الأسرة ليست كما تعتقد

عادةً ما يتم إستحضار نموذج الأسرة سواء في الحس المشترك او في بعض الأدبيات القانونية ، بذلك النموذج الدي يشع بالحياة والمساواة ،متجانس ،ومتكامل في الآن داته ،يرتبط في عمقه بالأمور الرمزية والمعنوية منها ،من اخلاق ،وقيم ،معايير ؛تكون المرأة فيه عنصر فعال وحرة ولها حقوق.

ينظر الى الأسرة ايضا بكونها لها وظائف موجهة ﻷهداف مجتمعية .وعندما نتجه صوب تعريف القانوني للزواج الدي يعتبر اساس الأسرة يتم تعريفه بكونه ميثاق غليض شرعي ،غايته الاحصان والعفاف وانشاء اسرة مستقلة بمسؤولية الزوجين .
من خلال ماسبق نطرح ثلة من الإشكالات أهمها:

هل يمكننا إعتبار أن الأسرة لها وظائف ممنهجة؟

– الى اي حد يمكننا اعتبار هذه التمثلات الخاصة بالنمودج للأسرة هي صحيحة على الأرض الواقع ؟
– هل يمكننا إعتبار ان الأسرة لها وظائف ممنهجة بشكل فعال ام فقط تمارس بشكل إعتباطي ؟
– ما تاريخ مفهوم الأسرة هل هي دائما دلك النموذج للعشيرة او مايطلق عليها بالأسرة الممتدة ام ان المفهوم له بعد تاريخي بالعبيد والأسر والحروب والخضوع للسلطة الأب ؟

هذا النموذج الخيالي للأسرة لا يرتبط بالحياة الواقعية ،وهذا ما يجعل المنظور القانوني غير مساق مع النظام الإجتماعي للجماعات الإجتماعية فتارة نجده يستنبط احكامه من العرف وتارة اخرى من التقاليد وتارة اخرى من القانون الوضعي ؛هذا من جهة اما من جهة اخرى عندما نتحدث عن الزواج يتم اخفاء فيه الجانب المادي واظهار الجانب المعنوي نجد ان الامر يصل بإمتداده حتى لألية التدبير الأموال بين الزوجين،نجده واضح في الطلاق خصوصا فيما يتعلق بتدبير الممتلكات ،وتتحول العلاقة من علاقة زواج الى علاقة شخصية لطرف بعينه ومحاولة تغريق الأخر بكل ما لدى الاخر من سلطة .
اما على مستوى هرمية السلطة نجد الأب يمارس سلطته المطلقة على الابناء وهؤلاء يمررنها للزوجات وهده الأخيرة تمارسه ضد الأبناء.

في بعض الأسر تكون المرأة لها دور فعال في الجانب العملي

نجد في بعض الأسر بكون المرأة لها دور فعال في الجانب العملي ،وعلى الرغم من دلك الى ان لا يوجد اعتراف لعملها ،ﻷنه يعتبر غير مرئي او انه ينظر الى دورها هذا انه يمارس برجوع لجنسها ،الا ان جل الدراسات في مقاربة النوع تقر بكون هده الادور المحددة سلفا بين الدكور والإناث ماهي الا بناءات اجتماعية . نجد في بعض الأسر ان نساء هن من يتحملن مسؤولية الأسر على غرار الزوج الدي يهيمن على المصروف.

المحيط العائلي غالبا لا يتميز بالإرتباط العاطفي

زيادة على دلك المحيط العائلي غالبا لا يتميز بالإرتباط العاطفي وهذا مانجده في بعض الأسر الممتدة بكون هذا الجانب معدوم لا من حب ولا حنان ولا تقدير دات ،ويتم من خلال دلك إعادة اﻹنتاج لنفس ما تم انتاجه مسبقا ؛اذا نجد عند بعض الأسر فضاءات لتفريغ العنف ،وهذا ما إستخلصته دراسة تقوم على أن هده السلوكيات لا تأخد نفس المعنى في ثقافات الأخرى ؛على سبيل المثال فثقافة العربية نجدها مهيمن عليها من طرف نظام الدكوري عكس مجتمع الأمريكي او الأوروبي ،اد يتوقف الأمر عن منظور الفرد لسلطة والتي قد تتم شرعنتها.

هكدا ادا نجد ان هناك تناقضات بين مايوجد في في تمثلات عامة الناس وما يوجد في الواقع ؛وبالتالي نخلص الى نتيجة مفادها ان هده النمادج التي تستحضر في الحس المشترك او في الأدبيات القانونية لا تربط الواقع بصلة.

هل الأسرة وظائفها ممنهجة؟

يعتبر “ويلارد ويلر ” في كتابه الأسرة ان هناك اهمال للجوانب في دراسة الوظائف الاسرة ،حيث غالبا مايتم النظر للوظائف بكونها تتمثل في الحفاظ على النوع وتنشئة الأطفال ،وممارستها لوظائف اقتصادية ،دينية الى اخ … ويلارد لا ينكر دور هده الوظائف ،ولكن يؤكد بأن عندما الناس يتزوجون ،فدلك ليس للقيام بهده الوظائف بلا ﻷسباب شخصية محظة منها ماهو رومانسي ،داتي.

ومايأتي من هده المؤسسة من وظائف ماهو إلا نتيجة لتصرفات شخصية تم تبرر هده الأخيرة بكونها أخلاقية و إجتماعية .
هكذا ادا يحثنا ويلر عندما ندرس الوظائف الإجتماعية يجب استحضار الوعي الدي يميز الأفراد الفاعلين من دوافع شخصية .نخلص في نهاية المطاف ان الوظائف تمارس بشكل شخصي غير قصدي وهذا مايعطيها صبغة اجتماعية.

مفهوم الأسرة وعلاقته بالسياق التاريخي

في كتاب فريدريك توليون بعنوان ( la sociologie de la famille ) اعطى تعريف الأسرة بكون أصله مشتاق من لغة لاتينية (familli) او (famulus) تعني مجموعة من العبيد او الخدم ،تم اطلقت على مجموعة من الأفراد يعيشون في ملكية مشتركة ،لتصبح فيما بعد تطلق على افراد يعيشون تحت سقف واحد.

الأسرة لها علاقة بالأسر

يرى هشام شرابي كون الاسرة لها علاقة بالأسر ،ويشير ايضا للقبائل دات بنية حربية وكان يتم أسر النساء ليصبحن جزء من الأسرة في الحروب ورجالهم يصبحون عبيد .نجد أيضا في الحضارات القديمة منها البابليين وجلجماش والأشوريين والفراعنة الى اخ .. كان الآباء بمثابة آلهة والأبناء والنساء بمثابة خدم.

وفي الختام نجد ان الأسرة ليست كما هي يبدو لنا في ظاهر ،لهذا لا يجب ان ننزلق مع الواقع الوهمي وتسلح بالنظارات النقدية السوسيولوجيا ﻹيجاد مكامن التناقض حسب تعبير بيير بورديو ،اما فيما يخص الوظائف فقد أكد “ويلارد ويلر” يجب ان نراعي على مستوى المنجهي علاقة الفاعلين بالوظائف ،وانه لا يجب إهمال هذا الجانب حيث يعتبر تكملة للتفسير ماهو واقع على مستوى ميكروسوسيولوجي.

مفهوم الأسرة

اما بخصوص مفهوم الأسرة فهو ليس بمفهوم عصري كما نراه اليوم فهو نتيجة تاريخية لمجموعة من تناقضات التي كانت ،والتي جعلته كما يبدو الأن ،ومن يعلم مالدي سوف يصبح عليه من هنا الى المستقبل فهو متغير بتغير الزمان والمكان.

فيديو مقال الأسرة ليست كما تعتقد

 

أضف تعليقك هنا

محمد المرابط

محمد المرابط - باحث في علم الاجتماع، أحب كل أنواع العلوم، هدفي نشر المعرفة ﻷنني أؤمن أن طريقة صحيحة لرقي بشعوب تكون فقط بتقديس العلم.