إذا لم تستحي فافعل ما شئت

الكاتب صلاح الشتيوي

تعد الإشاعة في الوسط السياسي أو الوسط الاجتماعي وسيلة من وسائل الحرب النفسية التي تشن ضد الخصم، فالإشاعة حديث ليس له أدلة وﻻ شهاد ما عدا شهداء الزور طبعا، وتعتبر أحدى الأساليب الرخيصة للحرب النفسية نظرا لقدرتها على التحكم في السلوك البشري من جهة، ومن جهة اخرى قوتها في التأثير عل عقل المستهدف، اما دوافع الاشاعة فهو تحطيم معنويات ونفسية الخصم في السياسة او العمل والنيل من نفسية الخصم وبعث نوع من الياس فيه>

الغاية من بث الاشاعة متعددة منها

غاية الخروج من مشكل

الاشاعات الباطلة والمغرضة هي طريقة للخروج من مازق معين يعاني منه مفبرك الاشاعة، لغاية الحصول عل نتائج تتوافق والاهداف المرسومة لها.

فكثير من الموظفين الذين يتم نقلتهم من موقع الى اخر ينقمون على رؤسائهم وكرد فعل عن نقلته يستعملون الاشاعة السيئة للإضرار بهم والادعاء بالباطل ويستعملون الاعلام لترويج ما يريدون .

بعث الشك والريبة لدى العامة

بمخاطبة العامة والتأثير على مشاعرهم واحاسيسهم والمس بالقيم والاعراف السائدة بتشويه الضد بعرضه وشرفه واخلاقه بحيث لا يجرأ المتضرر على مواجهة الناس والتحقق من مصدر الاشاعة.

التأثير في المجتمع وإفساده   

بتكوين الحقد والبغض والحسد فهي تأثر في المجتمع و تفكك وحدته وتعمل على تشويش الافكار وهي تحمل  في داخلها بذور الحقد والكراهية و قلة الحيلة وانعدام الاخلاق،فصاحب الاشاعة انسان عاجز عن تحقيق مراده اعماه الكره والبغض،اما الشخص المستهدف فهو شخص ناجح في حياته ، كلمته مسموعة، قيادي معروف، كلمته مسموعة، لا تمسك عليه ممسكا، ذكي قيادي في مجتمعه، ان محاربة الاشاعة مهما كانت واجب علينا ، لان نتائجها لا تخدم احد فهي تضر الفرد وتأثر على المجتمع وتشوش افكاره، ان مروج الاشاعات يستطيع خداع الناس بعض الوقت ،لكنه لا يستطيع خدعاهم طوال الوقت ، وتعتبر الاشاعة من اخطر الاسلحة التي تهدد المجتمع في اخلاقها ومبادئها واقتصادها .

مواصفات الإشاعة

الفئة المستهدفة من الإشاعة

قد تكون الفئة المستهدفة جماعة او حزب سياسي او جمعية او شخصية نافذة او موظف ناجح او وزير متالق .

 مركز الاشاعة 

هو البشر هو المركز من فم الى اذن، وهناك مراكز اخرى تساعد على نشرها وهي الصحافة وبقية وسائل الإعلام بأنواعها المختلفة.

أنواع الإشاعات

هناك الاشاعات الفردية وهناك كذبة افريل، كما توجد جماعات اقتصادية تهدف الى ترويج بضاعة وضرب اخرى، كما هناك شائعات لاستتباب الامن الفردي والجماعي او زعزعته، وهناك ايضا اشاعات الغاية منها توتير الوضع الاجتماعي.

 الإشاعة والحرب النفسية

الاشاعة هي حرب نفسية وتسمى الحرب الباردة وتستخدم لفرض الارادة على الاخر والتحكم في افكاره ومعتقداته، فالإشاعة تعمل على النيل من الروح المعنوية والتقليل من الاستعداد النفسي للمستهدف من خلال خلق القصص وتزييف الاحداث واستغلال الاحداث والوقت المناسب بعناية لبث الاشاعات.

طرق نشر الإشاعة ” الحرب النفسية”

تستخدم الاشاعة في الحرب النفسية باستعمال المنشورات والملصقات ومكبرات الصوت والاذاعات والمجلات والافلام التشويهية كما تستعمل الاشاعات في الحرب النفسية اسلوب التهديد بالفضائح واذاعة الاسرار، ان الاشاعة ليست ظاهرة جديدة بل انها خلقت منذ الازل.

ان سوق الشائعات في بلدي في الفترة الراهنة يمتاز بمزيد من الرواج حيث تتنوع الشائعات ويصيب تأثيرها كل الناس. فإذا لم يكن للفاعل حياء، فليعمل ما يشاء، فإن الله سيجازيه على ما صنع.

قال الله تعالى في صورة الحجرات: (ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).

القانون والإشاعات

القانون التونسي جرم الاشاعة الكاذبة التي تضر الناس وتعرضهم للأخطار وذلك بالفصل 306ثالثا من المجلة الجزائية:<<يعاقب بالسجن من عام الى خمسة أعوام ومن مائتي دينار الى أربعة الاف دينار كل من اذاع عن سوء قصد خبرا مزيفا معرضا بذلك سلامة احدى وسائل النقل البري او البحري او الجوي للخطر.

ويعاقب بالسجن من ستة أشهر الى خمسة أعوام وبخطية من مائتي دينار الى الفي

دينار كل من ابلغ او اذاع عن سوء قصد خبرا مزيفا وذلك لحمل الغير على الاعتقاد بوجود عمل اجرامي موجب لعقاب جنائي يستهدف النيل من الأشخاص او الأملاك والمحاولة موجبة العقاب>>.

الإعلام والإشاعة

من الجرائم الأخرى التي اقرها المشرع التونسي في باب نشر الاشاعة والتي يمكن ان تضر الناس حيث نص الفصل 284 على ما يلي:<<يعاقب بالسجن مدة خمسة أعوام وبخطية قدرها الفان واربعمائة دينار كل من اغتصب بواسطة التهديد بالكتابة او القول او بالإذاعة اخبار او بنسبة أمور من شانها الاضرار بالغير أموالا او قيما او امضاء او احدى الأوراق المبينة بالفصل 238 من هذه المجلة>>.

لقد جرمت مجلة الصحافة نشر او ترويج او إعادة نشر الأخبار الزائفة والمرتكبة عن سوء نية والتي تعكر صفو الامن العام.

وقد نص الفصل 49 من مجلة الصحافة على ما يلي:<< ان النشر والترويج اواعادة النشر بأية وسيلة للأخبار الزائفة والأوراق المصطنعة او المدلسة  المنسوبة للغير يعاقب مرتكبها بالسجن من شهرين الى ثلاثة أعوام وبخطية من100الى2000دينار او بإحدى العقوبتين اذاكان ارتكاب ذلك عن سوء نية وعكر او من شانه ان يعكر صفو الامن العام >>.

 

بقلم: الكاتب صلاح الشتيوي

أضف تعليقك هنا