الدولة بين الاستقرار والانهيار

بقلم الكاتب صلاح الشتيوي

الدولة هي كلمة في الأصل لاتينية حسب فقهاء القانون وتعني الاستقرار إلا أن هذا المعنى أصبح في بعض الدول يعني الفوضى وعدم الاستقرار.

تعريف الدولة

مكونات الدولة هي الشعب و القانون والارض. وعرفها البعض على انها مجموعة من الناس تستقر في اقليم معين تحت تنظيم خاص بعطي جماعة منهم سلطة عليا للحكم.و تديرها مؤسسات مثل مثل مجلس النواب-الوزارات-الحكومة وجميع المؤسسات والهيئات الحكومية.

كما تعد الدولة عند عبد الرحمان ابن حلدون هي حكم فئة ما في مكان وزمان ما ويقوم التفاف القوم واجتماعهم على الدين او الولاء او الفكر المشترك او القومية
وقوة الفئة المجتمعة يمهد لحماية الدولة من الاول كما يساهم في سقوطها اوقيامها ولا يمكن لهاته العصبية اي الفئة ان تتواجد الا بالاجتماع او كما ذكر ابن حلدون في كتابه المقدمة ” العمران”.

أنواع الدول

تتنوع الدول على فاعدة وحدة السلطة او تعددها وكذلك على اساس الطرق الدستورية المعتمدة في الدولة والتي على اساسها يتم تسبر الدولة .يمكن على هذا الاساس تقسيم الدولة حسب السلطة من حيث التعدد والمركزية الى ثلاثة اقسام كما يمكن تقسيمها حسب الدستور الى اربعة اقسام:

تنقسم الدولة حسب التعدد و المركزية إلى ثلاثة أقسام وهي:

●الدولة البسيطة او الموحدة :
وهي الدولة التي تنفرد بتسبر شؤونها الداخلية والخارجية سلطة واحدة ويكون تحت نفوذها وتصرفها السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية و يتمتع شعبها بجنسبة الدولة.
●الدولة المركزية:
وهي الدولة التي تتكون من اتحاد لدولتين او اكثر ويمكن ان تكون كالتالي:
▪الاتحاد الشخصي:ويتم ذلك باتحاد دولتين او اكثر ويتجسد الاتحاد ومظهره في الرئاسة اي رايس الدولة فقط.
▪الاتحاد الحقيقي
وهو اتحاد دولتين او اكثر بحيث تخضع تحضع جميع الدول الى رئيس واحد مع اندماجها كلها في دولة واحدة مع احتفاظ كل دولة بنظامها الداخلي و دستورها.
▪الدولة الاتحادية الكونفدرالي:
و يعني اتحاد دولتين او اكثر في معاهدة دولية مع محافظة كل بلد على استقلاله الخارجي وسيادته الداخلية.
▪الاتحاد المركزي الفيدرالي
ويتكون من اتحاد عدد من الدول معا و تنشا عنهم دولة جديدة.
●الدولة القانونية:
هي الدولة التي تطبق القانون في جميع جوانب انشطتها التشريعية والتنفيذية والقضائية.

تقسيم الدولة حسب الدستور:

في الدول المعاصرة تتغير الحكومات حسب الدستور بناء على طريقة اختيار الرئيس وتكون الجكومة ملكية او دستورية..
الحكومة الملكية هي حكومة وراثية ولمدة غير محددة.
اما الجكومة الجمهورية فهي التي يتم انتخاب الرئيس لمدة مجددة.

معيار تركيز السلطة أو توزيعها على الحكام:

●الحكومة المطلقة
هي الجكومة التي تكون فيها السلطة في يد شحص واجد مع مراقبته وحضوعه في ممارسته للسلطة الى القانون.
●الحكومة المقيدة:
توزع فيها السلطات على هيئات مختلفة تراقب كل سلطة فيها باقي السلط.
.
☆معيار مصدر السيادة (الحكومة الفردية-الاقلية والشعبية):

▪الحكومة الفردية
هو الدولة التي يحكمها فرد واحد ويصل الى الحكم بمفىده دوم انتخاب.
▪الحكومة الاقلية
هي حكومة تكون بيد عدد من الاشخاص.
▪الحكومة الشعبية
هي الحكومة المنتخبة من الشعب (الديمقراطية )

معيار الحكومة الاستبدادية و القانونية

¤الحكومة الاستبدادية هي الحكومة التي لا تعتىف باي قانون و تمارس الحكم حيل مصالحها.
¤الحكومة القنونية
هي تمارس سلطتها حسب القانون وتخضع للقاانون الموجزد

☆اسباب انهيار الدولة

▪ انهيار القانون وشيوع الفوضى
هي مرحلة بداية نهاية الدولة حيث لا يستطيع الحاكم السيطرة على مفاصل اولة وفرض هيبتها ويولد ذلك ارتفاع كهدل الجريمة والانفلات الامني والاخلاقي

▪عدم المقدرة على تحقيق العدل:
عدم القدرة على تطبيق القانون يولد شعور لدى الناس بالغضب و يبدا كل شخص في التفكير باحذحقه بالقوة
وهذا الشعور يادي الى سقوط الدولة.

▪سوء اختيار الاعوان:
سوء احتيار الاعوام كن قبل الحاكم يعد من اسباب بداية سقوط الدولة فهؤلا يضعون الغشاوة على اعين الحاكم
وبالتالي تبدا الشرارة الاولى التي نساعد على سقوط الدولة عندما لا تستطيع الدولة التفريق بين الحق والباطل.

▪مرحلة العجز:

عندما تبدا الدولة في الانهيار من الداخل تسقط ويتم ذلك بعجزها عن التصدي للمشاكل التي تواجها.وعدم قدرتها على التجديد .
▪القمع والاقصاء و رعاية الفساد.
هاته العواكل تؤدي الى سقوط الدولة حيث هاته العوامل تولد سخط المواطن وتسبب في سقوط الدولة وانهيأرها.
▪الفساد الاقنصادي
الازضاع الاقتصادية المتردية ز الفقر تزيد من خطر انهيار الدولة. .

علامات سقوط الدولة عند ابن خلدون:

حسب عبد الرحمال ابن حلدون فان الجيل الذي تسقط في عهده الدولة و تنهار الحظارات هو جيل النخبة الحاكمة التي تستثري ويكثر فيها الطمع والترف و يسقط احلاقها و ينتقل الشعور بالمسؤولية الاجتماعية والسياسية والعسكرية والاقتصادية التي تقلدوها الى شعور اخر الى نحبة تدوس الجميع من اجل مصالحها الخاصة وترفها الزائد و رفاهيتها وحدها على حساب الشعب.
ويوضح عالم الاجتماع ومؤسسه ان الدولة تحاول اضهار القوة من من خلال احتكارها السلاح والجيش وذلك لقمع الناس اذا ارادوا الثورة على النخبة الحاكمة المترفة والتي استاثرت بالسلطة و الثورة .

من اروع ما كتبه ابن حلدون رائد علم الاجتماع انه كتب في مقدمته المعروفة في القرن الرابع عشر ميلادي …حيث كتب:
عندما تنهار الدول يكثر المنجمون والمتسولون و المنافقون و المدعون..والكتبة والقوالون وضربو المندل..وقارعوا الطبول والمتفيقهون ..وقارئو الكف والطالع والنازل…والمتسيسون والمداحون والهجاؤؤون و عابروا السبيل والانتهازيون…تنكشف الاقنعة ويختلط ما لا يختلط ..يضيع التقدير ويسوء التدبير ..وتختلط المعاني والكلام ..ويختلط الصدق بالكذب والجهاد بالقتل..عندما تنهار الدول يسود الرعب و يلوذ الناس بالطوائف….وتظهر العجائب و تعم الاشاعة..و يتحول الصديق الى عدو والعدو الى صديق…ويعلو الحق الباطل…و يخفق صوت الحق…وتظهر على السطح وجوه مريبة…وتختفي وجوه مؤسسة …و تشج الاحلام ويموت الامل…وتزداد غربة العاقل وتضيع ملامح الوجوه…ويصير الانتماء للقبيلة اكثر التصاقا…والى الوطن ضربا من ضروب الهذيان….ويضيع صوت الحكماء غي ضجيج الخطباء …والمزايدات على الانتماء …و مفهوم القومية والوطنية والعقيدة واصول الدين…ويتقاذف اهل البيت الواحد بالعمالة والخيانة..وتسري الشائعات عن هروب كبير..وتحاك الدسائس والمؤامرات ..وتكثر النصائح من القاصي والداني ..وتطرح المبادرات من البعيد والقريب ..ويتدبر المقتدر امر رحيله والغنية امر ثروته..ويصبح الكل في جالة تاهب وانتظار..ويتحول الوضع الى مشروع مهاجرين..ويتحول الوطن الى محطة سفر والمراتع التي تعيش فيها الى حقائب..والبيوت الى ذكريات والذكريات الى حكايات .

من هو عبد الرحمن ابن خلدون؟

العلامة عبد الرحمان ابن خلدون ابن تونس هز بعلمه الفكر الانساني العالمي لان ابن خلدن وضع خطة جديدة و اراء جديثة بل وضع قوانين يمكن تطبيقها في كل المجتمعات البشرية .وانطلق في ذلك من مبدا ان الانسان لا يعيش الا في مجتمع واذا عاش في المجتمع فلا بد ان يعيش مع شعب و الشعب لا بد له من ارض و لكي تتواصل العلاقة بين الناس لا بد ان تنظم بحاكم وهناك انواع من الحكام من حاكم بسيط كشيخ القبيلة الى حاكم مطلق يستطيع ان يؤسس لدولة فاذا اسس الدولة فانها تمر حسب ابن خلدون بمراحل مختلفة.
هو عبد الرحمان بن محمد بن محمد بن الحسين بن جابر بن خلدون الحضرمي ولد بتونس عام 1332مو كان لاجداده حاه و نفوذ و ذلك بسبب توليهم العديد من المناصب السياسية في تونس .توفي عبد الرحمان ابن خلدون في 17 مارس 1406.

بقلم: الكاتب صلاح الشتيوي

أضف تعليقك هنا