ارسم هدفك

بقلم: شروق غانمي

ليل دامس ظلامه، وقمر تربع على عرش جماله، نجوم متلألئة في السماء كأنها عرائس تتراقص على أنغام الرياح، وأشجار مترابطة من قوة الرياح كأنها تحتضن بعضها البعض، صمت قاتل كاد أن يتكلم قائلا: ما هذا الهدوء؟

الجميع نائم، وأنا بمفردي، أما نافذة غرفتي أترقب حدوث شيء، إنه شعور ممل يقتل الروح كأنك تختنق، أنا فقط جالس لا أحرك ساكنا، الوقت يمر.. وها قد أتت الوحدة لتستنزف روحي وتسلط الضباب على عيني.

ما أهم العوائق التي تقف أمام تحقيق هدفك؟

أتعلم لماذا يراودني هذا الشعور؟ لأنني أعيش في مجتمع لا يقدر المواهب، لا يوجد في قاموسه كلمة إبداع، لكن لن أترك هذا يفسد حياتي، مازلت في عز شبابي، أنا أريد أن أرتقي، أريد أن أخرج من هذه البيئة المليئة بقتلة الإبداع  والمواهب.

أنا صحيح أدرس، أعتقد أن المدرسة لم تنم مستوى الإبداع لدي، صحيح علمتني القراءة والكتابة والحساب…الخ لكن هل علمتني كيف أستطيع بناء المستقبل؟ وكيف أبني حياة كريمة تليق بي؟! هل زادت من إبداعي وطورت قدراتي؟ فكم من طالب أنهى دراسته الجامعية إلا أنه متكئ على الحائط، لم يجد عملا، وكم من طالب وقع في حفرة الآفات الاجتماعية، وأصبح ضحية للمخدرات! وكم من شاب التهمته أمواج البحر الشرسة! كلهم شباب كان بإمكانهم تغيير العالم لمن بيئتهم سلطة الظلام على طريقهم وقصت أجنحتهم، أنا لا ألوم المدرسة لوحدها، ألوم العائلة أيضا، فكم من عائلة لم تهتم لطموح وأحلام أبنائها وتغذية عقلهم، لكن الواقع مؤلم أكثر مما نتصور؛ الآن أغلب العائلات تهتم بنمو الجسد وتغذيته وشراء أغلى الملابس والهواتف لكن ماذا عن العقل؟

كيف تصل إلى هدفك؟

بعدها أدركت أن أصعب شيء هو تغير سلوك البشر لذا أردت أن أبدأ بنفسي وأغيرها إلى الأفضل، سأحاول حتى وإن فشلت سأحاول مرة أخرى.

 لا يمكنني تغيير العالم لكنني يمكنني أن أغير نفسي.

أولا: حدد هدفك

يا صديقي هل جلست مع نفسك وفكرت قائلا: ما هو هدفي في الحياة؟ لماذا أنا هنا؟ كيف من الممكن أن أعيش؟ على عقلك أن تداهمه العديد من الأسئلة على حياتك، لا تسر في طريق أنت جاهل أين يؤدي… كيف أبدأ؟ من أكثر الأسئلة شيوعا بيننا.

لتعلم أن مسيرة الألف ميل تبدا بخطوة، بالنسبة لهدفك هو الارتقاء لعيش حياة كريمة، وصنع مستقبل مزهر، لكن عليك تطوير قدراتك بنفسك لا تنتظر أحد يقوم بتطويرها لك لأن هذا لن يحدث أبدا، الحياة ليست سهلة كما تعتقد  والوصول إلى أهدافك يتحتم عليك العبور على المشاق… أنت عظيم، أنت تستطيع، لا تعش حياتك بشكل خاطئ.

كلنا نريد تحقيق أهدافنا أليس كذلك، لذا السؤال الذي يجب علينا أن نسأله لأنفسنا هو “ماذا يعني تحقيق الاهداف بالنسبة لنا” ربما حياة أسرية سعيدة، أو زواج سعيد، أو أن تكون مشهورا، أو أن تغادر العالم وقد أصبح أفضل قليلا عما وجدته.

ما الذي تريد أن يتم تذكرك لأجله؟ ما الذي يمكنك القيام به للآخرين لتجعل العالم مكانا أفضل؟ ما هو هدفك الحقيقي هذه الأرض جميعنا سنموت لكن فقط قلت مختارة هم الذين يعيشون حقا.

ثانيا: عليك أن تبدأ وتبادر بالعمل

إذا لم يكن هناك أي متعة عند الاستيقاظ في الصباح، إذا قمت بسحب منبه وإطفائه، اذا كان لديك فكرة بعقلك أنه يجب أن يكون هناك في الحياة أكثر من هذا، أتعرف ماذا عليك أن تفعل؟ ينبغي ان تتوقف في فعل ايا ما كان تفعله.

باستطاعتك الخروج من الظلال إلى النور.. أنت مقدر لك أن تكون عظيما.. مقدر لك القيام بما مقدر لك القيام بما هو أكثر من جني لقمة العيش ذاتك الداخلية يفترض أن تلهم وتساعد العالم.

إذا أردت أن تحقق ما تريد عليك أن تكون جادا في كل لحظة إذا ضغطت على الناس وسألتهم ماذا تريدون؟ سوف يخبرونك أنهم يريدون السعادة، لكن في الواقع لا أحد يتكلم عن الخطوة الموالية التي تعتبر اللبنة الاساسية للسعادة  وهي التقدم.

اللحظات القليلة القادمة يمكن أن تغير حياتك كل ما تراه في عالمك هو نتيجة لأفكارك عنه.. اختر هدفا أيا كان أريدك أن تتخيله بوضوح.. اجعله واضحا في عقلك كأنك تعيشه في الواقع كيف يبدو؟ كيف تبدو رائحته؟ كيف يبدو مذاقه؟

إذا أمكنك التكفير به كان باستطاعتك تحقيقه هذا هو حال البشر إذا كان بوسعنا تخيله فبإمكاننا القيام به.

ثالثا: لا تفكر بأخطائك

إذا كان لديك أخطاء بماضيك فلا تسمح لها بإحباط فلا يوجد نجاح بدون ارتكاب العديد من الأخطاء، فلا تدع أخطاء الأمس تدمر حياتك لأنه من المستحيل تغير الأخطاء الماضي لكن بالمقابل يمكن استخراج العبر والدروس منها، لا تجعل الماضي عائقا أمامك، اجعلها فرصة تساعدك على النمو وتحقيق أهدافك، وأيضا لا تركز على الأمور السلبية، عليك أن تؤمن بأن أفكارك هي من تكونك، فإذا كان لك سوى الأفكار السلبية فكن متيقنا أن حياتك ستكون مليئة بالتشاؤم والسلبية، فالسلبية بحد ذاتها تعطل الفكر والجسد وتجر بصاحبها إلى الوراء.

رابعا: كن إيجابيا

فالحياة تكون أروع أكثر إذا استخدمنا أفكارنا في الحلم والعمل والإيجابية.. كن إيجابيا وانظر دائما إلى النصف المملوء من الكأس، وأحط نفسك بالأشخاص الإيجابيين، والذين يقدمون لك النصيحة ويساندونك.

لا تهرب من مشاكلك وواجها بشجاعة، وابحث عن الطرق والسبل لحلها بأسرع وقت، فكل تأخير في حل المشكلة يزيدها تفاقما وتعقيدا، فالعظماء يسقطون وينهضون ويستمرون في مسيرتهم، ففي كل مشكلة ستكون أفضل عند حلها.

أيضا لا تهتم لآراء الآخرين.. فالعالم مليء بالمشككين والساخرين والحاقدين، فإذا استمعت لآرائهم وعملت بها فستصاب بالجنون الآن الإنس تختلف قدراتهم وخبراتهم في هذه الحياة لذلك أحط نفسك دائما بالأشخاص الإيجابيين والذين يقدمون لك النصيحة ويساندونك ويحفزونك.

خامسا: اغتنم وقتك

لا تضع وقتك فالوقت اغلى من الذهب يمكنك شراء الذهب ولكن الوقت لا يمكن شراءه  عليك ادراك ذلك  لذا طور من مهاراتك وقدراتك الإنتاجية التي تساعدك على العمل بشكل افضل واسرع وتجنب كل الامور التي تشتت انتباهك وتضيع وقتك الثمين  استثمر فيما يفيدك وفيما يساعدك على النجاح وتحقيق أحلامك.

سادسا: التحلي بالصبر

أما النقطة المهمة التي يجب أن تأخذها بعين الاعتبار هي الصبر عزيزي، عليك أن تصبر.. فالصبر مفتاح الفرج.. فمثلا لو زرعت بذرة لن تنمو في يوم واحد، عليك أولا بالصبر، والاهتمام لتنمو وتجني بها الثمار، هو الصبر هو طريق النجاح وقد يتطلب الأمر منك الأمر الكثير من التفاني والجهد، وعند تحقيق مرادك سوف تشعر بقيمة حلمك أو هدفك الحقيقي.

فاعمل بجهد، ولا تضع وقتك… فإن الله لا يضيع أجر ممن أحسن عملا.

انا سأرسم دربا أخطو عليه لأصل إلى هدفي ماذا عنك؟.

بقلم: شروق غانمي

 

أضف تعليقك هنا