الوطن ولباس الوطنية


بقلم: الكاتب صلاح الشتيوي

الوطنية هي إحساس بالإنتماء والولاء والإخلاص للوطن تتاصل الوطنية حين يعطي الوطن للمواطن خدمات وامتيازات فتقوي الصلة بين الوطن والمواطن وتصير هناك صلة قوية يصعب انهائها، وتقوى الوطنية بالإخلاص في العمل والتضحية من أجل شموخه وعزته.
أول ظهور حقيقي للوطنية بتونس كانت بعد الاحتلال الفرنسي للبلادالتونسية وذلك سنة 1938 في شهر جانفي انطلقت الثورة ضد المستعمر فقد حارب التونسيين بشراسة الى ان استقلت البلاد.
و بعد الاستقلال وتاسيس الدولة برزت الوطنية بالعمل والانجاز وتاسيس المؤسسات والامن والجيش وتكوين الدولة الحرة المستقلة ذات سيادة، وبعد ذلك تكونت الاحزاب والحركات السياسية وصار لكل حزب اتباع و مناشدين ومدافعين.

الوطنية لباس الأحزاب

تاسست الاحزاب وكثرت توجهاتها وبعضها ولد في بيئة سليمة وطنية واخر لا يهمه الا مصلحته، المشكل ان كل حزب يخون الاخرى مع انهم يستعملون في نفس اللغة ونفس اللباس الا وهو لباس الوطنية ،وبدا كل حزب يعتبر نفسه على حق وان غيره على باطل و دخلت الاديولوجيات على الخط وحاول كل منها ترسيخ في عقول الناس افكار مختلفة حسب مصالحهم، والخطر في ذلك انهم تناسوا مصلحت الوطن واعطوا الاولوية لاحزابهم، وعندما وصلوا الى الحكم بدات حرب المقاعد والمناصب، وضاع الوطن بين صراع فكر حزب وعقيدة حركة ومبادئ تنظيم .

حبي لوطني لن يتغير

كتونسي حر لم انتمي لاي حزب منذ ولدت فلم اعرف في حياتي الا حزب واحد وهو حزب الوطن فلقد نشات في بيت مقاوم كان ابي في زمن الاستعمار يحمي المقاومين ويخفيهم عن الجندرمة عند تنقلاتهم من الساحل الى الوطن القبلي او الى تونس العاصمة حيث يبقون في منزله لايام الى ان تسمح الضروف لتنقلهم، فقد نشات على سماع حكايات والدي رحمه الله عن المقاومة والمقاومين وكيف تبادل في يوما ما اطلاق النار مع الجندرمة في منطقة تسمى “سيسب” قرب القيروان.

نشات محبا للوطن وملكت هذا الشعور الطبيعي منذ نعومة اظافري.كان حبا لايوصف ولد معي وورثته عن ابي منذ الصغر، وعندما كبرت واردت ان افهم ما يدور حولي تعطل عقلي وصعق قلبي فقد رايت في المجتمع ان البعض عنده الوطنية هي انتمائه لحزب و اخر الوطنية عنده فترة حكم وقداسة زعيم و هناك من فهم ان الوطنية هي كره فترة حكم جائر…و بعد ذلك تغيرة الوطنية عند البعض الى كره الزعيم بورقيبة ورجال ذلك العهد.

ثم بعد حكم بورقيبة اتى حكم بن علي وصارت الوطنية هي ان تكره بن علي و منتسبي حزبه، ودار الزمن واتت الثورة وعاد التجمع الى الحكم لكن برداء جديد و عادت الاهداف القديمة بمظهر جديد .

تغيرت الأنظمة ويبقى الفساد

بعد الثورة لم ننجح في القضاء على الفساد بل انتشرت المحسوبية والرشوة والسرقة حت وصلت الى ارقام فياسية لم تعرفها اي دولة وفي ظل هذا الوضع التعيس تغيرت الوطنية واخذت وجها اخر وشكلا جديدا تمثل في تغيير اللباس واطلاق اللحية وبقعة وسط الجبين وكفى. كدلالة على الورع والزهد وخوف الله.

بقلم: الكاتب صلاح الشتيوي

أضف تعليقك هنا