أبناءنا الأعزاء: لقد اخترتم سبيل السلمية والسلام ولا زلتم متمسكين به

بقلم احمد الحياوي

إن وضع البلاد في العراق يحتاج إلى وقفة حقيقية وضميرحي ومن جميع الطاقات والكفاءات والاساتذة والمثقفون العراقيين أن يعلنوا جميعا تضامنهم وقفتهم واستمرارهم ومساندتهم وتضامنهم للحق ونصرة الشباب الثائر.

نفق العراق مظلم

إن عبور العراق من النفق المظلم إلى مرحلة النورو الحرية والعدالة والرفاهية وسمعة البلد يتطلب الكثير من التوحد في الكلمة و ازاحة العيوب والافساد عن مفاصل الدولة وايقاف التدخل في شئؤون العراق الداخلية والخارجية وخصوصا ايران ومصير الحكومة القادمة.

علينا العمل والإصلاح والتوافق في بناء العراق وفي المقابل على الطبقة السياسية والكتل ان تستمع وتستجيب جيدا وتحترم وتتقبل لتطلعات واطروحة الشباب و امال الشارع واختيار من الشباب النزيهة التي تقود وتحمل على عاتقها هوية وحب العراق، وسرعة اجراء انتخابات نزيهه وفق مفوضية مستقلة مقتدرة وباشراف دولي.

وطني العراق الغالي

لقد أشار السيد المحقق الاستاذ إلى ضرورة الاستجابة لمطالب المحتجين والمطالبيين السلمية التي تعبر عن وطنيتهم وشعورهم بانتمائهم لهذا الوطن الغالي والعزيزفيقول

)أرادوا الوطن…..اعطوهم الوطن

قال الله تعالى في قرآنه المجيد: {{أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًابِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَجَمِيعًا}}المائدة32

السلام على الشهداء..السلام على المُختَطَفين.. السلام على الجرحى والمختنقين..السلام على الشباب المطالبين بالحرية والأمان وكرامة الإنسان.. السلام على مَنأرادَ الوطن.

كلام المحقق الأستاذ محمود الصرخي الحسني، 

وبعد:

أبناءنا الأعزاء، لقد اخترتم سبيل السلمية والسلام ولا زلتم متمسكينبه، وأملنا وعهدنا بكم أنكم وبكل شجاعة وصبر وإصرار ستبقون عليه إلى آخر المطافمهما بلغت التضحيات.

ـ جاء في القرآن الكريم: {{ لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَلِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُاللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ}}[المائدة28]

ـ في الإنجيل قال: {{ (5ـ39) ـ طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ، لأَنَّهُمْيَرِثُونَ الأَرْضَ.. طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِيُدْعَوْنَ.. قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: «لاَ تَقْتُلْ، وَمَنْقَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ»، وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلًا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ،وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ..سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: «عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ»، وَأَمَّا أَنَافَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَالأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا}}[إنجيل متّى، الإصحاح الخامس]

  • لا يجوز مطلقا الاحتكاك والتصادم والاعتداءات بين المتظاهرينواخوانهم من القوات الأمنيّة، ويَحرُم جدًا سفك الدماء وزهق الأرواح مهما كانتالأسباب.

ـ ففي حجّة الوداع في يوم النَّحْرِ اليوم الحرام وفي الشهر الحراموالبلد الحرام، قالَ رسولُ الله(صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم): {{يا أيها الناس،إنَّ دِمَاءَكُمْ، وأَمْوَالَكُمْ، وأَعْرَاضَكُمْ، وأَبْشَارَكُمْ، علَيْكُمحَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَومِكُمْ هذا، في شَهْرِكُمْ هذا، في بَلَدِكُمْ هذا، ألَاهلْ بَلَّغْتُ.. اللَّهُمَّ اشْهَدْ، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ.. لاتَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ}}

ـ ووَرَدَ، أنّ رسولَ الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) توجّه إلىالكعبة وهو يطوف بها، قائلًا: {{والّذي نفس محمَّد بيده، لحُرْمَة المؤمن أعظم عندالله حرْمَةً منكِ؛ ماله ودمه}}

ـ وقال(عليه وعلى آله وصحبه الصلاة والسلام):{{والَّذي نفسي بيدِهِلقَتلُ مؤمنٍ أعظمُ عندَ اللَّهِ من زوالِ الدُّنيا}}

  • يجب على الجميع عدم الإضرار بالممتلكات العامة والخاصة، كما يجبالحفاظ على العراق أرضًا وشعبًا.

ـ جاء في كتاب الله العزيز:{{ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}}القصص77

  • الواجب الشرعي والأخلاقي والوطني والتاريخي يُلزمني أن اُقدّم النصحبما فيه درء الفتن وإيقاف نزيف الدماء والحدّ من الظلم والفساد والإفساد، فأقول:إنّ الشباب المتظاهر المثابر المضحّي الذي صار مثالًا وقدوةً حسنة للشبابوالتظاهرات في مختلف بلدان العالم، يستحقُّ وبجدارة أن يأخذَ دوره كاملًا في إدارةالعراق، فتُعطى له فرصة لتشكيل حكومة مؤقتة تعمل على استقرار الأوضاع، وتهيئة كلمستلزمات النجاح في كتابة دستور مدني متوازن، ثم إجراء انتخابات نزيهة يأخذ كلُّشخصٍ فيها استحقاقَه، ويتفرّع عليها تشكيل حكومة مدنية وإقامة دولة مدنية، ومنالضروري جدًا أن يتم فيها تربية الناس والأجيال على المدنية الملازمة للأخلاقوالعدالة والمساواة والوسطية والاعتدال وكرامة الإنسان.
  • يكفيكم سبعة عشر عامًا من التجارب القاسية القاتلة المدمّرة المهلكة للحرث والنسل، و اعطوا الشباب فرصة للقيادة والحياة والكرامة والعمل والإعمار والسلام والأمان، وبكل بساطة ووضوح وبراءة وطيبة: أرادوا الوطن فأعطوهم الوطن.

والحمد لله ربّ العالمين والعاقبة للمتقين الصرخي الحسني

بقلم: أحمد الحياوي

أضف تعليقك هنا