ألمٌ يحمل في رحمه أمل

سُنّة الحياة ولله في خلقه شؤون فكل ألمٍ تشرق عليه الشمس فإنّها لا تكاد تغرب إلّا و شدّة ذلك الألم اضمحلّت وبدا هناك أملٌ يتراءى منخلاله، ولكم في ألم المخاض مَثَل فقد يُنبؤ بولادة قائدٍ أو عالمٍ أو أمة بأكملها من وراء تلك المعاناة.

مخاض البلدان العربية

تمُرُّ البلاد العربية بمرحلة مخاضٍ شديد فما كاد الربيع العربي أن ينتهي في الجانب الغربي من هذا الجسد إلّا وبدأ يدُكُّ الجانب الآخرعلى مرحلتين.

إنّ هذا المخاض جزء من سنن الله تتجسد في قوله تعالىولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض“.

الفرق بين المخاضين أنّ الأول استشرى في البلدان التي اتخذت من القومية والشيوعية منهجاً لها في مصر، ليبيا، سوريا، و اليمن بينماالآخر نخر عظم الدول ذات المساحات الشاسعة في موجته الأولى في كلٍّ من الجزائر والسودان وألقت الموجة الثانية ظلالها على دول الطوائف والأحزاب كما في لبنان والعراق.

ألمُ يهز أركان الأمة العربية

إنّ الألم الذي ولّده كل مخاض قد أرهق أعضاء كل جسد فقد فحلّت الأزمة الاقتصادية على أم الدنيا وفشلت فيها جذور الفرق كما حصل فيسيناء وهذا ما يميز عمق العربمصر، بينما الحروب الداخلية وكثرة الفرق والهرج والمرج كان العنوان الأبرز في ليبيا و سوريا واليمن.

وعلى المرحلة الثانية ساد القلق وتعطلت أجهزة الدولة و تغيرت حكومات فيما بقي التعامل بالقوة هو السائد كما حدث في العراق مثلاً.

أملٌ في غدٍ أفضل

الألم يحصل في ثوانٍ بينما استشفاؤه يأخذُ وقتاً حتى يعود إلى سابق عهده ويبدأ فيما يلي تماماً مثل الولادة، أمّا عندما تتدخل العملياتالجراحية فقد تكون مؤلمة وذات خطورة ولكن تبقى في بعض الأحيان ضروريةً لكي لا تحدث تهتكاً لبعض الأنسجة.

ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرضالآية ٢٥١ سورة البقرة

هذه سنّة الحياة فلولا آلام المخاض لما رأينا أجيالاً جديدة ولولا تداول الحياة لبقينا نركب الجمال والحمير، يحدونا أملٌ ليس كمثله أمل أن ترتقي هذه الأمة إلى الأفضل في القريب العاجل.

فيديو مقال ألمٌ يحمل في رحمه أمل

 

أضف تعليقك هنا