أسود وطني العربي: الشيخ عمر بن المختار

الكاتب صلاح الشتيوي

عندما أرى أسداً تكبله سلاسل تمسكها نعاج، لا أعتقد أن الأسد يمكن أن يغلب من مثل هؤلاء الأوغاد… هناك خطا في الصورة فالأسد لا يمكن أن تغلبه أناث، هل هناك خطأ في كتابة التاريخ أم أن الظروف شاءت أن يتغلب الخسيس على سيد الصحراء، هل اختلال الموازين مكنت الظالم أن يمسك بأسد افريقيا القوي المخالب وأن يمنعه من الحركة.

الضابط يسأل الأسد

اسر الأسد ولم ينحني كان الرعب على وجوه جلاديه شاهد على عظمة الأسد المكبل بالقيود تجمع العدو لمشاهدة شيخ له هيبة لم يروا مثلها عند العلوج، سأله الضابط باضطراب:

هل حاربه الدولة الإيطالية؟ كان الضابط ينتظر من شيخ الأسود النكران لكنه خيب امل الذليل وقال الصادق الصدوق وراسه في السماء: نعم…استغرب الضابط الإيطالي وواصل، هل شجعت الناس على محاربتها؟ وكانت إجابة شيخ الصحراء بدون تردد: نعم.

ذهل الحضور من شجاعته وحبه لوطنه واصل الباحث الاستعماري بحثه وسال هل انت مدرك عقوبة ما فعلت؟ سؤال البحث فيه نوعا من لفت انتباه للشيخ بانا عقوبة اعترافك سيكون الموت ويطلب منه بطريقة غير مباشرة عدم الاعتراف فهل يكذب الأسد لإنقاذ نفسه؟ ولكن اسد ليبيا أجاب بانه يعرف مصيره جيدا،

سأله مرة أخرى منذ كم سنة وانت تحارب السلطات الإيطالية؟ _ أجاب منذ عشرين سنة…  واصل الضابط سؤاله عسى ان يفهم نوعية مثل هذه الرجال وقال هل انت نادم على ما فعلت؟ هل تدرك أنك ستعدم؟ يجيب بكل ثقة في النفس: نعم.

القاضي يغري الأسد

وامام القاضي بالمحكمة يقول للشيخ عمر المختار: انا حزين بان تكون هذه نهايتك. القاضي حزن فالأسد لا يقهر لا يقتل فالرجل محارب شرس يحارب من افتك ارضه.ويجيبه اسد افريقيا عمر المختار بكل ثقة وايمان وانفة: بل هذه أفضل طريقة اختم بها حياتي.

رجل عظيم وسط اقزام لم يفقوا ولم يفهموا شخصية الشيخ فالشيخ حياته كلها ايمان وكفاح ويريد ان تنتهي حياته وهو شهيد.

لكن القاضي الإيطالي المستعمر يحاول مرة أخرى عسى ان يغير الشيخ رايه وعلمه انه سيعفو عنه ان كتب للمجاهدين ويطلب منهم إيقاف الحرب على المستعمر.

يلتفت له اسد الصحراء ويقول: “ان السبابة التي تشهد في كل صلاة ان لا إله الا الله وان محمدا رسول الله لا يمكن ان تكتب كلمة باطل”.

الشيخ خير الموت على الذل الشيخ حارب حتى الموت حبا لوطنه لم يحارب الاستعمار من اجل منصب او مركز هو دفاع عن حب وطن يجري في عروقه منذ الصغر.

من يكون هذا الأسد الوقور؟

هكذا كانت الرجال ،ولد عمر بن مختار بن عمر المنفي في القرن التاسع عشر وتحديدا في سنة 1858مفي الجبل الأخضر بمنطقة البطنان برقة، تربى تربية حسنة تربى عمر المختار على يد الشيخ حسين الغرياني بعدما توفي والده في رحلة للحج وقد عرف بذكائه وفطنته .

واصل تعليمه بمعهد الجغبوب لمدة ثمانية سنين ،كان رحمه الله متوسط القامة كثيف اللحية، ابتسامته هادئة مع الوقار والهيبة كلامه متزن لا يمله جالسه لهجته بدوية ومنطقه رصين يشد الانتباه.

وقع الشيخ البطل اسيرا في ايدي القوات الإيطالية الظالمة في 11سبتمبر1931م بعدما حاصرته قوى الاستعمار في منطقة تسمى وادي بوطاقة،وحكم على اسد الصحراء وشيخ المجاهدين عمر المختار بالاعدام شنقا.

رحم الله اسد افريقيا وشيخ ليبيا وكل الامة عمر المختار.

بقلم: الكاتب صلاح الشتيوي

أضف تعليقك هنا