خطورة دخول العنصر العشائري على خط المظاهرات

العناصر العشائرية والمظاهرات 

أغلب العناصر العشائرية التي دخلت على خط المظاهرات مؤخراً تتصف بالحس المذهبي المتخلف، وهم لايختلفون كثيرا عن عقلية الأحزاب الحاكمة,  لذلك فان جميع هؤلاء موالون لتلك الأحزاب التي تقود العلمية السياسية منذ 2003 , إضافةً إلى إن أغلب تلك العناصر فاسدة بطبيعتها , لاتعبأ بمبدأ , وليست لديها عقيدة ثابتة , ولو أوكل الأمر إليهم لكانوا أكثر فساداً من تلك الأحزاب الحاكمة.

فمثل هؤلاء  لايمكنهم أن يحققوا صلاحاً ولا أن يقيموا إصلاحاً ؛ ففاقد الشئ لايعطيه , لذلك فإن دخولهم على خط المظاهرات فيه خطر لايمكن التكهن بمداه , فالأهازيج والشعارات المذهبية التي رفعوها تصب في صالح الأحزاب الحاكمة ويمكنها حرف مسيرة المظاهرات عن وجهتها الحقة , ومن يتأمل هذه الأهازيج يجدها طافحة بالصنمية والعبودية للبشر , وبعبارة اخرى إن هؤلاء العشائريون يقدسون القيادات الدينية , قدسية لايمكن نزعها عنهم  ولو كانوا لا يؤمنون بدين وتلبسوا بجميع الموبقات.

العشائر والعراق

إن الإعتقاد بهؤلاء السادة من قبل العشائريين هو الذي أوصل العراق إلى ماهو عليه الآن,  فهم  وبكلمة موجزة مصابون بعقدة السيد , التي ظلوا لهل خاضعين , ويضاف إلى هذه العقدة عقدة أُخرى الا وهي عقدة المظلومية , والتي تجعلهم ينظرون إلى أي تغيير أو حراك بعين الريبة والشك , لذلك فهم موالون لتلك الأحزاب أصلا وابتداءً مع علمهم بفسادها وظلمها فهم يعتقدون جزماً أن بديل تلك الاحزاب هو عودة أهل السنة للحكم أو ظهور حزب يدعو الناس إلى نبذ الطقوس الحسينية أو ربما يدعوا إلى منعها , بالمقابل فان أغلب المتظاهرين الذين خرجوا إبتداءً  ليست لديهم الحصانة الكافية من تلك الامراض والعقد التي يحملها هؤلاء العشائريون.

لقد ركب العشائريون موجة التظاهرات دون إيمان حقيقي بها , بل كانوا بالأمس القريب  من ألد أعدائها,  ولقد كانوا ينبزون المتظاهرين بأسوء الصفات والألقاب , وبعد أن حققت التظاهرات بعض النجاحات ومنها  إستقالة رئيس الوزراء السيد عادل عبد المهدي , ركب هؤلاء العشائريون الموجة أملا في أن يشاركوا الثوار الحقيقيون المغانم , مع زهد هؤلاء الثوار بتلك المغانم.

الفرق بين العشائر والثوار

إن الفرق بين هؤلاء العشائريين وأولئك الثوار هو إن العشائريين خرجوا وفي صدورهم قلبين قلب ينبض بالحقد على جزء من هذا الشعب وهم .. الثوار..  وقلب آخر يتحرّق شوقاً للغنيمة وطمعا بالجاه والسلطان , أما هؤلاء الثوار فليس في صدورهم الا قلب واحد ينبض بالحب لكل فصائل الشعب دون إستثناء أو تصنيف ..  إذ إن هؤلاء العشائريون يعتبرون حب بعض فصائل الشعب عيب وعار, إن هؤلاء العشائرون وإن كانوا في الظاهر مع المتظاهرين الا أنهم في كل حين يتربصون بهم الدوائر مثلهم في ذلك مثل المنافقين أيام الرسول صلى الله عليه واله وسلم الذين قال الله عزوجل فيهم :

[الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ]

الأحزاب والعشائر

أما الأحزاب الحاكمة فقد سعت ومنذ اليوم الأول لإفشال وانهاء تلك التظاهرات  فأشاروا إلى إعلامهم بأن يشن حملة على المتظاهرين لتشويه سمعتهم وشيطنتهم ,  لكنهم لم يفلحوا ,فاوغلوا في غيهم  فأرسلوا  إلى ساحات التظاهر العاهرات رغم كونهم أحزاباً تدعي الإنتماء إلى دين الله ومحاربة من يحاربه ,, ولكن مهلا ,, أليس الغاية تبرر الوسيلة,  فلما فشلوا ورأوا  عزم الثوار على مواصلة المسير  أخذوا يصلون الليل بالنهار من أجل المكر بهم والقضاء عليهم .. مرة واحدة ,, وإلى الأبد , فلم يجدوا من خيار غير إستخدام القوة من أجل إخضاعهم , ولكنهم لم يفلحوا،

ومن عظيم مكرهم أن القنوات الإعلامية الناطقة بإسم تلك الأحزاب أمست اليوم  تثني على المتظاهرين , مع غمزهم من طرف خفي بوجود مندسين وعملاء يدعمونهم ويمولون مظاهراتهم,  وبعد مرور أكثر من شهر على تلك المظاهرات أمست تلك الأحزاب الحاكمة تدعوا للثورة ضد الفساد والفاسدين … واعجبي.

إن دخول العناصر العشائرية علي خط المظاهرات قد يكون بإيحاء من تلك الأحزاب الحاكمة من خلال قنواتها الإعلامية . وحتى وإن لم يكن الأمر كذلك فإن دخول هذه العناصر هو في صالح الأحزاب الحاكمة أولاً وأخيراً,  ولابد لتلك الأحزاب أن تستخدم تلك العناصر فيما يخدم أجندتها وتثبيت بقائها.

فيديو مقال خطورة دخول العنصر العشائري على خط المظاهرات

أضف تعليقك هنا