الشعبي يكسب!

يدرس طالب الطب خلال مراحل دراسته الجامعيه التي يُقارب مداها الزمني الست سنوات الكثير من المواد العامة والمتخصصة يتلقى خلالها أبرز ماتوصل إليه العلم في هذا المجال ثم يُشرع بعد ذلك في تطبيق وإنفاذ ماتم دراسته ميدانيا في سنة الإمتياز والتدريب السريري الإلزامي.

ومن ثم تأتي بعدها مرحلة ممارسة الطبي الذي يثبت فيه طالب هذا العلم نفسه على أرض الواقع سعيا في ادراك بعضا من الطموح التي ثابر وقاسى الالام لأجلها، واتماما لاستكمال ذلك يشرع في وضع أولى خطواته العملية على سلم الانجازات.

الطب الشعبي ينسف تعب الدراسة الدراسة الطويلة

ثم يأتي بعد ذلك من ينسف كل ذلك الجهد والتعب في فكرة او وصفة شعبية يقوم بطرحها على الملأ بصفتها اكليل الشفاء ومصدر الصحة وهي لاتجدي نفعا ولاتثريب على هؤلاء لجهلهم وقلة علمهم . على هذا النحو ومن هذا القبيل يردد بعض الاطباء مثل تلك الاقاويل ،وهذا بالفعل ماقاله احدهم وقد بدت عليه اثار التسخط والالم في ثنايا حديثه.

هذه العبارة ليست الوحيدة التي تقال في سياق التذمر والاستياء المشحونه بأبعاد الاستنكار الناتجة عن الاحساس بالاهانة البالغة الواقعة على هذا التخصص وهي ليست العبارة الوحيدة في اطار ردات الافعال باعث ما يقترفه بعض مدعي وممتهني مهنة العلاج الشعبي او العلاج الطبيعي او العلاج بالاعشاب.

أصناف المتاعب والأرق

بل هي واحده من مئات المقولات المعبرة عن عدم رضى الاطباء الاكلنيكين الذين درسوا ولاقوا.الامرين واصناف المتاعب والأرق ، لسنين عجاف حتى بلغوا تلك المرحلة المتقدمة من التمكين في تخصص الطب،محاولين بذل قصارى جهدهم لدحض كل ماله علاقة بنتائج الطب الشعبي وفوائده ، وقد يكونون محقين بعض الشي في بعض ماذهبوا إليه ، أقول قد ، لكنا اذا ما اردنا توصيف تلك الحالة واسقاطها على واقعنا المعاصر فان سوف نحظى بقدر وافر من التجارب.

الصراع بين الطب الإكلينكي والطب الشعبي

والأمثلة التي تخبرنا وتقول بأن للطب الشعبي والاعلاج بالاعشاب قاعدة شعبية راسخة لها جذورها القديمة ، وأثاره المرويه والمشاهدة والمسموعة لحالات شفيت تماما من امراض بسيطة وأخرى مستعصية ، فهو إذا ذو فائدة وجدوى ملموسة على عكس مايدعون. على العموم فان القتال والسجال مايزال قائم بين كلا من اصحاب الطب الاكلينكي من جانب واصحاب الطب الشعبي من جانب اخر ان صحة التسمية وقد تصل ثورة هذا السجال احيانا الى أبعد الحدود الى مراحل متقدمة لحرب ضروس ومعركة ساخنة يدور راحاها بني مناصري ومؤيدي الطب الشعبي وبين المعارضين له.

دخول الأيدي المحتالة على مهنة الطب

ان دخول ايدي دخيله على هذه المهنة من محتالين ربما كان احد ابرز العوامل والاسباب المؤدية الى محاربة هذه المهنة، والتي اثبتت نجاحها في بضع جولات لكنها ماتلبث ان تعود الى الخوار بفعل العابثين بها ، مدعاة سقوطها في جولات عديدة ،والسؤال الذي يطرح نفسه حاليا والموجه الى وزارة الصحة طالما وجدت في هذه المهنة جانبا مشرقا ووزاوية فاعله للاستتطاب والعلاج ولو كان بالامر البسيط والنذر اليسير.

الدول المتقدمة 

فلماذا لاتقنن هذه المهنة بحيث يجعل لها مراكز صحية متخصصة ومتطورة تخضع لانظمة وزارة الصحة واشتراطات وزارة العمل والتنمية الاجتماعية على غرار مراكز الحجامة التي وجدت رواجا لابأس به وشبيهة بمراكز العلاج بالابر الصينية ،ففي دول متقدمة نجد بأن هذا الطب القديم ممارسة حظي بجانب كبير من العناية  والاهتمام وله سوقه الواسعة ومحبيه الذين يترددون اليه ،فماالذي يمنع من منح متعهدي هذه المهنة التصريحات اللازمة للممارسة هذا النوع من المهن خاصة بعد أن أصبحنا نسمع ونرى امراض مستعصية داهمت افرادا معروفين وقد شفوا تماما  باذن الله أولا ثم بكافأة هؤلاء.

أخيرا أقول

وليس يصح في الافهم شيء

إذا احتاج النهار إلى دليل

فيديو مقال الشعبي يكسب

أضف تعليقك هنا