يوم المسابقة – #قصة

في إحدى السنوات تقدمت لمسابقة في الوظيف العمومي بمسمى ( عون إدارة) في مركز التكوين المهني والتمهين التابع لبلديتي مكان إقامتي.

المسابقة 

طبعا قمت بكل الإجراءات من استخراخ الوثائق والشهادات وغيرها و وضعتها بمركز إجراء المسابقة والحمد لله تم قبول الملف لأنه استوفى كامل الشروط ماعدا الخبرة التي لم تكن موجودة وليست شرطا أساسيا، وكما هي العادة بعد أسابيع وصلني عن طريق البريد إستدعاء لإجراء المسابقة الشفهية ولا أخفيكم سرا كنت متحمسا ومتشوقا لإجراء المسابقة مصحوبا بذلك الفضول لمعرفة كيف تتم المسابقة وماهي الأسئلة التي ستطرح ومن هم هؤلاء الأشخاص وغير ذلك ..أكثر من تحمسي للوظيفة ورغبتي لها.

الموعد المنتظر

إلى أن جاء اليوم المنشود والمنتظر لإجراء المسابقة ، لبست أجمل لباس عندي وحرصت على أن تكون هيئتي متماشية مع طلبات المؤسسات والإدارات ( كنت قد درست سابقا في تخصص الإعلام و الإتصال عن تأثير اللباس وهيئة الشخص في الإدارة ) ، وانطلقت لمركز التكوين مشيا لأنه كان قريبا من منزلي ، عندي وصولي ودخولي للمركز ، طُلب منا الإنتظار خارجا في الساحة ، كُنّا يومها ٥ ذكور و ١٥ او ٢٠ أنثى ، فتجاذبت أطراف الحديث مع المتقدمين للمسابقة الذكور وكل يحكي عن تجاربه في المسابقات وطريقة الأسئلة الشفوية وتفاهتها وخروجها عن مسار العمل وغير ذلك من الكلمات والأخبار السلبية التي تجعلك تفكر في عدم خوض هذه التجربة ( هناك دائما أناس عملهم بث الإحباط والتذمر في نفوس الأشخاص)، كنت أستمع وأحيانا أشاركهم الحديث لأني وبكل صراحة لا أحب المواضيع التي لا ترفع الهمم ولا تأخذ بالنفس للمعالي.

كرسي المسابقة

كانت هناك قاعة صغيرة في المدخل وهي التي إتخذتها الإدارة مكانا لإجراء المسابقة ، ونحن بقينا في الساحة قريبين من هذه القاعة بانتظار ماذا سيحدث، و بعد لحظات ارتفع صوت منبعث من القاعة مناديا باسم أحد المتقدمين للمسابقة فانطلق يحثو الخطى ودخل وأغلق الباب وراءه، تملكنا السكون والشرود والتفكير فيما سيحدث في هذه القاعة وأي أسئلة ستطرح عليه.

كان المتسابقون يدخلون ويخرجون مبتسمين ( ولا ندري أإبتسامة الفرح أم إبتسامة الذهول والخوف والتشتت)، إلى أن حان دوري وسمعتهم ينادون إسمي فانطلقت للقاعة وطرقت الباب ودخلت ملقيا عليهم السلام ، كان هناك كرسي منفرد بطاولة صغيرة ومقابله ثلاثة أشخاص يجلسون وبين أيديهم أوراق.

الأسئلة الغير متوقعة

نظروا إليّ وطلبوا مني الجلوس فجلست ، سألني أحدهم كيف حالك فأجبت بخير الحمد لله ؛ فبدأ أوسطهم يسألني عن الإدارة وأعمالها وغير ذلك من الأسئلة المتوقعة وكنت أجيب بما أعلمه، وبادرني الرجل الثاني بالسؤال أيضا عن مدى إتقاني للغة الفرنسية فأجبته بقلة زادي فيها وأن ليس لي منها إلا النزر اليسير وسألني سؤالين أو ثلاث آخرين ثم أحالني للرجل الثالث والذي سألني سؤالا صراحة لم أتوقعه ولم أدري ماعلاقته بالأمور الإدارية قائلا لي: ماهو تعريف الرسائل الإخوانية و الرسائل الديوانية كما درستها!
سكت قليلا محاولا الرجوع بذاكرتي لست سنوات للوراء أو أكثر بحثا عن التعريف الذي طلبه فلم أُحصِّل شيئا في الأرشيف ذو فائدة تذكر، نظرت إليه وأجبت حسب فهمي لهذا النوع من الرسائل فأطرق رأسه وكتب ماشاء على الورقة التي بين يدية . ولم تكد تنتهي دهشتي من هذا السؤال حتى صُفعت أذني بسؤال آخر من الشخص الأول الجالس في المنتصف قائلا : إذا ظلمك المدير وتنمر عليك وأخذ حقوقك فماذا أنت فاعل ؟ نظرت إليه والتعجب يُخيم على رأسي فقلت : أعامله حسب القوانين الإدارية في المؤسسة.

قال : لنفترض أن المدير لا يعترف بهذه القوانين وليس لك القدرة على مجابهة سلطته .
قلت : أكيد هناك قوانين للمؤسسة توقفه عند حده وتردعه ، وإن كان ولا بد فليس لي حيلة إلا أن أوكل أمره لله .
قال : أتترك حقوقك تضيع ؟
قلت : ماذا أعمل إذا لم تكن القوانين والقواعد التي سطرتموها لسير المؤسسة وتحديد العلاقة بين موظفيها لا تنفع معه ! سوى أن أوكله لله أو أترك العمل ويعوضني الله خيرا منه .
قال : شكرا ، بالتوفيق إن شاء الله .
قمت شاكرا لهم، وانطلقت إلى بيتي مفكرا ماذا أفعل لهذا المدير الذي ظلمني وكيف آخذ حقوقي المسلوبة منه .
ملاحظة : المنصب فازت به إحدى الإناث.

فيديو مقال يوم المسابقة

 

أضف تعليقك هنا