الذي يقتلع فيه رجل عينا زوجته في بيت يجمعهما وتربي فيه أبناءه ويتقاسمون فيه الحياة ؟؟ ويدمي قلبها وقلب أطفالها ويحرمها لذة النظر إلى اطفالها والدنيا !!
ألم يكن أساس الزواج في الاسلام هو الاستقرار ، ألم يكن أساس العلاقة هو الود والرحمة ؟!!، فماذا يحصل بعد أن يتم الزواج ولا تجد المرأة مستقرها وتبدأ برحلة عذاب نفسي وجسدي ؟!! واذا إشتد بها الأمر لجأت لاقرب الناس إليها ولم تجد لمشكلتها حلا الا أن ترضخ للامر الواقع نتيجة ضعفها !!ولأن مجتماعاتنا ما زالت تنظر للمطلقة وكأنها قد إرتكبت جرم او عار !! او خشية أن تعود عبئ على أسرتها !! أو تحرم من حقها في تربية أبناءها !! فتعود أدراجها الى ذلك البيت وتتلقى الصفعات واحدة تلو الأخرى !!
فكان نتيجة التحمل والصبر والرضوخ للامر الواقع هو مآساة تقشعر لها الابدان !!

أبغض الحلال عند الله هو الطلاق

أين بعض الرجال من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام ووصاياه في النساء والرأفة بهن !! عندما قال عليه الصلاة والسلام واستوصوا بالنساء خيرا..والعوان الاسرى..
لذا فإنه من اصعب واخطر القرارات في حياة الرجل أن يقرر في زواج ابنته لرجل .. اي أن يختار آسرها بيديه !! ولأن ميثاق الزواج هو ميثاق غليظ ولأن أبغض الحلال عند الله هو الطلاق كان الخلاص في بعض الاحيان لأمر صعب وبعد أن يتوج هذا الزواج المحتم عليه بالفشل بأطفال يأتون الى هذه الدنيا ويعيشون في صراعات الأباء ومشاكلهم ، ويكتسبون مشاكلا وعقدا نفسيه جمّا تبقى محفورة في داخلهم وتنعكس سلبا على مستقبلهم وحياتهم واستقرارهم وعلى المجتمع أيضا..

قيمة الزوجه

فمن يفهم فينا قيمة الزوجة الذي يشترك معها بالسقف والسر والحاجة والأسرار ؟؟ ويدرك حقيقة وجودها وجوهرها !!؟
لم يكن الدين يوما بالإكراه ولم يكن الاسلام ليفرض نفسه بهذه الطريقة الدين خلق وليس فقط عبادات وصلوات تؤدى وشكليات على مرأى الناس، واخلاق الاسلام لدى الفرد هي من تظهر في وقت الغضب.. كيف لرجل يشرب الخمر أن يطالب زوجته بارتداء النقاب جبرا وهل كان الاسلام يوما يجبر النساء على ارتداءه ؟؟ وهل أحّل الله الخمر وحرّم أن تُظهر المرأة وجهها ؟! أم أن مجتمعاتنا قد أباحت للرجل جميع أفعاله ؟!
ولم يرد في الشرع والدين ما يبيح للرجل أفعاله ويحرم على النساء ، إن دين السماوات عادل وإنّ الرجل أيضا يُحاسب على جميع أفعاله ..!!

وصية النبي بالمرأة

النساء هن وصية النبي عليه الصلاة والسلام و كأنه يضع المرأة بموعظة الشراكة الإلهية التي أوصى بها حين قال عليه الصلاة والسلام 🙁 مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ، فلا يُؤْذِي جارَهُ، واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا، فإنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيرا)

فكيف يؤذي الرجل زوجته ،ويعتدي عليها باللفظ أو الضرب؟؟ وكيف لرجل أعطاه الله حق القوامة وجعله هو الرجل الحامي الحاني على أهل بيته أن يكون هو اليد التي تضرب بالنار !! ويهدم ما أمر الله بناءه ؟؟

 

بقلم: نازك العمري

أضف تعليقك هنا